تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، مقطع فيديو لمتظاهرة إيرانية تتعرض لاعتداءات وحشية من بعض رجال الأمن في أحد شوارع طهران.
الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، يُظهر قيام فتاة إيرانية بخلع حجابها ثم تقدُّمها نحو رجال الشرطة، الذين قام أحدهم بركلها في بطنها ثم طرحها أرضاً واعتدى عليها بوحشية وكاد يقتلها.
اعتداء على ناشطة إيرانية
الناشطة الإيرانية البارزة مسيح علي نجاد، كتبت تعليقاً على الفيديو: "الفتاة الشجاعة خلعت حجابها وسارت بلا خوف باتجاه قوات الأمن؛ احتجاجاً على القتل الوحشي للشابة مهسا أميني" .
يأتي ذلك في الوقت الذي واجهت فيه إيران مزيداً من الانتقاد الدولي بسبب وفاة امرأة في حجز للشرطة؛ مما تسبب في اشتعال احتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، وجاء تصاعد رد الفعل الخارجي بعد أن اتهمت طهران الولايات المتحدة باستغلال الاضطرابات في محاولة لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.
حيث شنت إيران حملة على مظاهرات عمت البلاد للاحتجاج على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق التي تنفذ القيود الصارمة المفروضة من قِبل الجمهورية الإسلامية على زي النساء. وقوبلت القضية بإدانة واسعة النطاق.
انتقادات غربية
من جانبه قال رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، إن بلاده ستفرض عقوبات على من يتحملون المسؤولية عن وفاة أميني ومن بينهم شرطة الأخلاق وقيادتها. وقال ترودو للصحفيين في أوتاوا: "عهدنا إيران لا مبالية بحقوق الإنسان المرة تلو الأخرى. الآن نراها (على تلك الشاكلة) بعد وفاة مهسا أميني والحملة على الاحتجاجات".
من جانبها قالت إيران إن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب وتسعى إلى زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية. وفي بيان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، لموقع نور نيوز الإخباري التابع لجهاز أمني كبير: "تحاول واشنطن دائماً زعزعة استقرار إيران وأمنها، على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك".
فيما اتهم كنعاني، عبر صفحته على إنستغرام، قادة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي لدعم "مثيري الشغب"، في حين يتجاهلون "وجود الملايين في شوارع البلاد وساحاتها لدعم النظام".
الأمن قمع التظاهرات
في الوقت نفسه وعلى الرغم من أن المظاهرات بسبب وفاة أميني تمثل تحدياً كبيراً للحكومة، لا يرى المحللون أي تهديد مباشر لقادة البلاد، لأن قوات الأمن تمكنت في السابق من إخماد الاحتجاجات.
في حين تتهم إيران معارضين مسلحين من الأكراد الإيرانيين بالتورط في الاضطرابات المستمرة بالبلاد، لا سيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة.
حيث أفادت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء بأن "الحرس الثوري" شن هجوماً جديداً بالمدفعية والطائرات المسيّرة على قواعد للمعارضة الإيرانية في المنطقة الكردية بشمال العراق.