اعترف يفغيني بريغوجين، رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، بأنه أسس "مجموعة فاغنز" شبه العسكرية للقتال في أوكرانيا، قائلاً إنها منتشرة أيضاً في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
يُعد هذا أول إقرار من بريغوجين المُلقب بـ"طباخ بوتين"، بأنه وراء تأسيس مجموعة المرتزقة التي قاتلت في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك بلدان عربية.
جاء ذلك في منشور كتبه بريغوجين على حسابات شركته "كونكورد" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد أنه أسس هذه المجموعة لإرسال مقاتلين مؤهلين إلى منطقة دونباس الأوكرانية في 2014.
أضاف بريغوجين في بيان: "منذ تلك اللحظة في الأول من مايو/أيار 2014 ولدت مجموعة وطنيين اتخذت اسم مجموعة كتيبة فاغنر التكتيكية"، وتابع: "الآن إليكم اعتراف.. هؤلاء الرجال الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب عربية أخرى والأفارقة والأمريكيين اللاتينيين المعدومين، لقد أصبحوا إحدى ركائز أمتنا".
كان مرتزقة فاغنر قد قاتلوا في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد ضد معارضيه، إضافة إلى مساندتهم للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وتواجه "فاغنر" اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة في البلدين العربيين.
محققون في الأمم المتحدة قالوا في أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن "فاغنر" أطلقت النار على سجناء، كما زرعت ألغاماً قرب مبان مدنية في مناطق انسحبت منها ميليشيا حفتر.
أيضاً في مارس/آذار 2021، أعلنت ثلاث منظمات غير حكومية، أنها قدمت شكوى في روسيا ضد مرتزقة "فاغنر"، في قضية قتل سوري في عام 2017 بوحشية كبيرة.
كانت صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة، قد كشفت في عام 2018 عن مقطع الفيديو الذي يُظهر عملية القتل، ويظهر في الشريط المصوّر رجال يتحدثون اللغة الروسية ويضربون ضحيّتهم بمطرقة، ثم يقطعون أوصاله لينتهي المشهد برشه بالوقود، قبل إضرام النار في جسده، فيما كان رأسه معلّقاً على عمود، وقُدّمت الشكوى باسم عائلة الرجل السوري.
تُشير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى أنه يُعتقد أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سراً على مجموعة "فاغنر"، ونقلت عن مصادر من المجموعة قولها إن القاعدة التدريبية لـ"فاغنر"، توجد في مولكينو بجنوب روسيا، جنباً إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية.
تُشير تقديرات إلى أن "فاغنر" لديها ما يصل إلى 2000 من المرتزقة في ليبيا، ونشرت كذلك مرتزقة بسوريا وفنزويلا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.
من جانبها، تنفي موسكو باستمرار أن يكون لـ"فاغنر" أي صلة بالدولة.
قصة تسمية طباخ بوتين
أشار تقرير نشره موقع "ديلي بيست" الأمريكي، إلى أنه بعد إطلاق سراح مؤسس "فاغنر" بريغوزين من سجن الاتحاد السوفييتي في عام 1990، عمِل بائعاً للهوت دوغ، ثم في أواخر التسعينيات، افتتح مطعمه الخاص New Island في سانت بطرسبرغ، والذي اشتهر بين الصفوة.
عقب سنوات من افتتاحه، ذهب الرئيس الروسي بوتين إلى المطعم لتناول الغداء مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وتولى خدمتهما بريغوزين بنفسه، ليُعرف فيما بعد في الأوساط الروسية بأنه طباخ بوتين.
من جانبه، يعتقد ليوبوف سوبول، المحامي المُقرَّب من المعارض الروسي أليكسي نافالني، أنَّ الرجال الذين سمَّموا نافالني أرسلهم "طباخ بوتين".
يُشار إلى أن القانون الروسي ينص على أنَّ الشركات العسكرية الخاصة مثل مجموعة فاغنر غير قانونية. ومع ذلك، يُسمَح لبعض الجماعات المفضلة بالعمل، وهو ما يفعلونه أساساً بالشراكة مع الدولة.