لا يزال مصير المئات من المعتقلين لدى جماعة الحوثيين في محافظة "لحج" مجهولاً بعد أن طردتهم القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من قاعدة "العند" بمساندة قوات التحالف التي تقودها السعودية.
المعتقلون كانوا متواجدين بحسب ما يتداوله أبناء المنطقة في سجن داخل قاعدة "العند" الجوية، منذ سيطر عليها الحوثيون في أواخر مارس/آذار إلا أن قوات هادي لم تعثر على أحد منهم بعد استعادتها، بحسب إفادة قائد ميداني في المقاومة الشعبية لموقع" عربي بوست".
ويضيف فدرين طه" تحاشينا الهجوم على القاعدة، خشية أن يتم وضع السجناء دروعاً بشرية أن في خط المواجهة، بعد ذلك حصلنا على معلومات تفيد بأن الحوثيين نقلوا أغلب السجناء من " العند" إلى مكان مجهول.
طه قال إن سجناء فارين أبلغوه أن عدد المعتقلين يبلغ 2500 بينهم مقاتلين في المقاومة الشعبية وقيادات سياسية وناشطين.
الحوثيون شنوا خلال سيطرتهم على مدن وبلدات الجنوب اليمني منذ إبريل/نيسان الماضي حملة اعتقالات بحق مدنيين، قالت صحف محلية إن 300 منهم خُطفوا بناءً على الهوية.
وتحدث سجين من عدن يُدعى أسامة العدني عبر فيديوهات لمنظمة "أكون" للحقوق والحريات، أن "في قاعدة العند الجوية، تم إخفاء أكثر من 1200 شخص، وكل يوم يزداد العدد بسبب اختطاف المزيد من الأسرى".
"عربي بوست " اتصل بشقيق أحد السجناء ويُدعى مازن، وقال بأن شقيقه نُقل بمعية آخرين إلى جهة مجهولة، واستدرك بأن معلومات وصلته تفيد بأن السجناء في منطقة ما بين العاصمة صنعاء ومحافظة ذمار (وسط اليمن). لكنه قال إن شقيقه حدثه في اخر اتصال هاتفي أنه في العند.
وقال مازن لـ"عربي بوست" بأن القيادي الحوثي أبو إبراهيم يسمح للسجناء الذين يملكون مالا بالاتصال كل أربعة أيام لذويهم عبر هاتفه، وإن شقيقه الذي خطفه الحوثيون خلال سفره لمدينة عدن قلما كان يتصل،
استغل عدد كبير من السجناء فرار حرس السجون عقب قصف طيران التحالف، ونفذوا بجلودهم من الجهة الغربية للقاعدة عبر مناطق عرصان، وقالوا إن الحوثيين عاملوهم بقساوة، وإنه خلال رمضان الفائت، كانوا يحصلون على قنينة مياه وعصير وأرغفة من الخبز مرة واحدة في اليوم. بالإضافة إلى أن العديد منهم كانوا يخضعون للتحقيق بشكل دائم، فيما تعرض بعضهم للتعذيب.
بحسب معلومات قالها أسرى أُفرج عنهم، فإن الحوثيين يُفرجون عن كل سجين مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 300-400 ألف ريال يمني، أي ما يعادل (1500-2000 $)، حسب أهمية السجين.
وتمكنت المقاومة الشعبية من تحرير قاعدة "العند" الجوية عقب تزويدها بأسلحة نوعية من قبل التحالف، وبخبراء أيضا.