تعرَّض لي زيلدين، الناب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي عن ولاية نيويورك، لانتقادات من منظمة حقوقية إسلامية بارزة على أثر الهجوم الذي شنَّه على مسؤولة أمريكية مسلمة اختيرت لقيادة التحقيق في شكوى من معاداة السامية في إحدى جامعات مدينة نيويورك، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وجاء ذلك بعد أن وقع الاختيار على سالي عبد الله، مديرة الحقوق المدنية السابقة في فرع "مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية" (كير) بولاية مينيسوتا، لقيادة فريق التحقيق في شكوى تتعلق بمعاداة السامية تقدَّم بها أستاذ جامعي بكلية كوني كينغسبورو المجتمعية في مدينة نيويورك.
هجوم على المسؤولة الجامعية المسلمة
تشغل سالي عبد الله منصب كبيرة مسؤولي شؤون التنوع بجامعة كوني كينغسبورو المجتمعية. غير أنه ما إن انتشرت الأخبار التي تفيد بأنها ستقود التحقيق في الشكوى، إلا واتهمتها إينا فِرنيكوف، النائبة عن الحزب الجمهوري بمجلس مدينة نيويورك، بأنها هي نفسها مرتبطة بمعاداة السامية والإرهاب.
سرعان ما انضم زيلدين، النائب الجمهوري والرئيس المشارك لتجمع الجمهوريين المناصرين لإسرائيل في مجلس النواب الأمريكي، إلى الهجوم الذي شنته فِرنيكوف، وقال إن سالي عبد الله كانت "مؤيدة لحركة حماس" الفلسطينية، و"معادية للسامية"، واتَّهم "قيادة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بأن لديها تاريخ طويل من نشر المؤامرات المعادية للسامية، والدعاية المؤيدة لحركة حماس".
فيما ردت منظمة كير، وفرعها في ولاية نيويورك، على بيان زيلدين، بالقول إن "قرار زيلدين بشن مثل هذا الهجوم الدنيء والتشهيري والمدفوع بمعاداة الإسلام على امرأة مسلمة، لمجرد أنها كانت تعمل لدى منظمة الحقوق المدنية التابعة لنا، لهو أمر مخز"، وأضاف بيان المنظمة: "السيد زيلدين، المعروف بولائه للرئيس السابق دونالد ترامب، له تاريخ طويل في تشويه سمعة النساء المسلمات، لكنه تدنى إلى مستوى غير مسبوق هذه المرة ولطَّخ سمعة منصبه".
وأشار البيان إلى أن "زيلدين له تاريخ في مهاجمة المسلمين البارزين في الولايات المتحدة. فقد شنَّ من قبل حملة لاذعة من الانتقادات على الشيخ الأمريكي البارز عمر سليمان بعد تلاوته دعاء إسلامياً في افتتاح جلسة بالكونغرس الأمريكي، وأعقب ذلك بمجموعة من المقالات التي اتهمت سليمان بأنه (متعصب في عدائه للسامية)".
وفي معرض الرد على ذلك، قال سليمان لموقع Middle East Eye آنذاك، إن المقالات التي تتابع نشرها بسرعة "كان من الواضح أنها جزء من حملة تسعى إلى إقصاء المسلمين البارزين من الحياة العامة، ومحاولة للاستمرار في صرف الأنظار عن المعادين الحقيقيين للسامية".
كانت فرنيكوف تمكنت في وقت سابق من هذا العام من حجب تمويل بقيمة 50 ألف دولار أمريكي عن جامعة كوني بعد أن زعمت أن أساتذة في كلية الحقوق التابعة لها مرتبطون بأنشطة معادية للسامية لمساندتهم حركة "مقاطعة إسرائيل" (BDS). وزعمت فرنيكوف أن الجامعة، التي التحق بها أكثر من 260 ألف طالب في عام 2020، تموج بـ"معاداة السامية والعداء لإسرائيل".
فيما استنكر طلاب في الجامعة القرار، وقالوا لموقع MEE إنهم لم يلاقوا شواهد على معاداة السامية في الحرم الجامعي، على خلاف ما تدعيه فرنيكوف. وكان من المقرر أن يذهب التمويل، الذي تسببت فِرنيكوف في منعه، لتقديم خدمات قانونية مجانية لسكان المجتمع المحلي.
تواصل موقع MEE مع سالي عبد الله للتعليق، لكنه لم يتلق رداً حتى وقت النشر.