عثر فريق من العلماء على 4 جزيئات عضوية تعد اللبنة الأساسية في تشكيل الحياة، فوق سطح مذنب يدعي "تشوري"، مرجحين أن تكون تلك الحبيبات وصلت الأرض وكواكب أخرى مع ارتطام المذنبات بها، وأدت إلى ظهور الحياة.
فريق علمي يشرف على مهمة مركبة الفضاء "روزيتا" التي أنزلت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 "الروبوت فيلاي" على سطح المذنب "تشوري"، الذي يبعد عن الأرض بمسافة 510 ملايين كلم، أعلن وصوله إلى خاصيات لم يتوقعها العلماء من قبل حول تكوين المذنبات.
ورصد "الروبوت" وجود جزيئات عضوية بعيد هبوطه على سطح المذنب، والجديد لدى العلماء أن أربعة من الجزيئات المكتشفة هي جزيئات أساسية لتشكيل الحياة مثل السكر والأحماض الأمينية.
التجربة تكشف "أصل الحياة"
وقال "جان بيار بيبرينغ" الأستاذ في جامعة "باريس-جنوب" والمسؤول العلمي عن مهمة فيلاي أن هذه المعلومات ستساعد في فهم المذنبات الشاهدة على بدايات تشكل المجموعة الشمسية قبل 4,6 مليارات سنة، إذ ما زالت تحتفظ بخاصياتها منذ ذلك الوقت من دون تغير.
وتلقي هذه المعلومات الضوء على المسار الكيميائي في نواة المذنب، والتفاعلات في سحب الغبار التي أدت إلى تشكل المجموعة الشمسية قبل 4,6 مليارات سنة.
مجلة "ساينس" العلمية الأمريكية، أكدت أن تلك التجربة أتاحت للعلماء فرصة لفهم "أصل الحياة" على كوكب الأرض، وإذا ما كانت الحياة شائعة في مناطق أخري بالكون.
واعتبر العلماء أنها فرصة لدراسة الجزيئات الأربعة المكتشفة في المذنب ومدى تطورها لتؤدي في نهاية الأمر إلى تكوين العناصر الأولية للحياة.
ظهور الحياة في الأرض!
فريق العلماء رجح أن تكون حبيبات عضوية مشابهة وصلت إلى الأرض وربما إلى كواكب أخرى مع ارتطام المذنبات بها، أدت إلى ظهور الحياة.
وأظهرت أعمال الرصد التي نفذت بواسطة رادار يحمله "الروبوت" أن نواة المذنب البالغ قطرها خمسة كيلومترات أكثر تجانسا مما كان متوقعا، وأن سطحه كثير الثقوب بنسبة تراوح بين 75 و85 %.
تفاصيل المهمة
وسافر "الروبوت" في المركبة "روزيتا" 10 سنوات في الفضاء لتعقب المذنب، وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر انفصل عن المركبة الأم وهبط على سطح المذنب في عملية بالغة التعقيد، جرت على بعد نصف مليار كيلومتر من الأرض.
لكنه، وبسبب الجاذبية الضئيلة للمذنب الذي يوازي حجمه حجم جبل أرضي، ارتطم مرارا بالسطح واستقر في هوة على سطح المذنب ولم تصله أشعة الشمس لشحن بطارياته، فدخل في حالة سبات حتى اقترب المذنب من الشمس، في 13 يونيو/ حزيران الماضي.
ومنذ ذلك الحين عاد "الروبوت" إلى مواصلة مهامه مرسلا البيانات إلى المركبة "روزيتا" التي تحلق بعيدا عن المذنب تجنبا لإصابتها بسبب انبعاثات الغازات والغبار المتصاعدة مع اقترابه من الشمس.