مقتل جندي إسرائيلي بإطلاق نار في الضفة.. ومقاومون يعلنون “أيام غضب” رداً على اقتحامات للأقصى

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/11 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/11 الساعة 15:53 بتوقيت غرينتش
جنود إسرائيليون في الضفة الغربية/ رويترز

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن أحد جنوده قتل بإطلاق نار قرب مستوطنة شمالي الضفة الغربية، في عملية تبنتها مجموعة "عرين الأسود"، معلنة أنها بدأت سلسلة عمليات "أيام الغضب"، رداً على اقتحامات المسجد الأقصى. 

وأوضح جيش الاحتلال في بيان تلقت الأناضول نسخة منه أن "جندياً من لواء "جفعاتي" قُتل في عملية إطلاق النار التي وقعت قرب مستوطنة شمالي الضفة.

أفاد البيان بأن مسلحين فلسطينيين "أطلقوا النار من سيارة مسرعة نحو عدد من الجنود الذين كانوا يهمون بنشاط لتأمين المنطقة والسكان"، في إشارة إلى مسيرة للمستوطنين في المنطقة.

جاء البيان بعد ساعات من الإعلان عن إصابة جندي إسرائيلي بجروح إثر إطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون شمال غرب نابلس بالضفة الغربية، في حين اقتحم مئات المستوطنين اليهود المسجد الأقصى.

قال شهود عيان إن إطلاق النار استهدف مجموعة من جنود الاحتلال بالتزامن مع انطلاق مسيرة ينظمها المستوطنون، احتفالاً بما يسمى "عيد العُرش" اليهودي.

وقد تبنت مجموعة فلسطينية مسلحة تسمى "عرين الأسود" مسؤوليتها عن إطلاق النار، وقالت- في بيان- إنها بدأت سلسلة عمليات "أيام الغضب".

أضافت المجموعة: "نفذت مجموعة من مقاتلينا الأبطال عملية نوعية بالقرب من مُغتصبة شافي شومرون، محققة إصابات أكيدة وبالغة في صفوف العدو، وانسحب المجاهدون بسلام".

تأتي عملية نابلس ضمن سلسلة من العمليات الفلسطينية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، في مقابل عمليات ملاحقة واقتحامات للمدن الفلسطينية تنتهي أحياناً باغتيال لمقاومين فلسطينيين في الضفة الغربية.

مخيم شعفاط المحاصر 

في تطورات متزامنة، تشهد أحياء مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة لليوم الثالث على التوالي-مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي تواصل بحثها عن منفذ هجوم حاجز شعفاط الذي أسفر عن مقتل جندية وإصابة 3 آخرين، قبل يومين. 

قال شهود عيان إن قوات إسرائيلية كبيرة تكرر اقتحام ضواحي المخيم وبعض شوارعه، وتدهم منازل ومحال تجارية فيه، وتصادر كاميرات للمراقبة.

كانت قوات الاحتلال دهمت مساء الإثنين منزل عائلة منفذ الهجوم الواقع في إحدى ضواحي المخيم وأخذت قياساته، تمهيداً لاتخاذ قرار بهدم المنزل.

ويحتجز جنود الاحتلال قرابة 130 ألف مقدسي يقطنون في تلك الأحياء كرهائن بحجة البحث عن مطلوبين، وتحولت تلك الأحياء إلى ساحة حقيقية للحرب، حيث شرع جنود الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل واستهداف المواطنين وإطلاق قنابل الغاز، وقنابل الصوت، والأعيرة "المطاطية" تجاه المواطنين ومنازلهم.

اقتحامات الأقصى

كذلك تجددت الثلاثاء اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين بشكل مكثف بمناسبة ما يسمى "عيد العُرش" اليهودي.

حيث قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان أرسلت نسخة منه للأناضول، إن "1032 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات صباح الثلاثاء"، وأضافت أن "مجموعة من المتطرفين قامت برقصات استفزازية أثناء خروجها من المسجد".

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة في بيان "دعوات الجماعات الاستيطانية وما تسمى منظمات الهيكل المزعوم لتوسيع دائرة المشاركة في تلك الاقتحامات".

وقالت إن ما يجري من "استباحة يومية غير قانونية للأقصى محاولة وتخطيط إسرائيلي متواصل لفرض السيطرة عليه وتكريس تقسيمه الزماني عن طريق تقسيمه مكانياً، إن لم يكن هدمه بالكامل وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

كما حمّلت فلسطين الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الاقتحامات، وما تتعرض له القدس من انتهاكات ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اقتحام الأقصى وحذرت من "حرب دينية".

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم في بيان، إن "تصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك يؤكد إصرار الاحتلال على إشعال حرب دينية في كل المنطقة".

بدورها، حمّلت حركة الجهاد الإسلامي "العدو الصهيوني وحكومته وجيشه مسؤولية العدوان الخطير الذي يقع على المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين في ساحاته وبداخله".

وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي في بيان: "الشعب الفلسطيني لن يغفر للعدو، والمقاومة في كل مكان لن تتهاون في حماية المقدسات".

في وقت سابق، الثلاثاء، طالب الأردن إسرائيل بـ"الكف الفوري عن انتهاكات المسجد الأقصى"، وأدان السماح للمتطرفين بممارسة استفزازات تنتهك حرمة الحرم والمقابر الإسلامية بحماية من الشرطة.

وقال متحدث وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي، في بيان إن "الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك وتصاعد وتيرتها وما يرافقها من ممارسات استفزازية، هي خرقٌ فاضح ومرفوض للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

ودعت جماعات يمينية إسرائيلية لتكثيف الاقتحامات للمسجد بمناسبة عيد "العرش" اليهودي، الذي بدأ الإثنين ويستمر أسبوعاً.

منذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، التي تطالب بوقف الاقتحامات.​​​​​​​

تحميل المزيد