منذ أكثر من ٢٠ شهرا يقبع أحمد ماهر المنسق العام لحركة ٦ إبريل المصرية في حبس انفرادي بتهمة انتهاك قانون التظاهر، ورغم المخاطر المحتملة فقد قبل أن يجيب على أسئلة عربي بوست وتحدث عن أحلامه المجهضة والأشياء التي ندم عليها.
أكد ماهر في حواره أن كل مبررات الثورة على مبارك تتوافر الآن في حكم السيسي، معتبرا أن الربيع العربي لم يمت، وأن الفترة التي نعيشها هي بداية التغيير وليس نهايته، تشبه إلى حد كبير ما حدث من تحولات فكرية قبل عصر النهضة في أوروبا أو ما قبل الثورة الفرنسية.
وروى ماهر ظروف حبسه الانفرادي القاسية وما يدور خلال لقاءاته العابرة مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين واعتبر أن السجون المصرية ستكون أكبر مولد للتطرف وأن الأنظمة العربية "المستبدة" وليس ثورات الربيع العربي هي من أعطت المبرر لوجود داعش محملا الدول الغربية مسؤولية رئيسية عن دعم هذه الأنظمة.
بداية نود التعرف على ظروف سجنك حالياً وهل تعرضت لأيّ انتهاكات؟
لم أتعرض لانتهاكات بدنية، ولكن التضييق والتكدير يزدادان كل يوم بسبب زيادة الضغط النفسي علي، فالحال يتدرج من سيء لأسوأ خلال 20 شهراً تقريبا قضيتهم في السجن، فأنا في حبس انفرادي منذ 20 شهراً تقريبا وهذا في حد ذاته نوع من أنواع التكدير والضغط النفسي، معزول عن العالم الخارجي، أعيش في عزلة تامة وحراسة مشددة ممنوع من الخطابات الشخصية والمراسلات من أي شخص حتى الأهل والأصدقاء، الصحف ممنوعة، التليفزيون ومصادر الأخبار، وأحيانا يتم منع الأكل بحجة حدوث طوارئ في السجن أو البلد، وكذلك ممنوع من أداء صلاة الجمعة، كما كنت أُمنع الإفطار والسحور مع الآخرين في رمضان، فضلا عن سرقة متعلقاتي الشخصية.
وحتى عام تقريبا كان معي علاء عبد الفتاح، ومحمد عادل، وأحمد دومة، في نفس المبنى ورغم الحبس الانفرادي لكل منا، كنا نتقابل عدة ساعات في اليوم ونتحدث، ولكن فجأة ومنذ عام تقريباً تم نقل كل واحد منهم لسجن مختلف ولا أعلم عنهم شيئاً، وحالياً أنا في عزلة شديدة وسط حراسة مشددة ومحروم من أبسط الحقوق رغم أن أوضاع المساجين الجنائيين أفضل بكثير، ويتمتعون بالكثير، من الحقوق التي تعتبر بالنسبة لي حلماً بعيد المنال كالتليفزيون والخطابات والصحف وصلاة الجمعة والمكتبة وأجهزة الاستماع للموسيقى.
هل يستحق نظام السيسي الثورة عليه أم محاولة إصلاحه؟
السيسي منذ بداية حكمه وهو يرفض أي مسار للإصلاح ويرفض أي نصيحة، ولا يحترم الديمقراطية، ولا السياسيين ولا الأحزاب، يرغب في القيادة منفرداً كما في الجيش، وكل من يحاول لفت نظره لأي إجراء خاطئ يتهم بالخيانة لأنه تجرأ وانتقده.
السيسي يقود بنفس أسلوب وقواعد مبارك، بل إن مبارك كان أكثر مرونة منه، لذلك يدفع الناس للابتعاد عنه، ويزيد الغضب تجاهه، وإن كان الغضب مكتوماً الآن، لكن السيسي يقود بنفس طريقة وعناد وحماقة مبارك، بل أكثر.
