وضعت فرنسا استراتيجية جديدة للتصدي للمرتزقة الروس في إفريقيا، بعد انتشار المشاعر المؤيدة لموسكو والمناهضة لباريس وتحديداً في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى اللتين قطعتا علاقتهما مع فرنسا، بحسب موقع Axios الأمريكي.
الموقع الأمريكي أشار إلى أن 10 من كبار المسؤولين الفرنسيين، الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، اطلعوا بعض المنصات الأمريكية على الاستراتيجية التي تطورها فرنسا في إفريقيا خلال اجتماعات في باريس هذا الأسبوع.
وحدة "حرب المعلومات"
الموقع أضاف أن القوات المسلحة الفرنسية أنشأت وحدة حرب معلومات تركز على اكتشاف "الهجمات الإعلامية" التي تتدفق من روسيا والتصدي لها.
ويمثل هذا جزءاً من استراتيجية "تحييد فاغنر في إفريقيا"، من خلال إثبات أن المجموعة لا توفر الأمن، بل تجلب "القتل والاستغلال"، كما يقول أحد المسؤولين، لموقع أكسويس.
وفي وقت سابق من هذا العام، قالت فرنسا إنها أحبطت محاولة من مرتزقة فاغنر لحفر مقبرة جماعية في مالي وإلقاء اللوم على القوات الفرنسية.
المسؤول الفرنسي قال: "نحن لا نتنافس مع فاغنر، بل نتنافس مع الجهود الروسية لطرد فرنسا والغرب من إفريقيا".
بعض المشاعر المعادية للفرنسيين التي تنتشر على الإنترنت مستمدة من التاريخ الاستعماري الوحشي. لكن أحد كبار المسؤولين يقول إن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الفشل في هزيمة الجماعات المتطرفة. وأضاف: "نحن مرتبطون بهذا الفشل".
حليف بوتين في إفريقيا
وخلال اجتماعات المسؤولين الفرنسيين، استمر اسم واحد في الظهور وهو يفغيني بريغوزين، الأوليغارشي وحليف بوتين الذي أسس مجموعة فاغنر شبه العسكرية، ويُزعَم أنه يشرف على جيش من المتصيدين عبر الإنترنت (البوتات).
ووفقاً لآخر تقدير فرنسي، فإنه يوجد 2400 من مرتزقة فاغنر موجودون في إفريقيا، وتحديداً في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى. وقطعت الدولتان العلاقات فعلياً مع فرنسا لصالح روسيا.
وظلت فرنسا القوة المهيمنة في غرب إفريقيا لفترة طويلة بعد إنهاء الاستعمار، لكن يبدو أن نفوذ روسيا يتزايد هناك على الرغم من الحرب في أوكرانيا.
وتابع الموقع الأمريكي: "المسؤولون الفرنسيون يعتقدون أن بريغوزين، وربما الكرملين نفسه، يمولان حملات عبر الإنترنت ومنظمات غير حكومية محلية، التي تنشر روايات مناهضة للفرنسية".
إضافة إلى ذلك، زاد الكرملين من تواصله العلني مع القادة الأفارقة في السنوات الأخيرة، حيث أجرى وزير الخارجية سيرجي لافروف عدة زيارات إلى دول القارة.
وأكملت القوات الفرنسية انسحابها من مالي في أغسطس/آب بعد 9 سنوات من القتال ضد تمرد إسلامي هناك انتشر في جميع أنحاء المنطقة.
إذ طرد زعيم المجلس العسكري في مالي، أسيمي غويتا، الذي تولى السلطة في انقلاب عام 2020، الفرنسيين من بلاده، ورحب بفاغنر، على الرغم من أنه يدّعي أنه يعمل فقط مع "المدربين الروس".
يأتي ذلك فيما ظهر علم مختلف بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق خلال المظاهرات الأخيرة في عواصم غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، وهو علم روسيا.
كما أشار الموقع الأمريكي إلى أن المسؤولين الفرنسيين يريدون إبقاء عملياتهم العسكرية تحت الرادار وتركيز المزيد من اهتمامهم على مئات الملايين من اليورو التي يقدمونها في مشروعات المساعدة والتنمية.