طالبت حكومة طبرق الليبية المعترف بها دوليا من الجامعة العربية السبت 15 أغسطس/ آب 2015 دعمها لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة سرت الساحلية، وذلك في الوقت الذي تخوض فيه حكومة طرابلس التي تسيطر على معظم الأراضي الليبية ولا يعترف بها دوليا مواجهات مع نفس التنظيم تستمر لليوم الخامس.
وجاءت مطالبة حكومة طبرق في بيان ناشدت فيه تطبيق قرار الجامعة العربية بشأن اتفاقيات الدفاع المشترك وتوجيه ضربات جوية ضد آهداف محددة لتمركزات التنظيم في المدينة وذلك بعد إعلانها أن التنظيم الذي يخوض معارك لليوم الخامس مع سكان محليين قد صلب ١٢ مقاتلا وفصل رؤوسهم عن أجسادهم لإيقاف تحركات السكان ضده.
وفيما لم يتضح كيف سترد الدول العربية على طلب حكومة طبرق، يرى البعض أن الخطوة لا يمكن فهمها خارج إطار الصراع المسلح بين حكومتي طبرق وطرابلس اللتين تتنافسان حاليا على السيطرة على سرت بعد إخراج تنظيم داعش منها، حيث تدعم الحكومتان المواجهات المسلحة التي يقوم بها سكان المدينة ضد التنظيم وأعلنتا -كل من جانبها- أن الهجمات تتم بغطاء جوي منهما.
داعش ليبيا يصلب 12 مقاتلا
وكان تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا أقدم على صلب 12 مقاتلا من سرت الليبية وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، فيما تواصلت المعارك بين عناصره ومسلحين من المدينة لليوم الخامس على التوالي، ما دفع بدار الإفتاء (في طرابلس) إلى الدعوة لقتال داعش ليبيا.
مسؤول في المجلس المحلي لسرت أكد مقتل وإصابة العشرات خلال المعارك المتواصلة التي تشهدها المدينة السبت 15 أغسطس/ آب 2015 وخاصة في منطقة الحي الثالث.
وأعلنت وكالة الأنباء الموالية للحكومة في طرابلس التي لا تحظى باعتراف المجتمع دولي أن سلاح الجو التابع لقوات "فجر ليبيا" تسيطر على العاصمة يقوم "بقصف عدة مواقع لتنظيم الدولة بمدينة سرت.
من جهتها، نقلت وكالة الانباء الرسمية الموازية والموالية للحكومة المعترف بها دوليا التي تعمل من شرق البلاد عن شهود عيان قولهم أن التنظيم أقدم الجمعة على "صلب 12 شخصا وفصل رؤوسهم عن أجسادهم" في الحي الثالث في سرت.
وأضافت أن الاشخاص الذين جرى صلبهم هم من سكان المدينة الذين يقاتلون التنظيم منذ الثلاثاء.
كما ذكرت الوكالة أن التنظيم المتطرف قام بتصفية 22 جريحا كانوا يتلقون العلاج في مركز طبي "ومثلوا بجثثهم، قبل أن يحرقوا المركز".
وتشهد سرت معارك عنيفة منذ 5 أيام قتل وأصيب فيها العشرات بين مسلحين من المدينة الواقعة في شمال ليبيا وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر عليها منذ يونيو/ حزيران.
وأعلن السفير الليبي في باريس شيباني أبو حمود، الجمعة، ان المعارك أوقعت ما بين 150 و200 قتيل، مناشدا المجتمع الدولي التدخل.
إلا إنه لم يكن بالإمكان التأكد من صحة هذه الحصيلة من مصادر أخرى.
واندلعت الاشتباكات مع إعلان وزارة الدفاع في الحكومة التي تدير العاصمة طرابلس عن انطلاق "عملية تحرير سرت من تنظيم الدولة"، وبعيد مقتل شيخ سلفي يدعى خالد الفرجاني على أيدي التنظيم.
ودفعت هذه المعارك دار الافتاء الليبية ومقرها في طرابلس إلى الدعوة في بيان مساء الجمعة جميع الليبيين، القادرين على حمل السلاح، إلى الاستنفار العام؛ لمواجهة داعش.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في مدينة طبرق شرق ليبيا، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة طرابلس.
ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة عن النزاع موطئ قدم للفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي طرد في تموز/يوليو من مدينة درنة الواقعة في أقصى الشرق الليبي إثر معارك خاضها مع جماعات مسلحة.