في واحدة من المآسي التي يعانيها اللاجئون السوريون في رحلة البحث عن ملاذ آمن في أوروبا، أمضي نحو 2000 مهاجر معظمهم من السوريين، ليل الجمعة السبت 22 أغسطس/ أب 2015، تحت المطر في منطقة حدودية بين اليونان ومقدونيا حيث احتجزتهم الشرطة المقدونية، بينما يتدفق آخرون على الموقع نفسه.
معظم هؤلاء اللاجئين باتوا ليلتهم بلا نوم أو غفوا في أرض مكشوفة، بعضهم في خيام صغيرة في المنطقة الخالية بين قرية "إيدوميني" اليونانية ومدينة "جيفجيليجا" المقدونية.
السلطات المقدونية تنشر منذ الخميس قوات خاصة تابعة للشرطة بعد إعلان البلاد حالة الطوارىء لمحاولة الحد من تدفق اللاجئين، كما قامت الشرطة بمضاعفة الاسلاك الشائكة التي وضعتها بينما كان اللاجئون يهتفون من حين لآخر "ساعدونا".
وبينما يتجول اللاجئون بين أكداس النفايات وهم ينظرون إلى الحدود المقدونية المغلقة، تنبعث في المكان رائحة دخان وهم لا يزالون ينتظرون أن تفتح سلطات البلاد أمامهم الحدود.
الطبيب السوري سامر معين (49 عاما) قال إن كثيرين لم يتمكنوا من حماية أنفسهم او ذويهم من الأمطار، ومنهم سيدة فقدت ابنتها وكانت تصرخ طوال الليل بحثا عنها "، موضحا أنه "موجود هنا منذ ايام واريد الذهاب الى النرويج".
ووصل من الشطر الغربي لتركيا الى جزيرة شالكي اليونانية في بحر ايجة قبل ان يبلغ الحدود اليونانية المقدونية.
كما تدفق مئات اللاجئين الآخرين صباح السبت إلى "ايدوميني" بحافلات قادمة من مرفأ "تيسالونيكي" اليوناني قبل ان يواصلوا الطريق مشيا على الاقدام الى الحدود.
وما زالت الشرطة المقدونية صباح السبت تسمح بمرور بضع عشرات من اللاجئين من حين لآخر.