النظام يقطع خيوط المصالحة
ما هي فرص وشروط حدوث مصالحة بين النظام وشباب الثورة؟
النظام الحالي ذو المكون العسكري والأمني، يقطع كل الصلات مع الشباب ويعاديه، النظام الحالي الذي يسيطر عليه العديد من رجال مبارك هو من يريد الانتقام من الشباب وخصوصاً كل من كان لهم دورٌ بارزٌ في ثورة 25 يناير 2011، رغم أن معظم هؤلاء الشباب هم من ثاروا على محمد مرسي في 30 يونيو 2013 وقد كنت من ضمنهم.
ولكن من يسيطر على السلطة الآن لا يريد التهدئة مع الشباب بل فقط يريد الانتقام، والنظام الحالي هو من بدأ العداء مع شباب الثورة ومع الجميع، والدليل هو الإصرار على حبس شباب الثورة ثم التضييق عليهم داخل السجون ورفض السلطة لإلغاء أو تعديل قانون التظاهر أو العفو عن الشباب رغم أنهم ليسوا إرهابيين ولم يحملوا السلاح، بل تمسكوا بالحق في التعبير عن الرأي والحق في التظاهر السلمي وهو ما اعتبره النظام العسكري جريمة.
هل هناك فرص لتقارب قوى الثورة مجدداً والعمل من أجل تغيير الأوضاع؟
هناك بعض التقارب بين بعض المجموعات التي كان لها دور رئيسي في 25 يناير 2011 ولاتزال متمسكة بمطالب ثورة يناير، كالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولكن السنوات الماضية أحدثت تغيرات وشروخاً وتحولات عميقة في المفاهيم والمواقف.
فلا أعتقد أنه يمكن اعتبار من ينادي بالدولة الدينية أنه من شباب الثورة، ولا يمكن اعتبار من يؤيد الاستبداد والحكم العسكري، أو حلم عودة النظام الناصري القمعي أنه من شباب الثورة، فالثورة لم تكن من أجل الحكم الديني او الحكم الاستبدادي ولذلك هناك الكثير من الفروق العميقة والجذرية التي ظهرت بعد كل هذه الاحداث.
وقبل الحديث عن التقارب لابد أن نعيد تعريف قوى الثورة، وأي ثورة؟ ومن أجل ماذا؟ حتى لا نكرر نفس أخطاء ما بعد خلع مبارك.
الثقة في العسكر والإخوان سذاجة
هل هناك ما تندم عليه على المستوى الشخصي وتتمنى لو عاد الزمن فتجنبته؟
هناك بالتأكيد أشياء ربما كان قراري سيكون مختلفاً بشأنها لو كنت أعلم هذا المصير، فأعتقد مثلا أن الثقة في كل من العسكر والإخوان في يوم من الأيام كانت سذاجة كبيرة، لأن لكل منهما مشروع ومصالح، كلاهما خدعنا وكلاهما خالف كل الوعود وكلاهما سلطوي ويرى أنه يملك الحقيقة المطلقة.
وعندما أعيد قراءة ما حدث أو أقرأ تاريخ الثورات أدرك أن المطالب الراديكالية أحيانا كانت مبالغة فيها، ورومانسية وغير واقعية، خصوصاً أن معسكرنا لم يكن متماسكاً، ولم يكن بالقوة الكافية، وإن كثيراً من الثورات نجحت فقط في الاتفاق على الانتقال السلمي بين الطرفين أو بعد العدالة الانتقالية، أو بعدالاتفاق على انتقال سلمي تدريجي للسلطة، ولا أتحدث عن موقف معين ولكن أعتقد أني كنت رومانسياً وحالماً بشكل كبير، وأعتقد أني لو كنت أعلم حقيقة النظام أو حقيقة بعض الأشخاص كنت بالتاكيد فكرت بشكل مختلف.
