علّق عالم المصريات الشهير زاهي حواس، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، على الجدل الحاصل حول الصورة المتداولة مؤخراً لتمثال شامبليون في فرنسا وهو يضع قدميه على رأس فرعون مصري، حيث اعتبر مصريون هذا النحت بمثابة "إهانة" لبلادهم.
خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري عمرو أديب على قناة "MBC مصر"، أشار حواس إلى اختلاف الثقافة الغربية من حيث استخدام اليد والرجل، مضيفاً: "الأجانب لما يحطوا إيدهم على حاجة مثل ما يحطوا رجلهم.. يعني هم لا يقصدون أبداً إهانة الآثار المصرية".
وقال حواس لأديب في البداية: "تعال نبص للتمثال من الجانب الفرنسي، هل الفرنسيين لمّا عاملين حاطين شامبليون وحاطت رجله على تمثال لرمسيس الثاني هل همّا باعتقادهم بيهينوا الآثار المصرية؟ الإجابة لا..".
كما علّل ذلك بأن الغربيين "لهم طبعاً باع كبير جداً في الكشف عن الآثار، ورؤساء الآثار كلهم كانوا فرنسيين، يعني الحقيقة ما نقدرش نقول إنهم يقصدوا الإهانة..".
من جانب آخر، رأى العالم المصري أن الثقافة في مصر "بلا شك" تختلف عن ذلك، ولو أن هذا التمثال كان منصوباً في مكان ما بمصر فإن المواطن المصري "سيتأذى بالطبع ويشعر بالإهانة".
كما لفت حواس إلى أنه في 2013 أرسل رسالة إلى السفير الفرنسي بمصر، بخصوص الأمر، ولم يكن يحمل أي صفة رسمية، مضيفاً: "لم أتلق رداً على رسالتي، ولم أكن أملك سلطة لأقول لهم أزيلوا التمثال..".
وأضاف: "لكنني شرحت لهم وقلت لهم إن وجود هذا التمثال إهانة لنا كمصريين.. لما أشوف تمثال شامبليون الراجل العظيم ده يحط رجله بشكل بشع على رأس تمثال أهم ملك من ملوك مصر وهو رمسيس الثاني؛ الحقيقة إننا لا نقبل أبداً هذا الموضوع".
لكن عمرو أديب سأل العالم المصري فيما لو كانت الصورة عكسية، ولو "أننا عملنا هنا تمثال لمصري يضع رجله على رأس مثلاً نابليون، فهل هم مش عندهم مشكلة في الحكاية دي؟"، ليرد عليه حواس بالنفي: "إطلاقاً".
وعن حل هذه الأزمة التي تتكرر من حين لآخر؛ حيث يعود عمر هذا التمثال إلى نحو 150 عاماً، قال حواس إن "حل هذا الموضوع بيد اللجنة الدائمة اللي هي ممكن لو أرسلت رداً فهم (الفرنسيون) سيخافون.. من قبيل إننا ممكن نوقف البعثات الفرنسية من العمل في آثار مصر".
يشار إلى أن جان فرانسوا شامبليون هو عالم لغويات فرنسي، يُعزى إليه اكتشاف أسرار الكتابة وفك رموز حجر رشيد في سبتمبر/أيلول عام 1822، في حين نحت الفنان الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي، تمثاله شامبليون الشهير، حيث يبدو واقفاً بقدمه اليسرى على رأس الملك الفرعوني رمسيس الثاني، في العام 1875.