بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022، "حواراً استراتيجياً رفيع المستوى بشأن التعاون التكنولوجي بين البلدين"، وسط مخاوف من الإدارة الأمريكية بشأن زيادة الاستثمارات الصينية في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي وتعزيز الصين للمشاركة البحثية في الجامعات الإسرائيلية، وفق موقع Axios الأمريكي.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين "بارزين" قولهم إن الحوار يرمي إلى تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا المدنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد انخفاضه في السنوات الماضية.
وكانت التصورات الأولى حول برنامج التعاون وُضعت في "إعلان القدس" للشراكة الاستراتيجية الذي وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في يوليو/تموز الماضي.
ولم يسبق للولايات المتحدة أن أعلنت عن برنامج للتعاون الاستراتيجي من هذا النوع إلا مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية. في الوقت الذي تحمل فيه واشنطن مخاوف أمنية واقتصادية بشأن انضمام الصين ومشاركتها في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.
وقد بدأت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالتشديد على إسرائيل بشأن هذه القضية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو -الذي عمل على تعزيز التعاون مع الصين- قاوم اتخاذ أي خطوات ملموسة للتراجع عن هذا التعاون.
لكن إدارة بايدن الحالية التفتت إلى هذه القضية ونبَّهت إليها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي بدأت تعتني أكثر بالنظر إلى الاستثمارات الصينية من منظور الأمن القومي.
أمريكا قلقة من نفوذ الصين
الجلسة الأولى لمحادثات التعاون التكنولوجي التي عُقدت الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول، ترأسها مستشارُ الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ونظيره الإسرائيلي، إيال هولاتا. كما حضرت اللقاء وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية أوريت فركاش هكوهين.
وتركِّز المحادثات على أربعة مجالات: تكنولوجيا التأهب للتعامل مع الأوبئة، وتكنولوجيا المناخ، والذكاء الاصطناعي، والتعاون في استخدام تكنولوجيا "الحوسبة الكمومية"، وهو أمر عجزت إسرائيل عن الوصول إليه حتى الآن.
وتضمنت اتفاقية إقامة الحوار موافقةَ إسرائيل على مناقشة "النظم البيئية التكنولوجية الموثوقة"، وهو اسم رمزي لقضية حماية التكنولوجيا الحساسة من الانتقال إلى الصين.
حماية التكنولوجيا
وتشمل الاتفاقية حثَّ الدولتين على "زيادة التنسيق بشأن أمن البحوث، وفحص الاستثمارات، وضوابط التصدير، والاستثمار التكنولوجي، واستراتيجيات الحماية للتقنيات المهمة والناشئة".
بدوره، قال هولاتا في بيان موجز إن إسرائيل تشارك الولايات المتحدة مخاوفها بشأن حماية التكنولوجيا، "إنها ليست مجرد مسألة ضوابط على الصادرات، وإنما هي قضية الحيلولة دون إساءة استخدام التكنولوجيا من جهات سيئة".
لم يتطرق هولاتا إلى ذكر الصين، لكنه قال إن مخاوف إدارة بايدن بشأن حماية التكنولوجيا من إساءة الاستخدام هي فرصة لإسرائيل لتعزيز التعاون مع الحكومة الأمريكية.
وقال مسؤول إسرائيلي بارز قبل الاجتماع إن إسرائيل تريد التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن التعامل مع الصين، لكن من دون فرض قيود قد تنطوي على تعطيل ملموس لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.