قالت وكالة رويترز، الخميس 22 سبتمبر/أيلول 2022، إن إسرائيل وافقت على بيع منظومة رافائيل المتطورة للدفاع الجوي للإمارات، في أول صفقة معروفة بين البلدين منذ تطبيع العلاقات بينهما في 2020.
حيث قال مصدران للوكالة الأمريكية، إن إسرائيل وافقت على طلب إماراتي في منتصف الصيف بتزويدها بصواريخ سبايدر الاعتراضية التي تنتجها شركة رافائيل، لكنهما امتنعتا عن تقديم مزيد من التفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للصفقة.
فيما قال مصدر ثالث إن الإمارات حصلت على تكنولوجيا إسرائيلية تهدف إلى صد هجمات الطائرات المسيرة مثل تلك التي ضربت أبوظبي في وقت سابق من هذا العام.
وامتنعت وزارة الدفاع الإسرائيلية وشركة رافائيل المصنعة لصواريخ سبايدر عن التعليق، كما لم تعلق وزارة الخارجية الإماراتية على الأمر.
ولم يتضح بعدُ عدد الصواريخ الاعتراضية التي ستُباع للإمارات، أو ما إذا كان قد تم شحن أي منها حتى الآن. ويمكن إطلاق الصواريخ سبايدر من منصات مثبتة على مركبات وتستخدم للدفاع ضد التهديدات ما بين قصيرة المدى وطويلة المدى.
هجمات الحوثيين
ووجدت الإمارات أنها بحاجة إلى تعزيز قدرات دفاعها الجوي بعد سلسلة من الهجمات على الدولة الخليجية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط. وجرى بالفعل اعتراض معظم هذه الهجمات، لكن إحداها أوقعت ثلاثة قتلى مدنيين في أبوظبي.
قال دبلوماسيون أجانب إن تلك الضربة أثارت قلق وانزعاج قادة الإمارات، التي طالما تفاخرت بأمنها واستقرارها في منطقة تموج بالاضطرابات. وقالت مصادر على دراية بالأضرار التي ألحقتها الهجمات، إن محطة تحت الإنشاء في مطار أبوظبي تعرضت أيضاً لهجوم، مما أدى إلى إصابة عمال مدنيين.
وقالت المصادر إن بعض الصواريخ والطائرات المسيرة على الأقل حلّقت على ارتفاعات منخفضة؛ لتحاشي الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) وصواريخ باتريوت الاعتراضية التي اشترتها الإمارات من الولايات المتحدة.
تقول شركة رافائيل إن الصواريخ سبايدر يمكنها الدفاع عن مساحات شاسعة من تهديدات تتراوح من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز إلى المقاتلات الهجومية وطائرات الهليكوبتر والقاذفات، ومنها التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الذي زار الإمارات في يناير/كانون الثاني 2022 بالتزامن مع هجوم جرى اعتراضه، إن إسرائيل تدعم احتياجات الإمارات الأمنية. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء يائير لابيد، إنه شعر بالصدمة من الهجمات وإن إسرائيل تقف بجانب الإمارات.
وأعلنت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن معظم الضربات، وهي الجماعة نفسها التي تقاتلها الإمارات في حرب اليمن، في إطار تحالف عسكري تقوده السعودية ويسعى لإعادة الحكومة المخلوعة إلى السلطة.
وقالت المصادر إن البلدين أبرما صفقة الصواريخ الاعتراضية في منتصف الصيف، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل تدفعان الدول العربية إلى ربط أنظمة دفاعها الجوي للتصدي بشكل أفضل لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.
أفادت رويترز في يوليو/تموز، بأن هذا الاقتراح قوبل بمقاومة من بعض الدول العربية التي لا ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل، رغم أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن الدول المشاركة تعمل على مزامنة أنظمتها من خلال اتصالات إلكترونية عن بعد.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، للصحفيين في يوليو/تموز، إن الإمارات منفتحة على أي شيء يحميها من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ طالما أنه ذو طبيعة دفاعية ولا يستهدف دولة ثالثة.
كما أقامت البحرين علاقات مع إسرائيل في عام 2020، وبعد ذلك وقّع البلدان اتفاقاً أمنية. ووقّعت إسرائيل والإمارات هذا العام اتفاقية تجارة حرة، وهي الأولى من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية. كما بدأت المفاوضات بين إسرائيل والبحرين للتوصل لاتفاق مماثلٍ هذا الأسبوع.