بث جهاديون تابعون للفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية الاربعاء 12 أغسطس / آب صورة على الإنترنت لجثة الرهينة الكرواتي المختطف في مصر بعد إعدامه بقطع رأسه ليكون بذلك ثاني أجنبي يخطف ويعدم منذ تصاعد هجمات الجهاديين ضد السلطات المصرية في العام 2013.
وخطف توميسلاف سالوبيك البالغ من العمر 31 عاما وهو أب لطفلين ويعمل في شركة فرنسية لاستكشاف طبقات الأرض، في 22 تموز/يوليو في ضاحية 6 أكتوبر في القاهرة، على بعد 22 كم جنوب غرب العاصمة، حسب ما أفادت مصادر أمنية مصرية للوكالة الفرنسية.
وانتهت الجمعة الماضية مهلة مدتها 48 ساعة حددها التنظيم الجهادي لإعدامه إذا لم يتم اطلاق سراح "نساء مسلمات" معتقلات في مصر.
وهو ثاني أجنبي يخطفه ويعدمه فرع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر الذي يطلق على نفسه اسم ولاية سيناء ويخوض قتالا شرسا ضد قوات الأمن المصرية منذ إقصاء الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي عن السلطة في تموز/يوليو 2013.
وفي ديسمبر/كانون الأول أعلن التنظيم قتل موظف أميركي كان يعمل لدى شركة "أباتشي" النفطية عثر على جثته في الصحراء الغربية في آب/اغسطس 2014.
عملية الإعدام
ويظهر في الصورة التي بثها جهاديون رأس توميسلاف وقد قطع ووضع فوق جسد وقد سال منه الدم بغزارة على الرمال حوله.
ونصبت في الرمال خلف جسد الرهينة القتيل راية سوداء لتنظيم الدولة الإسلامية كما وضعت جانبه السكين التي استخدمت على ما يبدو في ذبحه.
وكتب على الصورة "قتل الأسير الكرواتي (المشاركة بلاده في الحرب على الدولة الإسلامية) بعد انقضاء المهلة وتخلي حكومة الردة المصرية وبلاده عنه".
ولا يمكن التأكد من صحة الصورة على الفور.
تعامل الحكومة المصرية
أعلنت السلطات المصرية والكرواتية أنهما تتحريان مزاعم مقتل الرهينة الكرواتي على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
والأسبوع الماضي، زارت وزيرة الخارجية الكرواتية فيسنا بوسيتش القاهرة للاطلاع على جهود الحكومة المصرية للإفراج عن مواطنها المختطف.
وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية قد أكد أن الوزير بنفسه يتابع الأمر وأنه التقى مع نظيره الكرواتي للتنسيق فيما بينهما لحل أزمة الرهينة.
مشيرا إلى تنسيق كامل بين الأجهزة الأمنية من أجل التوصل إلى الرهينة.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت عن وجود بعض "الخيوط" التي قد تقود إلى مكان احتجاز الرهينة.
وولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية ظهر في 2011 باسم تنظيم أنصار بيت المقدس وقد ضاعف هجماته إثر الإطاحة بمرسي منذ تموز/يوليو 2013، قبل ان يغير اسمه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
نساء مسلمات مقابل الرهينة
وتعاملت الشرطة مع اختطاف الرهينة الكرواتي باديء الأمر باعتباره عملا إجراميا قبل أن يظهر فيديو تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الفيديو الذي نشره الجهاديون على الإنترنت، يظهر الكرواتي راكعا أمام رجل ملثم يحمل سكينا، ويقول وهو يقرأ ورقة أن خاطفيه سيعدمونه في غضون 48 ساعة إذا لم تطلق الحكومة المصرية سراح "نساء مسلمات" معتقلات.
وأضاف الرهينة الذي ظهر في زي برتقالي عادة ما يرتديه سجناء تنظيم الدولة الإسلامية "أنا من كرواتيا وأبلغ من العمر 30 عاما".
وفي فيربوليه مسقط رأس سالوبيك، يصفه جيرانه بالرجل الودود. وقال والده مخاطبا خاطفيه "السبب الوحيد الذي جعله يتوجه إلى بلدكم (مصر) هو الحصول على اي شيء لإعالة أطفاله لا أكثر ولا أقل".
ضربة موجعة للسلطات المصرية
ويعد إعدام الرهينة الكرواتي ضربة موجعة للسلطات المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تحاول جذب الاستثمار الأجنبي واستعادة معدلات السياحة العالية لمساعدة الاقتصاد المتداعي بعد عامين مضطربين.
وكان السيسي قائد الجيش الذي أطاح بالرئيس الإسلامي مرسي في 2013 والذي تلاه حملة قمع واسعة خلفت أكثر من 1400 قتيلا من الإسلاميين.
وتقول الجماعات الجهادية المسلحة أنها تتحرك ردا على حملة القمع هذه.
وتنشط هذه الجماعات في شمال شبه جزيرة سيناء حيث قتل مئات الشرطيين والجنود خلال العامين الماضيين رغم الحملة العسكرية الواسعة في سيناء. وسبق وأعدمت الجماعات الجهادية عددا من بدو سيناء اتهمتهم بالتجسس للحكومة المصرية وإسرائيل.
لكن الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية نفذ أيضا هجمات في قلب القاهرة بعيدا عن سيناء.
ففي 11 تموز/يوليو الفائت، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجوما بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة، أوقع قتيلا وكان الأول ضد بعثة دبلوماسية في مصر منذ بدأ الجهاديون حملتهم.