قبل عامين عندما كانوا يهتفون في ميدان "رابعة العدوية" بالعاصمة المصرية القاهرة في ظل ضوضاء وفوضى مصر، ها هم اليوم في اسطنبول بغرفة واحدة واسعة تسمع بها صوت الهدوء المزعج، ولا تجد على جدرانها شعارات وأعلام باستثناء خريطة العالم يحاولون في عامهم الثاني وبما يملكونه من روح الشباب إحياء وتوثيق والتعريف بحادثة رابعة من خلال حملة أطلقوا عليها اسم "قصة رابعة".
يذكر المنّسق العام للحملة "أحمد عبد الحافظ" في تصريحات خاصة لـ "عربي بوست" أن الحملة في عامها الثاني استطاعت أن تتحول إلى مؤسسة نظامية مقرها كندا، لتحقيق ثلاثية، التوثيق والتعريف والإحياء، منطلقة من الجانب الإنساني للحادثة مبتعدة عن الجانب السياسي، وأكد "الحافظ" أن الحملة أو المؤسسة أحد أهم أهدافها الدفاع عن الضحايا.
شعار ولغة الحملة
أحد أهم مميزات الحملة شعارها حيث خرج عن المألوف والتقليدي، فلأول مرة لن نشاهد شعارا يتحدث عن حادثة رابعة من بوابة "شعار اليد" فاتبع المسؤولون عن الحملة شعارا من وردة بأربع ورقات صفراء وفي منتصفها نقطة سوداء، ويقول "الحافظ" مبرراً اعتماد هذا الشعار "إن الحملة بمجملها موجهة للغرب، لذلك كان لابد من أدوات إعلامية وتأثيرية تخاطب الغرب فشعار رابعة التقليدي صعب ومعقد لدى الغرب، فحاولنا من خلال جلسات "مجموعة تركيز" "فوكاس غرووب " في كندا الاقتراب من قلوب الجمهور المستهدف لنصل أخيرا لهذا الشعار".
ومن ناحية اللغة فكان هدف المشرفين على الحملة أن تُطلق بخمس لغات إلا أن الجمهور الرئيسي المستهدف متحدث للإنكليزية لذلك اعتمدتها كلغة رسمية للحملة مع وجود نشرات مقتضبة بلغات أخرى.
بوابة التوثيق في الحملة
حاول القائمون على الحملة جمع كل المعلومات المتعلقة بحادثة رابعة من خلال عديد الوسائل، فاعتمدوا على الشهادات الحية، بالإضافة إلى شهادات أسر الضحايا والمعتقلين، وكذلك على إحصائيات صادرة من وزارة الصحة، وتسعى الحملة لتأسيس قاعدة بيانات لكي تكون بنك المعلومات وقاموس "حادثة رابعة" المعتمد من قبل وسائل الإعلام والمؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان، وفي السياق ذاته أصدرت الحملة "بروشورات" تعريفية تضم عديد الإحصائيات الخاصة بالحادثة، واستطاعت انتاج أفلام وثائقية دعائية تدعم الحملة من حيث وسائل الإعلام المرئية.
بوابة التعريف
اتبعت الحملة النشر عبر العديد من وسائل الإعلام من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف، فأطلقت الموقع الالكتروني المتضمن جميع حيثيات الحملة من معلومات، بالإضافة إلى ألبوم صور خاص عن الحادثة مصور من قبل المصور الصحفي "مصعب الشامي"، وهناك صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن جهته يقول أحد المنسقين الإعلاميين للحملة "أسامة الشامي" لـ "هافينغون بوست عربي" إن "وفوداً من منسقي الحملة في الولايات المتحدة بدأ بالزيارات الميدانية التعريفية عن الحادثة فكانت الزيارة الأخيرة لمبنى الأمم المتحدة في نيويورك من قبل ممثلي الحملة، وكذلك إقامة صلاة في إحدى الكثدراليات في نيويورك والعاصمة الأمريكية واشنطن".
بوابة الإحياء… الحلم الأكبر
ربما هنا يكمن الإبداع الأكثر والحلم الأكبر، حيث نظّمت الحملة فعالية تضامنية في العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء الماضي بتمام الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة صباحا من خلال القاء حوالي ٨٠٠ شخص لنفسهم على أرضية ساحة "ترافلغار" للتعبير عن التضامن مع ضحايا الحادثة.
ومتحف رابعة "مرفق فيديو" هو الحلم الأكبر، لا يوجد على أرض الواقع أي حجر أساس، إنه مازال في أجهزة حواسيبهم من خلال فيديوهات لتصميم مصور يوضح كيف سيكون متحف رابعة، ويقول "الحافظ" في هذا الصدد "لا تتوقف أحلامنا .. نرسمها اليوم هنا وسنجعل إن شاء الله هذا المتحف حقيقة على أرض الواقع… لن يكون لشهداء رابعة فقط إنما لشهداء مصر حيث يضم حسب التصميم الأولي غرفة خاصة لشهداء ثورة ٢٥ يناير".
المشاريع المستقبلية
الحلم لن يتوقف عند انتهاء يوم 14 أغسطس الحالي، فمؤسسة "قصة رابعة" على موعد مع إطلاق جائزتين، الأولى ستكون لأفضل عمل فني وإعلامي يتحدث عن رابعة، والثانية ستخصص لأفضل عمل فني وإعلامي يتحدّث عن أي قضية إنسانية تحت اسم جائزة رابعة للتضامن الإنساني.