شركات محدودة تهيمن على سلسلة الغذاء العالمية.. دراسة: اثنتان منها تتحكمان في 40% من سوق البذور

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/22 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/22 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
شركة Syngenta مملوكة للأغلبية من قبل الحكومة الصينية/ GettyImages

توصلت دراسة جديدة إلى أنَّ هيمنة عدد صغير من الشركات الكبرى على سلسلة الغذاء العالمية آخذة في الازدياد، مدعومة بزيادة استخدام "البيانات الضخمة" والذكاء الاصطناعي.

صحيفة The Guardian البريطانية، قالت، الخميس، 22 سبتمبر/أيلول 2022، إن شركتين فقط تتحكمان في 40% من سوق البذور التجارية العالمية، مقارنةً بـ10 شركات تسيطر على نفس النسبة من السوق منذ 25 عاماً، وفقاً لمنظمة ETC للعدالة البيئية.

كما تتركز تجارة السلع الزراعية في يد عدد محدود، إذ سيطر 10 من تجار السلع في عام 2020 على سوق تبلغ قيمته نصف تريليون دولار.

وفي الأشهر الأخيرة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً حاداً، بعد الاضطرابات التي سبّبتها حرب أوكرانيا، والآثار المستمرة لوباء "كوفيد-19″؛ مما أدى إلى ارتفاع أرباح تجار السلع الأساسية ومنتجي الحبوب.

الشركات الصينية

إضافة إلى ذلك، تتصدر الشركات الصينية، وفقاً لأحدث تقرير من 141 صفحة أعدته منظمة ETC نُشر في 7 سبتمبر/أيلول، إذ أصبحت شركة Cofco الصينية المملوكة للدولة الآن ثاني أكبر تاجر للسلع الزراعية في العالم، بعد شركة Cargill الأمريكية، إذ بلغت مبيعاتها في عام 2020 ما يزيد قليلاً على 100 مليار دولار أمريكي، مقارنة بـ134 مليار دولار لشركة Cargill.

ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن الحكومة الصينية تمتلك الآن الجزء الأكبر من شركة Syngenta للبذور والمبيدات والتكنولوجيا الحيوية من خلال Sinochem وChemChina، حيث سيطرت المجموعة على نحو ربع السوق العالمية في الكيماويات الزراعية في عام 2020، بمبيعات بلغت 15 مليار دولار، وهي أكبر بكثير من أقرب منافسيها Bayer وBASF.

كما أنَّ شركتين من أكبر 10 شركات كيماويات زراعية هي صينية الجنسية، وكذلك سابع أكبر شركة للأسمدة الاصطناعية Sinofert.

الشرق الأوسط

منظمة ETC أشارت أيضاً إلى الاهتمام المتزايد من الشرق الأوسط. فقد وجد التقرير: "في عام 2020، بيعت 45% من أكبر شركات السلع الأساسية في العالم، لويس دريفوس، إلى شركة قابضة مملوكة للدولة في الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط؛ مما يشير إلى أنَّ البلدان الغنية بالسيولة النقدية تتجه نحو ضمان الأمن الغذائي المُحصّن من تغير المناخ عن طريق إنتاج الغذاء في الخارج مع القليل من الاهتمام بالاستدامة أو فكرة الاعتماد على الغذاء الإقليمي".

إذ قال جيم توماس، من منظمة ETC، إنَّ الهيمنة المتزايدة على السوق لعدد صغير من الشركات أمر مثير للقلق، لا سيما في وقت ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاعها، وتزايد أزمة المناخ وأزمة التنوع البيولوجي.

توماس أضاف: "تتركز السلطة على نظام الغذاء العالمي في عدد قليل جداً من الأيدي، ويجب أن نشعر بالقلق حيال ذلك".

الرقمنة المتزايدة

وتابع توماس: "إنَّ الرقمنة المتزايدة تعمل أيضاً على مزيد من تعزيز هذه القوة، من خلال تمكين الشركات من تجنب الشفافية والمعاملات والتأثير في طلب المستهلكين. وحذر من أنَّ العمال الزراعيين معرضون لخطر طردهم من الأرض؛ حيث بدأ استخدام التكنولوجيا الروبوتية في عدد متزايد من البلدان.

وأوضح توماس: "اكتشفنا إعادة هيكلة رقمية واسعة النطاق لنظام الغذاء التجاري، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطائرات من دون طيار، وتقنية البلوك تشين.

كما تشمل المخاوف التلاعب بالعملاء، وإبعاد عملية صنع القرار عن المزارعين، واستبدال العاملين في سلسلة الغذاء والتحكم فيهم بطريقة حسابية، والتكاليف استخدام البيانات على المناخ".

من جانبها، تجادل شركات الأغذية بأنَّ استخدامها لهذه التكنولوجيا يؤدي إلى كفاءة أكبر بكثير؛ مما يُمكّنها من استخدام موارد أقل قيمة، مثل المياه والأسمدة ومبيدات الآفات، وتبسيط العمليات لتقليل التكاليف على المستهلكين.

تحميل المزيد