أكدت مصادر دبلوماسية روسية الأربعاء 19 أغسطس/ آب 2015، التقارير التي تحدثت عن اعتزام موسكو بيع صواريخ متطورة لإيران هذا العام.
مصدر في وزارة الخارجية الروسية قال لوكالة "نوفوستي" الرسمية التي تغطي الأخبار المحلية، بإن الصفقة تمضي قدما وستتم قبل نهاية هذا العام.
المصدر الذي لم تكشف عنه الوكالة، أوضح أيضا أن تكاليف الصفقة التي تم الاتفاق عليها في عام 2010 ستبقى كما هي دون تغيير بعدما توقف توقيعها بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على إيران بسبب برنامجها النووي.
هذه التصريحات جاء بعد يوم واحد من إعلان وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن بلاده ستوقع مع موسكو الأسبوع المقبل، عقداً لشراء 4 بطاريات لأنظمة صواريخ روسية متطورة، من طراز "أس – 300".
صحف إسرائيلية عبرت عن قلقها من إبرام الصفقة التي اعتبرتها "تهديدا" لأمن إسرائيل.
صحيفة "يديعوت" نقلت عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهديده خلال جولة عسكرية بملاحقة كل من يمس بأمن إسرائيل، وتأكيده على أن الجيش "قوي" في مواجهة التهديدات في إشارة إلى هذه الصفقة.
وكان وزير الدفاع الإيراني قال بعد يوم من لقاء جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن "نص الاتفاق جاهز، وأصدقاؤنا سيذهبون إلى روسيا الأسبوع المقبل، لتوقيع العقد، نحن وروسيا نعتبر أن الصفقة باتت قيد التنفيذ".
وتحقق الولايات المتحدة في مدى تعارض الصفقة "الروسية-الإيرانية" مع العقوبات المفروضة على إيران.
جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أشار إلى أن هذه الصفقة المحتملة لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، لكن التحقق سيتم حول إذا ما كانت تتعارض مع القوانين الأميركية، الخاصة بالعقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة، مؤكداً أن موقف بلاده حول هذه المسألة لم يتغير.
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت ومازالت قلقة، من نية روسيا تزويد إيران بهذه المنظومة الصاروخية، وذلك بسبب سياسات إيران الخارجية في الشرق الأوسط ودعمها لجماعات تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.
كيربي أعرب أيضاً عن أمله، ألا تعيق خطط روسيا بإمداد إيران بمنظومة "إس – 300" تنفيذ الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الموقع بين طهران ودول مجموعة "5 + 1".
وزير الدفاع الإيراني أكد أن الصفقة الروسية، ستشمل أيضاً، مقاتلات وطائرات تدريب، فضلاً عن إمكانية التعاون في مجال تصميم مقاتلات وإنتاجها، مؤكداً أن الروس قبِلوا ذلك.
كما تحدث الوزير الإيراني عن وضع لمسات أخيرة، على مشاريع وصفها بالاستراتيجية والمهمة جداً، في إنتاج صواريخ باليستية، تشمل رفع مستوى دقتها في المديات البعيدة، وتطوير رؤوسها الحربية.
وكانت موسكو ألغت عام 2010 عقداً أبرمته مع طهران عام 2007، قيمته 800 مليون دولار، بسبب فرض مجلس الأمن حظراً دولياً على تصدير أسلحة إلى إيران، وبعدما تعرّضت روسيا لضغوط قوية من الولايات المتحدة وإسرائيل، للامتناع عن تنفيذ العقد.
إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر في أبريل / نيسان الماضي باستئناف التعاون مع الإيرانيين في هذا المجال.
الصفقة الروسية-الإيرانية تعقد وسط تنامي حالة القلق لدى دول الخليج، التي أعربت عن قلقها من إبرام طهران اتفاقية نووية مع الدول الكبرى تم بموجبها رفع الحظر المفروض على إيران منذ سنوات.
وكانت السعودية قد وقعت اتفاقا للتعاون النووي مع كوريا الجنوبية، يشمل خطة لدراسة إمكانية بناء مفاعلين نوويين في المملكة، كما وقعت أيضا اتفاقات للتعاون النووي مع الصين وفرنسا والأرجنتين.