على مدار يومين تستمر المقاتلات التركية بقصف أهداف لحزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في مناطق سورية وعراقية، بعد أعمال عنف شهدتها تركيا الاسبوع الماضي خلفت عشرات القتلى والجرحي تبناها حزب العمال وتنظيم الدولة.
في الساعات الأولى من صباح السبت 25 يوليو/ تموز 2015 أستهدفت مقاتلات حربية تركية من طراز أف-١٦ مواقع لعناصر تنظيم الدولة في الداخل السوري، بحسب ما ذكره بيان للحكومة التركية.
كما قصفت الطائرات 7 مواقع لحزب العمال الكردستاني بمحافظة "دهوك" التابعة لاقليم كردستان العراق، كان يستخدمها التنظيم لتدريب عناصره.
وفي الجانب الأمني استؤنفت صباح السبت عمليات الاعتقال بحق عشرات الأشخاص بينهم أجانب في محافظات اسطبنول وانقرة واضنة، وقونية، ومانيسا للاشتباه في انتمائهم لتنظيمات "ارهابية".
وبدائت أجواء التوتر تتصاعد في تركيا مع الهجوم الذي شنته ٣ من مقاتلاتها الحربية الجمعة 24 يوليو/ تموز لمواقع الجهاديين قرب مدينة "كيليس" جنوب سوريا مما تسبب في مقتل 9 أشخاص وإصابة 12 أخرين، وذلك بالتوازي مع تزايد تصلب موقف أنقره تجاه تنظيم الدولة.
موجة إعتقالات
وفى الداخل التركي، تشهد البلاد مواجهات أمنية ضد جهاديين تابعين لتنظيم داعش، إلى جانب حملة اعتقالات فى صفوف حزب العمال الكردستاني، بمشاركة خمسة آلاف شرطي وبدعم من المروحيات في إسطنبول، وفى 13 محافظة أخري، وأوقف علي أثرها 251 شخصا الجمعة.
وكان جهاديون فتحوا الخميس النار من سوريا على مركز حدودي للجيش التركي في كيليس مما أدى إلى مقتل ضابط صف وإصابة عسكريين اثنين بجروح.
أجواء التوتر ليس لأن هذه أول عملية تقوم بها تركيا في عمق الأراضي السورية، بل هي نتيجة عدة أحداث متتالية جرت في الأيام القليلة الماضية آخرها ما أعلنته الشرطة اليوم من إطلاق حملة لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء البلاد طالت حتى الآن نحو 251 عنصرا "داعش" وحزب العمال الكردستاني.
وقبل ذلك، أعلنت القيادتان الأمريكية والتركية أن الرئيسين باراك أوباما ورجب طيب أردوغان اتفقا في اتصال هاتفي على على وقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا وتأمين الحدود، في إشارة إلى المراجعة الشاملة التي تجريها القيادة التركية تجاه سياستها في سوريا.
مخاوف من منطقة ذات استقلالية شمال سوريا
إلا أن حالة التوتر في تركيا لا تتوقف عند هذا الحد. فمسيرة السلام التي أطلقتها حكومة "العدالة والتنمية" باتت مهددة بعد أن أعلن حزب "العمال الكردستاني" (ب ك ك) إستئناف عملياته العسكرية ضد الأهداف التركية.
تهديدات "ب ك ك" جاءت بعد مقتل 32 شخصا في تفجير انتحاري الإثنين الماضي في بلدة سوروتش التركية على الحدود السورية ونسبت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
الهجوم الانتحاري أوقع 32 قتيلا ومئة جريح في حشد من الشباب المؤيدين للكرد كانوا يريدون المشاركة في إعادة إعمار مدينة كوباني أو عين العرب الكردية السورية التي دمرت في معارك ضارية استمرت 4 أشهر وانتصر فيها المقاتلون الكرد السوريون في يناير/كانون الثاني على تنظيم "الدولة الاسلامية".
وتشعر السلطات التركية بعدم الارتياح مع تزايد نفوذ المقاتلين الكرد على الجهة الثانية من الحدود داخل الأراضي السورية الذين يقاتلون تنظيم "داعش" بشراسة،والذين يعدون جزء مباشر من حزب العمال الكردستاني.
ورفضت تركيا دعم المقاتلين الكرد السوريين في مواجهة "داعش" خشية تشكل منطقة ذات استقلالية معادية لها في شمال البلاد. وأثار هذا القرار أعمال عنف في تركيا بالتزامن مع معركة كوباني في أكتوبر/تشرين الأول.
استراتيجية أوغلو في مواجهة داعش
لكن تركيا بدأت مواقفها أخيراً تتصلب تجاه الجهاديين، فقد عقد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أمس اجتماعاً بأنقرة ضم ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الأركان نجدت أوزال، لبحث التطورات على الحدود مع سوريا.
وكانت تركيا أعلنت مسبقاً عن استراتيجيتها في مواجهة "داعش"، بإنشاء منطقة آمنة محمية بالطيران داخل الأراضي السورية لمراقبة تحركات تنظيم الدولة ومنع مقاتليه من عبور الحدود.
كما اقرت الحكومة التركية إقامة نظام أمني على حدودها مع سوريا واعتمدت 2 مليار ليرة تركية، "750 مليون دولار"، لبناءِ جدران إسمنتية عالية وأبراج مراقبة جديدة على الحدود السورية.
الخطة التركية
وتقضي الخطة التركية التي بدأت بتنفذها فعلا ببناء "جدار" على حدودها مع سوريا، وتعزيزه بالأسلاك الشائكة وحفر خندق بطول 225 ميل. وقامت بنشر نحو 90٪ من الطائرات بدون طيار وطائرات استطلاع على الحدود السورية.