هل هناك من فقدت احترامك له من السياسيين وشركاء الثورة؟ ولماذا؟
بالتأكيد هناك من فقدت احترامي لهم، ولا أريد أن أذكر أشخاصاً حالياً، ولكن فقدت احترامي لكل من كان يزعم تأييده لثورة يناير، وهو الآن مؤيد للاستبداد والقمع، وأيد قانون التظاهر، أو أسهم في الكذب والتضليل، أو ساهم في تشويه ثورة يناير، وروّج للخيالات المريضة التي تتحدث عن المؤامرة، أو من روج كلاماً ضدي وشائعات وهو يعلم كذبها، أو كل من يبرر الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان أو من ادعى يوماً أنه من المدافعين عن حقوق الإنسان، ولكنه تحول بعد استيلاء العسكر على السلطة، ونسي كل ما كان ينادي به قديماً واصبح من المبررين للانتهاكات بهدف التقرب من السلطة ونسي كل ما كان ينادي به قديماً.
فقدت احترامي لكل المتحولين من شباب وأكاديميين أو حقوقيين سابقين أصبحوا الآن يدافعون عن الاستبداد ويبررون الانتهاكات.
الإخوان يرفضون الاعتراف بالخطأ
هل هناك أيّ حوارات بينك وبين الأخوان في السجن؟ هل ترى فائدة للحوار؟
رغم العزلة الشديدة المفروضة حولي أستطيع أحياناً الحديث مع بعض الإخوان، وبشكل عام هم يرفضون الاعتراف بأي خطأ أثناء فترة حكمهم ويروجون أن المظاهرات في 30 يونيو لم تكن بسبب غضب شعبي، بل مؤامرة غربية صليبية ضد الإسلام وضد الإخوان، ولايزال هناك إنكار أو عدم تصديق لما حدث، وبشكل عام لا أعتقد أن هناك أي مراجعات جادة أو أي مرونة لدى الإخوان وهذا يدل على أن الحل لايزال بعيداً، فكيف يكون هناك حل بدون مراجعات جادة ليس في ممارساتهم أثناء السلطة فقط، بل لابد من مراجعة النظرية نفسها، وهو ما يرفضونه بشده ويزعمون أنهم لم يخطئوا بل تآمر العالم كله عليهم.
يتحدث الإخوان عن انتهاكات حقوقية ضدهم داخل السجون… هل شاهدت شيئا من ذلك؟
الانتهاكات ضد الإخوان والإسلاميين بصفة عامة موجودة بشكل يومي في كل السجون وقابلت البعض بالصدفة وسمعت الكثير من القصص حول التعذيب والتنكيل والتضييق في السجن وفي كل السجون، وبصفة عامة المعاملة مع السياسيين سيئة والتنكيل النفسي والبدني أو كلاهما، ولكن المعاملة مع الإسلاميين هي الأسوأ.
السجن حضانة للتطرف
هل السجن أصبح حضانة للفكر المتطرف؟
السجن فعلاً أصبح حضانة للمتطرفين وأصبح مدرسة للإجرام والإرهاب معاً، فهناك مئات الشباب مكدسون في أماكن ضيقة، الجهادي مع الإخوان مع الثوري مع المتعاطف وهناك نسبة ضخمة أيضاً من الشباب الذين تم القبض عليهم عن طريق الخطأ ولا ينتمون لأي فكر.
والجميع يتعرض للظلم والتنكيل داخل السجون والكل متهم بأنه إخواني أو إرهابي، وهو ما يؤدي إلى تحول الشباب المقبوض عليهم بالخطأ ولا ينتمون لأي فكر بالتحول إلى الفكر الجهادي المتطرف، وكذلك الإخوان مع الوقت يتحولون نحو الفكر المتطرف، فالكل يتعرض إلى معاملة غير إنسانية بالمرة داخل السجون، فالسلطات تعامل المساجين مثل العبيد، وهذا ما يولد الرغبة في الانتقام، بجانب المعاملة غير الآدمية التي يعاني منها الأهل عند الزيارات.
مات الربيع العربي وتعيش داعش حالة ازدهار.. من المسؤول في رأيك؟
الربيع العربي لم يمت، وأنا أعتبر هذه الفترة هي بداية التغيير، وليست نهايته، أشبه بما حدث من تحولات فكرية قبل عصر النهضة في أوروبا أو ما قبل الثورة الفرنسية، فمفاهيم الديمقراطية لاتزال حديثة في المنطقة وهناك من يقاومها بشدة من أجل أن يستمر في السلطة.
