بعد أيام من ذبح عالم الآثار السوري خالد الأسعد، وتعليق جثته على عمود في تدمر، قام تنظيم الدولة الاسلامية مستخدما الجرافات بهدم دير "مار إليان" المسيحي في بلدة "القريتين" ذات الموقع الاستراتيجي بمحافظة حمص وسط سوريا، والتي انتزعتها داعش من قوات النظام في وقت سابق هذا الشهر.
التنظيم قام بنقل عشرات المسيحيين بينهم نساء وأطفال وأسر كاملة كان خطفهم أثناء هجومه على الدير إلى موقع قرب معقله بشمال شرق سوريا.
المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، قال إن الجهاديين استخدموا جرافات لهدم الدير في بلدة القريتين، التي تقع قرب طريق يربط بين مدينة تدمر التاريخية وجبال القلمون على الحدود مع لبنان.
ويتوسع تنظيم الدولة في أراض بالمنطقة الصحراوية شرقي وجنوبي حمص بعدما سيطر على مدينة تدمر في مايو/ آيار الماضي.
وشن جيش النظام هجوما مضادا واسع النطاق لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة في منطقة بها بعض من أكبر حقول الغاز السورية لكنه لم يحقق تقدما كبيرا.
وخطف تنظيم الدولة الإسلامية 230 شخصا بينهم عشرات المسيحيين بعد الاستيلاء على القريتين، وحسب المرصد السوري فإن التنظيم أطلق سراح 48 شخصا ونقل 100 آخرين إلى محافظة الرقة التي تمثل عاصمتها "مدينة الرقة" معقلا له.
ولا يزال مصير 70 آخرين خطفهم عناصر التنظيم بعد السيطرة على بلدة القريتين مجهولا، منهم 45 امرأة و19 طفلا، إضافة لـ 11 عائلة.
التنظيم كان قد اختطف "الأب" جاك مراد رئيس دير مار اليان منذ نحو 12 أسبوعاً، اقتاده إلى جهة مجهولة.
ونقل المرصد عن "مصادر مطلعة" القول إن التنظيم خير المسيحيين المخطوفين بين "اعتناق الإسلام أو دفع الجزية."
وقتل داعش أتباع أقليات دينية ومسلمين من السنة ممن لم يعلنوا الولاء لدولة "الخلافة" التي أعلنتها.
وكنيسة مار إليان أثرية قديمة تقع في حمص وسط سوريا، وتشرف على إدارتها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وهي تحوي رفات القديس إليان الحمصي، القديس المسيحي الذي قتل خلال الاضطهادات الرومانية في القرن الثالث.
تقع الكنيسة في شارع طرفة بن العبد بالقرب من بوابة تدمر داخل حمص القديمة، ويقام عيد القديس إليان سنويًا في 6 فبراير وهو ما يجذب عددًا كبيرًا من المسيحيين.