أمريكا تستعد لإدخال أول صاروخ جوال فرط صوتي في العالم الخدمة.. سيحلّق 20 مرة أسرع من منافسيه

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/30 الساعة 19:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/30 الساعة 19:43 بتوقيت غرينتش
صاروخ فرط صوتي، تعبيرية/ istock

تستعد وزارة الدفاع الأمريكية لإدخال صاروخ جديد إلى الخدمة يختلف اختلافاً جذرياً عن كل سابقيه، إذ سيطير الصاروخ الجوّال الفرط صوتي الجديد (HACM) بسرعة تصل إلى 20 ضعفاً؛ مما يمنح الأعداء قليلاً من الوقت للهروب من غضبه.

بحسب ما نشرته مجلة Popular Mechanics الأمريكية، الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، فإن HACM أول سلاح يُنتَج بكميات كبيرة يستخدم محركاً نفاثاً تضاغطياً والذي يمتص الهواء.

وتمتلك وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كثيراً من الصواريخ الجوالة في ترسانتها؛ من صواريخ "توماهوك" طويلة الخدمة إلى صاروخ المواجهة المشتركة من الأرض إلى الجو طراز (JASSM-ER) الجديدة. 

وقد فازت الشركتان الأمريكيتان للصناعات الدفاعية والجوية، Raytheon وNorthrop Grumman، بعقدٍ قيمته 985 مليون دولار لتطوير أول صاروخ جوّال فرط صوتي في العالم، وأطلق عليه  HACM. 

وطُوِّر صاروخ HACM للولايات المتحدة وأستراليا، وهو صاروخ جوّال أسرع من الصوت يُطلق من الجو ومُصمَّم لضرب الأهداف على الأرض بسرعة. وبموجب شروط العقد، يجب أن يرى البنتاغون أول صواريخ جاهزة للعمل في عام 2027.

في عام 2020، بدأت الولايات المتحدة وأستراليا برنامج الشراكة Southern Cross Integrated Flight Research Experiment لتجربة أبحاث الطيران المتكاملة. وكان الهدف من الشراكة، التي سُميَت على اسم الكوكبة التي تظهر على العلم الوطني لأستراليا، هو تطوير منظومة سلاح تفوق سرعة الصوت وتستنشق الهواء ومُصمّمة لحملها على كل من الطائرات الأمريكية والأسترالية، وضمن ذلك المقاتلتان (F/A-18 Super Hornet) وF-35A Joint Strike Fighter، وطائرات P-8A Poseidon وغيرها. وسيطور العقد النموذج الأولي لبرنامج Raytheon لتجربة أبحاث الطيران المتكاملة إلى نظام سلاح حقيقي.

صاروخ الهجوم الجوّال الفرط صوتي الجديد (HACM) هو سلاح تكتيكي مُصمَّم للاستخدام من اليوم الأول في أي نزاع تقليدي واسع النطاق. 

مرونة وسرعة 

من جانبه، قال رئيس أركان القوات الجوية الجنرال سي كيو براون، في بيان للقوات الجوية: "سيوفر HACM لقادتنا مرونة تكتيكية لتوظيف المقاتلين في حماية الأهداف عالية القيمة والحساسة من الناحية الزمنية والمعرضة للخطر، وفي الوقت نفسه الحفاظ على القاذفات لأهداف استراتيجية أخرى".

والصواريخ الجوّالة التقليدية هي في الأساس طائرات بدون طيار. ومثل العديد من هذه الطائرات، تعمل المحركات التوربينية المروحية على تشغيل الصواريخ الجوّالة، وتدفعها بسرعات تفوق سرعة الصوت. 

تطير هذه الصواريخ على ارتفاع منخفض لتجنب كشفها بالرادار، ويساعدها التحليق بسرعات أبطأ على الطيران على ارتفاع منخفض واحتضان الأرض. على سبيل المثال، تطير صواريخ "توماهوك" الجوّالة على ارتفاع يتراوح بين 98 و164 قدماً (30 و50 متراً) بسرعة 550 ميلاً (885 كيلومتراً) في الساعة.

سيكون الصاروخ HACM هو أول منظومة سلاح تشغيلية في العالم تستخدم المحرك النفاث التضاغطي. وعلى غرار المحركات التوربينية المروحية، تعمل المحركات النفاثة التضاغطية على امتصاص الأوكسجين من الغلاف الجوي المحيط لاستخدامه وقوداً. 

يتمثل أحد الاختلافات الرئيسية بين الاثنين في أنَّ المحرك المروحي يعمل على امتصاص الأوكسجين بسرعات تفوق سرعة الصوت، بينما يجرفه المحرك النفاث بسرعات تفوق سرعة الصوت. والمزيد من الأوكسجين يعني المزيد من الوقود للمحرك النفاث؛ مما يمكّنه من دفع الصاروخ أسرع. ووفقاً لوكالة الفضاء  الأمريكية (ناسا)، تعمل المحركات النفاثة التضاغطية حتى سرعة 15 ماخ على الأقل، أي 18521.9 كيلومتر في الساعة، أو بالسرعة الكافية للدوران حول الأرض في نحو ساعتين.

وتُعَد الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت نقاط الإثارة الجديدة في الحرب. وتمتلك معظم القوى النووية المُعلَنة من الناحية الفنية أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت منذ نصف قرن أو أكثر، إذ تتحرك الصواريخ الباليستية التي تحمل رؤوساً نووية بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتصل لأهدافها بسرعة تصل إلى 15000 ميل (24140 كيلومتراً) في الساعة. لكن يختلف هذا الجيل الجديد من الأسلحة الفرط صوتية من حيث إنه ليست له طبيعة نووية -على الأقل حتى الآن- ويمكن استخدامه على الفور في حرب تقليدية.

هناك الكثير مما لا نعرفه عن صاروخ الهجوم الجوّال الفرط صوتي الجديد HACM. إذ لا نعرف مدى السرعة التي يطير بها حقاً، أو مداه؛ فكل ما نعرفه هو أنه صغير بما يكفي لتحمله طائرة مقاتلة وسيكون جاهزاً بحلول عام 2027. لكن هناك شيء واحد مؤكد؛ وهو أنَّ اسم HACM غريب ولا بد من اسم أفضل له.

علامات:
تحميل المزيد