أما عن داعش… فهم استغلوا ما يحدث، وليست الثورات العربية هي السبب ولكنها الأنظمة المستبدة الدموية التي قاومت التغيير وقاومت الديمقراطية والعدالة الحقيقة وفكر التسامح والتعايش والحرية وهي من أعطت المبرر لوجود داعش، الاستبداد هو وقود داعش.
داعش وجد أرضية بسبب دموية بشار الأسد في سوريا وبسبب طائفية المالكي في العراق وبسبب أطماع إيران في المنطقة وبسبب الظلم والاستبداد الذي تعاني منه الشعوب، فطالما هناك سلطوية أو طائفية ستجد تطرفاً في المقابل.
وهاهو التطرف يجد قدماً في مصر بسبب دموية واستبداد السيسي، فكلما زاد الظلم والاستبداد وكلما غابت الحرية والديمقراطية كلما وجد الفكر المتطرف مثل داعش والقاعدة مبرراً للوجود، داعش وأمثالهم يقولون أنظمتكم فاسدة وفاشلة وظالمة ونحن البديل، وهذا كارثة لأن الظلم يولد تطرفاً، ولذلك لا ضربات التحالف ولا غارات السيسي سوف توقف داعش، بل هزيمة داعش تحتاج حرية وديمقراطية وعدل ونشر ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر.
ولا اعفي شباب الثورة من الخطأ لأنهم ثاروا ضد الظلم بدون أن يقدموا مشروعاً بديلاً عن الأنظمة المستبدة، فأصبحنا بين خيارين كلاهما كارثي… إما الفاشية الدينية أو العودة للاستبداد.
المصالح الاقتصادية سبب انفتاح الغرب على السيسي
الغرب أكثر انفتاحا على السيسي رغم الانتهاكات… هل لديك رسالة للرئيس الأمريكي وللحكومات الغربية حول هذا الموضوع؟
الحكومات الغربية الآن أكثر انفتاحاً على السيسي بسبب المصالح الاقتصادية أو العسكرية، وفي رأيي هذه نظره ضيقة وتكرار لنفس أخطاء الماضي، فالدعم الأمريكي لمبارك طوال 30 عاماً لم يمنع انتشار الفكر المتطرف ولم يؤدي إلى استقرار، بالإضافة إلى أن دعم الغرب والولايات المتحدة للأنظمة السلطوية والديكتاتورية يضر بمصداقية الغرب ويجب على الغرب عدم تكرار خطأ دعم الأنظمة الاستبدادية، فدعم الأنظمة العسكرية قديماً في أمريكا الجنوبية وأفريقيا أو دعم الغرب للأنظمة الاستبدادية العربية لم يؤد إلا إلى غضب الشعوب من الولايات المتحدة والغرب ولم يؤد إلا لزيادة التطرف والعنف بسبب المناخ القمعي وهو ما يؤدي إلى عدم الاستقرار، وأقول لرؤساء الحكومات لا تدعموا الاستبداد في مصر بهدف الحفاظ على المصالح الاقتصادية والعسكرية القديمة مع النظام لأن استمرار الاستبداد والقمع هو ما يؤدي إلى تولد العنف والتطرف ثم عدم الاستقرار، كما أن الحكومة المصرية وقعت على اتفاقيات تلزمها باحترام حقوق الإنسان، فلماذا تكافئون السلطة المستبدة في مصر رغم الانتهاكات الواضحة خصوصاً ضد الشباب، فالمعاهدات الدولية والقيم الدولية لحقوق الإنسان توضح أنه لا يجوز الخروج على الحقوق الأساسية وهي حرية الفكر والعقيدة والتعبير والمعاملة الكريمة والإنسانية وعدم التعرض للتعذيب مهما كان الظرف الطارئ أو الاستثنائي ، لذلك فالحرب ضد الإرهاب ليست مبرراً للانتهاكات التي يرتكبها نظام السيسي، بل هو من يصنع الإرهاب عن طريق الظلم والفساد وغياب العدالة.
