ربما لا يكون الحديث عن المخاط أو البلغم من الموضوعات المحببة لدى البعض، وربما يزعجك أن تعلم أنك تبتلع كميات كبيرة منه في يوم واحد، حتى في الأيام التي تكون فيها في أفضل حالاتك الصحية.
فهذا السائل الجيلاتيني اللزج الذي نسميه المخاط لا ينزلق إلى أسفل حلقك أو يسد أنفك فحسب؛ بل إنه يوجد فعلياً في جميع الأماكن الرطبة التي لا يغطيها الجلد في جسدك، وهذا يشمل الرئتين والجيوب الأنفية والفم والمعدة والأمعاء وعنق الرحم وحتى العينين، على سبيل المثال لا الحصر.
فلماذا علينا أن نتحمله؟ لأن المخاط، بقدر ما قد يكون مثيراً للاشمئزاز، له دور شديد الأهمية في الحفاظ على صحتنا، وهذا لا ينطبق على البشر وحدهم. بل يساهم المخاط في حماية كائنات أخرى أيضاً.
ماهو المخاط؟ ومن أين يأتي؟
وفقاً لما ذكره موقع HowStuffWorks الأمريكي، يتكون المخاط بالكامل تقريباً من الماء، إلى جانب مئات المركبات، مثل البروتينات والدهون والأملاح.
والمكون الرئيسي في المخاط، والمكون الذي يجعله لزجاً مجموعة من البروتينات تسمى الميوسين.
والمخاط يخدم أجسامنا بطرق مختلفة، منها:
- حماية الأنسجة من الجفاف والتشقق الذي يعرّضها للإصابة.
- ترطيب العين.
- حماية بطانة المعدة من الحمض.
- إزالة أو حبس المواد ومنعها من الوصول إلى الرئتين أو مجرى الدم.
- السيطرة على البكتيريا التي تسكن الجسم بأعداد مهولة.
وأجسامنا تنتج المخاط باستمرار، وفي الواقع، يفرز الجهاز التنفسي وحده أكثر من لتر منه كل يوم.
والكثير منه ينزلق إلى أسفل الحلق، وإلى معدتك، وفي النهاية يخرج من جسمك، وحين تكون بصحة جيدة، ربما لا تدرك حجم المخاط الذي ينزلق إلى أسفل الحلق.
ولكن حين تمرض، يصبح المخاط أكثر سمكاً ولزوجة؛ لأن جسمك يزيد من إفرازه للتخلص بسرعة من أي مسببات للأمراض.
لماذا نحتاج الكثير من المخاط؟
حتى عندما تكون بصحة جيدة، فإن جسمك هو آلة لصنع المخاط ، حيث ينتج حوالي 1 إلى 1.5 لتر من الأشياء كل يوم. يتقاطر معظم هذا المخاط في حلقك ولا تلاحظه حتى، وفقاً لما ذكره موقع WebMD الطبي الأمريكي.
ومع ذلك، هناك أوقات تلاحظ فيها المخاط – عادة ليس لأنك تفرز المزيد منه، ولكن لأن قوامه قد تغير وأصبح أكثر سماكة.
ويتطلب الأمر عموماً نزلة برد سيئة أو حساسية أو ملامسة شيء مزعج للإفراط في إنتاج المخاط في الجسم.
كيف يحمي المخاط المخلوقات الأخرى؟
البشر ليسوا المخلوقات الوحيدة التي تُنتج المخاط. إذ تنتجه أيضاً الثدييات والبرمائيات والأسماك والرخويات وبعض اللافقاريات الأخرى، وبعضها يفعل به أشياء مدهشة:
فالمخاط اللزج المرن الذي تفرزه القواقع والبزاقات يعمل كمادة لاصقة ومرطّبة، ما يتيح لها الانطلاق بسهولة على الأرض الوعرة.
جميع الأسماك مغطاة بالمخاط، لكن سمكة الببغاء تتقيأ أيضاً أكياس نوم مخاطية صغيرة تغلفها كل ليلة لحمايتها من الطفيليات.
ويحافظ المخاط على رطوبة عيون أسود البحر وأنسجتها الأنفية، ويقال إنها تطلق صواريخ مخاطية لـ"مسافات بعيدة"، وفقاً لكتاب "Believe It or Snot".
وتستخدم إناث الطيور، التي تعيش في الكهوف، وتسمى طيور السمامة، لعابها لبناء أعشاش لزجة لتلتصق بجدران الكهوف شديدة الانحدار. وهذه الأعشاش من الأطعمة الشهية في الصين وتُغلى (دون بيض) لطهي حساء جيلاتيني يسمى حساء عش الطائر.