بعض النوبات القلبية قد تكون مفاجئة وشديدة مع حالة من الضيق في الصدر وألم شديد، كما يتم تصويرها غالباً في الأفلام، لكن في الحقيقة معظم حالات الإصابة بأزمة قلبية تبدأ ببطء، مصحوبة بألم خفيف أو انزعاج طفيف لا أكثر.
حتى أنه غالباً ما يكون الأشخاص المصابون غير متأكدين من المشكلة، وينتظرون وقتاً طويلاً قبل الحصول على المساعدة، ويخلطون تلك الأعراض بحالات صحية بسيطة كالبرد والإنفلونزا.
إذا كنت تعاني من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا يصاحبها حالة من الغثيان والدوار، فقد يكون ذلك علامة رئيسية على وجود حالة خطيرة وشيكة، واقترابك من الإصابة بأزمة قلبية.
كيف يمكن لأزمة قلبية أن تبدو مثل دور البرد؟
لطالما كانت الأعراض مثل سيلان الأنف، والعطس أو السعال المستمر، والصفير علامات لا لبس فيها على إصابتك بنزلة برد أو دور إنفلونزا شديد.
ومع ذلك، هذه العلامات قد تشير أيضاً إلى مشاكل في القلب.
صحيح أنه قد لا يكون الناس على دراية بذلك، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة للإنفلونزا والنوبات القلبية التي قد تختلط على الشخص المصاب، وحتى الأفراد المقربين من حوله.
لذلك سنتناول في هذا التقرير كيفية التمييز بين هاتين المشكلتين الصحيتين، والأعراض المشتركة بينهما.
الأعراض الصحية المشتركة بين الأزمة القلبية والبرد
- الاستفراغ والغثيان.
- الدوار والدوخة.
- العرق البارد.
- الإعياء والإجهاد الشديد.
ونظراً لتكرار تلك الأعراض عند الإصابة بحالات صحية مختلفة، فإن الطبيب المعالج هو الشخص المناسب للتمييز بين أعراض النوبة القلبية والإنفلونزا وأدوار البرد الشديدة.
التفريق بين أعراض مشاكل القلب والإنفلونزا
على الرغم من عدم وجود علاقة بين النوبة القلبية والإنفلونزا، فإن هذين الاضطرابين لهما العديد من الأعراض الشائعة. وبحسب موقع HealthShots للصحة والطب، فهي كالآتي:
1- الغثيان وأسبابه
أعراض الإنفلونزا: يظهر الغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى عند اكتشاف الإصابة بالإنفلونزا. ولكن يمكن أن تكون هناك أيضاً أعراض أخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع وآلام العضلات والسعال والتهاب الحلق والتعب.
في المقابل، عندما يصاب الشخص بالغثيان ضمن أعراض النوبة القلبية، فإن الأعراض المصاحبة للمشكلة تكون مختلفة عن السابق ذكرها.
2- الدوار والدوخة
من الأعراض الأخرى التي يعاني منها الشخص أثناء الإصابة بالإنفلونزا: الدوار الخفيف أو الدوخة، والتي تُعد أيضاً من المؤشرات الحمراء للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.
وفي تلك الحال سيصاب المريض أيضاً بصداع مستمر، لذلك من الضروري الحصول على متابعة طبية فورية عند استمرار الأعراض ليوم كامل، بحسب صحيفة Express البريطانية.
3- الإجهاد والعرق البارد
الأعراض: يمكن أن يكون التعرق البارد من العلامات المحتملة لنوبة قلبية. لكن يمكنه أيضاً أن يشير إلى إصابة الشخص بدور من الإنفلونزا.
ولتحديد الفارق، إذا شعرت بالتحسن في غضون أيام قليلة، فلا بد أنها الإنفلونزا. ومع ذلك، إذا أصبح التعرق البارد عرضاً متكرراً بشكل يومي، استشر طبيبك على الفور.
4. التعب العام والإجهاد المتواصل
الأعراض: من الأعراض الشائعة بين الإنفلونزا والنوبة القلبية الشعور بالإرهاق. قد يشعر المرء بالإرهاق بسبب الضغط الزائد على القلب، خاصة عندما يحاول ضخ الدم بجهد أكبر في حالات الإصابة بأزمة قلبية.
عند المعاناة من التعب والإجهاد العام دون سبب واضح، ولأيام متصلة، يجب مراجعة العيادات الطبية المتخصصة لتجنُّب أي تبعات صحية خطيرة.
5- ضيق التنفس
في معظم حالات عدوى الإنفلونزا الخطيرة، يمكن أن يحدث ضيق في التنفس أو صعوبة في التقاط النَفَس العميق، إلى جانب ألم في الصدر ودوخة ونوبات من التشنجات.
ومع ذلك، فهي نادرة في معظم الحالات. لكن في حال الإصابة بالنوبة القلبية، يعد ضيق التنفس علامة أساسية مكررة. إذ قد يعاني المرء من ألم في الصدر تزامناً معها، ويشعر بالدوار، وقد يغمى عليه أيضاً.
6- عدم الراحة في مناطق أخرى من الجسم
لا تؤثر النوبة القلبية على قلبك فقط – يمكنك في الواقع الشعور بآثارها في جميع أنحاء جسمك. لكن هذا يمكن أن يجعل تحديد النوبة القلبية محيراً.
تشير مجلة Penn Medicine إلى أنك قد تشعر بألم أو انزعاج في الذراعين (أحدهما أو كلاهما)، الظهر، الرقبة، الفك، المعدة، وغيرها. إضافة لذلك، يمكن أن تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر.
على سبيل المثال، يصف بعض الأشخاص آلام الظهر من نوبة قلبية على أنها شعور مثل حبل مربوط حول جسدهم بشدة. كما قد يشعر المصاب أيضاً بضغط شديد على ظهره، وكأنها أثقال.
في كلتا الحالتين، إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أي من هذه العلامات الأقل وضوحاً لنوبة قلبية، فلا تتجاهلها، وقم بزيارة الطوارئ في أقرب وقت.
ضروري توخي الحذر والانتباه للأعراض
إن إدراك العلامات الصامتة للنوبة القلبية أمر مهم، لكنه لا يفعل شيئاً إذا تجاهلتها. حتى إذا لم تكن متأكداً من إصابتك بنوبة قلبية، يجب مراجعة الطبيب المتخصص في أقرب فرصة.
وفي حين أن هذه العلامات لا تعني دائماً أنك تعاني من أزمة قلبية، فمن الأفضل توخي الحذر. تزداد فرص النجاة من النوبة القلبية كلما أسرعت في الحصول على علاج طارئ.
وتذكر أن أفضل طريقة للوقاية من النوبات القلبية في المقام الأول هي فحص قلبك، وتقليل المخاطر بطرق أخرى مثل الحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول عند مستويات جيدة، وتجنُّب القلق والتوتر اليومي.