مصير 6 أبريل
لاحظ الجميع أن هناك غياباً كاملاً لتحركات حركة 6 أبريل في الشارع في الفترة الماضية… ما تفسيرك؟
لست ملماً بكل التفاصيل بسبب العزلة في الحبس ولكن بصفة عامة المناخ السياسي في مصر أكثر انغلاقاً من عهد مبارك، أصبح من السهل على السلطة أن تخطف أو تقتل أي شاب معارض بدون أي مساءلة قانونية كما أن نظام ما بعد 3 يوليو قام بتعديل القوانين في غياب البرلمان بحيث يمكن أن يقضي الشاب سنوات في السجن تحت التحقيق لمجرد بلاغ تافه أو لمجرد اشتباه بالإضافة لقانون التظاهر الذي أقضي بسببه عقوبة السجن ل 3 سنوات، وهناك زملاء تم الحكم عليهم بالحبس 5 سنوات وأكثر لمجرد الاعتراض على قانون التظاهر، وهناك من تم اختطافه واختفى حتى الآن، وبشكل عام نحن في ظروف قمع أسوأ من أيام مبارك ولذلك نحن نعتبر في المربع رقم صفر وعلينا أن نبدأ من جديد وأن نطوّرَ آلياتنا طبقاً للمستجدات.
والحركة ستستمر في دورها كجماعة ضغط من أجل التحول الديمقراطي، بالإضافة إلى أن فكرة إنشاء حزب وممارسة السياسة التقليدية أصبحت غير مجدية حالياً. السلطة الحالية لا تحترم الأحزاب بالإضافة لانسداد كل الطرق التقليدية أو السياسية لإحداث أي تغيير عن طريق الأحزاب أو العمل السياسي التقليدي
فالسلطة الحالية لا تحترم الدستور أو القانون بالإضافة لتعطيل البرلمان، وكذلك الكل يعلم أن السلطة الحالية التي تعتبر امتداداً لنظام مبارك قد رتبت ألا يكون البرلمان القادم به أي مصدر للازعاج أو أي فاعلية معارضة.
هل تأثرت الحركة تنظيمياً بدخول قياداتها السجن؟
من الطبيعي أن يؤثر سجن القيادات على أداء الحركة عموماً، ولكن استمرار الحركة رغم القمع المفرط ورغم السجن والتعذيب والتشويه الإعلامي ونشر الشائعات الكاذبة عن الحركة ومؤسسيها ورغم التضييق والإرهاب والمطاردات ورغم عدم وجود تمويل لا داخلي ولا خارجي… كل هذا يعطي الكثير من الأمل، فحركة شباب 6 أبريل لم تنكسر رغم كل هذه الحرب القذرة الشرسة.
لماذا هناك تعامل خاص مع أعضاء الحركة بالسجون وعزلهم عن بعض؟
التضييق في السجون والعزل حتى لا نفكر سوياً وحتى لا نسطيع الوصول لأي أفكار جديدة ، ولكي لا نستطيع التوصل لأي أخبار، أو التواصل مع الأعضاء، ولا نستطيع أن نصنع أي أحداث جديدة.
وكذلك حتى لا نستطيع التجمع والمطالبة بحقوقنا البسيطة داخل السجن أو نشجع الآخرين على المطالبة بحقوقهم.
بالإضافة إلى أن وجودنا معاً كان سيخفف عنا، فقد كانت تجمعنا هموم مشتركة ويبدو أن السلطات تريد التكدير والإيذاء النفسي بأكبر قدر ممكن، فحتى التقاء أشخاص لديهم نفس الاهتمامات المشتركة أصبح رفاهية.
وأخيراً… دعم القيم المدنية والديمقراطية هو الحل، ودعم التحول الديمقراطي هو ما سيوقف انتشار الفكر المتطرف والجهادي وليس العكس لأن استمرار السلطوية والاستبداد هو ما سيؤدي لانتشار فكر داعش كبديل أو كرد فعل.