تعرضت آمال الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العالمية الست لانتكاسة، بعد أن أعلن عضوان يهوديان ديمقراطيان أحدهما بمجلس الشيوخ والآخر بمجلس النواب معارضتهما للاتفاق، الأمر الذي قد يقود إلى انقسام في الكتلة الديمقراطية في المجلسين بصورة تجعل تمرير الاتفاقية محل شك.
وأعلن كل من السيناتور تشاك شومر الذي يعد أحد أهم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ والنائب اليهودي البارز في مجلس النواب إليوت أنجيل- أكبر نائب ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية- رفضهما للاتفاق، الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام انشقاق مزيد من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين على الرئيس المنتمي للحزب الديمقراطي، بإعلان رفضهم للاتفاق النووي الذي أعلن في أول يوليو/ تموز 2015 بين إيران والقوى العالمية الست.
وقال شومر في بيان إنه قرر معارضة الإتفاق لأنه لا يضمن إنهاء التشدد الإيراني بل إنها قد تستخدمه لتحقيق أهداف خبيثة ما يمثل خطرا جسيما.
وأضاف أن اعطاء إيران مهلة 24 يوما، قبل أن يتمكن المفتشون من دخول منشآتها النووية وغل يد الولايات المتحدة عن القيام بعمليات تفتيش أحادية دون انتظار تصويت مجموعة الست، يمثل مبعثا للقلق.
صراع الفيتو
أمام الكونجرس حتى 17 سبتمبر أيلول، لبحث استصدار قرار يعارض اتفاق إيران، وهو ما سيحرم أوباما من حق رفع كل العقوبات التي فرضها الكونجرس على طهران، وهو من البنود الرئيسية في الاتفاق.
وسيبدأ أعضاء الكونجرس في مناقشة الاتفاق، لدى عودتهم من العطلة في الثامن من سبتمبر/ أيلول المقبل.
أوباما كان قد لوح باستخدام حق النقض (الفيتو) إذا رفض مجلسا النواب والشيوخ الاتفاق، إلا أن الجمهوريين يمكنهم إبطال حق النقض، بحصولهم على موافقة الثلثين، في كل من مجلسي الكونجرس.
حيث يحتاجون إلى تأييد 13 ديمقراطياً على الأقل، في مجلس الشيوخ، و44 ديمقراطياً في مجلس النواب.
الجمهوريون يرفضون التلويح بالحرب
وكانت معارضة الاتفاق قد بدأت مبكراً من قبل الجمهوريين، إذ أعلن السناتور الجمهوري ميتش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ في وقت سابق رفضه للاتفاق، وجدد في تصريحات له الخميس رفضه للطرح الذي قدمه أوباما للدفاع عن الاتفاق النووي مع إيران قائلاً " إن من السخف المجادلة، بأن على المشرعين أن يختاروا بين الاتفاق أو الذهاب إلى الحرب".
وقال للصحفيين رداً على خطاب أوباما الأربعاء "إن الرئيس ارتكب خطأ فادحاً، بموقفه هذا"، في إشارة إلى المفاضلة ما بين الموافقة على الاتفاق النووي أو الحرب.
ودافع أوباما عن الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه يوم 14 يوليو/ تموز 2015، تحت قيادة الولايات المتحدة.
وقال أوباما "إذا عرقل الكونجرس الاتفاق فإن هذا سيسرع وتيرة سعي إيران لتصنيع قنبلة نووية"، وأضاف قائلاً "دعونا نتحدث بصراحة.. الاختيار الذي نواجهه هو بشكل أساسي بين الحل الدبلوماسي أو شكل من أشكال الحرب، ربما ليست غداً، وربما ليست بعد ثلاثة شهور من الآن، لكن قريباً".
ضغوط إسرائيلية
ويضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أعضاء الكونجرس ليعارضوا الاتفاق الذي يعتبره يشكل خطراً على وجود إسرائيل.
بعض الجماعات الموالية لإسرائيل تنفق ملايين الدولارات على حملة إعلانية لحث أعضاء الكونجرس على التصويت بلا، ورفض التصديق على الاتفاق.