محمد عز، أحد الفنانين الشباب الذين قاموا ببناء جسر تواصل جيد مع الجمهور خلال سنوات قليلة؛ لتمتعه بقدرات تمثيلية أهَّلته لقطع مسافات كثيرة في عالم الفن في سنوات قليلة، وأصبح أحد الوجوه المألوفة للجمهور وأحد المواهب التي تفرض نفسها على الأعمال الهامة.
يستعد محمد عز لخوض تجربة سينمائية جديدة من خلال فيلم "التاروت"، حاورناه في هذه السطور؛ ليخبرنا بمزيد من أحداث الفيلم وتفاصيل دوره الذي يقدمه، كما أكد لنا أنه لم يتعمد اختيار شخصية طيبة لمحو صورة الممثل الشرير عن ذهن الجمهور.
حدِّثنا عن فيلم "التاروت"، وما قصته؟
فيلم "التاروت" تدور أحداثه بالكامل في يوم ونصف، ويناقش عدة قضايا إنسانية مختلفة، منها العنف ضد الأطفال والتحرش، وهذه هي نوعية القضايا التي يتحدث عنها الفيلم؛ حيث تتعرض ثلاث بنات لمشكلة، وفي وقت معين في الفيلم يقع حدث ما في البلاد فتجد الفتيات الثلاث أن هذا هو الوقت المناسب لأخذ حقهن، وأقدم خلال أحداث الفيلم دور زوج واحدة من هؤلاء الفتيات الثلاث، وخلال أحداث الفيلم سنشاهد كيف أن هؤلاء الفتيات حصلن على حقوقهن.
وما الشخصية التي تقدمها في الفيلم؟
أقدم خلال الفيلم شخصية "حسين علي"، وهو محامٍ شريف، يجد نفسه لسوء حظه في بيئة غير صالحة، ولكنه يحاول طوال الوقت أن يحافظ على مبادئه، وأن يعيش بشرف ونزاهة وكرامة، ولكنه يتعرض لمواقف كثيرة وضغط كبير خلال الأحداث، حتى يصل لما يريده، وهو محتفظ بنزاهته وشرفه.
هل ما شجعك على دور "حسين" أنه شخصية طيبة عكس ما هو مشهور عنك؟
على العكس تماماً، ما شجعني على قبول الفيلم هو عناصره كلها المتمثلة في المنتج بلال صبري والمخرج إبرام نشأت والمؤلف معتز التوني ومدير التصوير أسامة بركات، ومجموعة الممثلين الذين أعتبرهم أصدقائي، فهؤلاء جميعاً يقدمون سينما حقيقية، ومنذ أن قرأت ورق الفيلم وأنا سعيد، ولم يكن الدافع لقبولي تقديم الشخصية أنها شخصية طيبة، فهذا ليس المعيار.
معنى ذلك أنك لا تخاف من تقديم أدوار الشر كثيراً؟
أنا لا أخاف، في التمثيل لا أخاف أبداً، أنا ممثل أقدم أي دور، ونحن لدينا جمهور واعٍ يستطيع تقدير الأدوار، فنحن صناع سينما منذ زمن كبير.
اسم الفيلم "التاروت" قد يحمل دلالات بها حرمانية ألم تتخوف من ذلك؟
أنا كممثل لا أُسأل عن هذا الأمر، ولكن هذا مجرد اسم، وكلمة "التاروت" لها معنى داخل أحداث العمل، وأنا عن نفسي لا أهتم بهذه الأشياء، وفقط أتوقف عند الأشياء التي تحمل حرمانية واضحة وصريحة ولا أقدمها وأبتعد عنها تماماً، ولكني أرى أن فيلم "التاروت" بعيد عن هذا الأمر تماماً.
هل ترى أن السينما استفاقت، وأن جميع الأوقات صالحة لعرض الأفلام؟
بالتأكيد هناك مواسم معينة يكون بها إقبال على السينما، فعرض فيلم -حتى لو كان جيداً جداً- في وقت امتحانات الثانوية العامة، لن ينجح، فهذا الوقت يكون جميع الناس جالسين في منازلهم ومشدودي الأعصاب، والجميع يشعرون بالخوف بسبب مستقبل أولادهم الذين يخضعون للامتحانات في وقت كهذا.
ولكن هناك بالطبع مواسم معينة مناسبة لعرض الأفلام في السينمات مثل الإجازات والأعياد وفصل الصيف، ولكن في النهاية أنا أرى أنه طالما أن الفيلم مصنوع بشكل جيد، فالجمهور سيشاهده في جميع الأحوال حتى لو شاهده في وقت آخر بعد عرضه بكثير وسيحقق نجاحاً جماهيرياً.
أنت ترى أن الإيرادات ليست معياراً للنجاح؟
بالطبع، ونحن لدينا أفلام كثيرة لم تحقق إيرادات كبيرة وقت عرضها، ولكنها تعيش بداخلنا ولا نستطيع أن نغلق التليفزيون وهو يعرضها، فالنجاح له عوامل كثيرة ممكن أن نقيم على أساسها نجاح الفيلم من عدمه، وليس شرطاً أساسياً أن يحقق إيرادات كبيرة.
ما رأيك في الاتجاه الجديد لعرض الأفلام على المنصات الإلكترونية؟
السينما لها متعتها وروحها وجمالها وسحرها الخاص وستظل كذلك، ولكن هذه هي معايير العصر الذي نعيش فيه، المنصات هي المستقبل، وخاصة في الدراما، فالسينما حتى وإن كانت الأفلام تعرض فيها أولاً قبل المنصات، ولكن الدراما تعرض على المنصات مباشرة، وهذا طبيعي، هذا هو التطور، ففي الماضي كنا نشاهد القنوات الأولى والثانية والثالثة فقط.
عندما كنت أخبر أمي بأنني سأحضر "طبق دش" لمشاهدة القنوات الفضائية لم تكن تهتم، الآن لم يعد أحد يشاهد القناتين الأولى والثانية، والجميع يشاهد القنوات الفضائية، مثلما أصبح الفيديو من الماضي، فلا أحد يشاهد الفيديو الآن، الزمن يتغير وسنبدأ في التقليب ما بين منصة وأخرى بدلاً من القنوات، وهذا هو التطور والتكنولوجيا واتجاه العصر الحديث، ولا بدَّ أن نستعد لذلك حتى لا نجد أنفسنا متأخرين.