نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بها.. 5 أمراض تنقلها لدغات البعوض إلى البشر

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/20 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/20 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ أمراض تسببها لدغات البعوض

يربط معظم الناس بين البعوض والإصابة بالملاريا، لكن هل تعلم أن هذه الحشرات الطائرة الصغيرة يمكنها أيضاً نقل عدد من الأمراض الأخرى؟

أمراض تسببها لدغات البعوض

تسمى الفيروسات التي تنقلها حشرات مثل البعوض بالفيروسات المنقولة بالمفصليات، وتنتقل هذه الفيروسات إلى الكائنات المضيفة الفقارية من خلال لدغة أنثى بعوضة عندما تمتص وجبة دم تساعدها في إنتاج البيض.

معظم المضيفات الفقاريات لتلك الفيروسات المنقولة بالمفصليات ليست بشرية، إذ تشمل الطيور والقرود والحيوانات الزراعية، لكن بعض الفيروسات المنقولة بالمفصليات قد تنتقل إلى البشر، مُسبّبة تداعيات خطيرة للغاية.

تُشكّل بعض الأمراض المنقولة عبر البعوض- لكن ليس كلها- خطورة على حياة الإنسان، وهذا يؤكد ضرورة بذل كل جهد ممكن لتجنّب لدغات البعوض والحماية من انتقال العدوى باستخدام تدابير دوائية وغير دوائية.

تشير التقديرات- وفقاً لما ذكره موقع The Daily Beast الأمريكي– إلى أنَّ نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بأحد الفيروسات المنقولة بالمفصليات.

إليكم حالات العدوى الخمس الأكثر شيوعاً، التي تسبّبها فيروسات منقولة بالمفصليات في إفريقيا- فيروسات شيكونغونيا وحمى الضنك وغرب النيل والحمى الصفراء وزيكا.

شيكونغونيا

حدَّد الباحثون فيروس "شيكونغونيا" لأول مرة في عام 1952 أثناء تفشي المرض في تنزانيا.

ينتقل هذا الفيروس عن طريق لدغات بعوض الزاعجة المصرية وبعوض الزاعجة المنقطة بالأبيض.

سجَّلت أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم حالات إصابة بفيروس "شيكونغونيا". يتزايد خطر تفشي المرض بدرجة كبيرة أينما وُجدت هذه الأنواع من البعوض حول المنازل والمناطق الحضرية.

تميل إناث بعوض الزاعجة إلى البحث عن مصدر تغذية بعد شروق الشمس وقرب غروب الشمس. تركز استراتيجيات المكافحة الحالية على تقليل عدد حاويات المياه، التي تحب إناث البعوض التكاثر فيها، واستخدام المبيدات الحشرية ضد البعوض البالغ وتوفير الحماية الشخصية لتجنَُب لدغات البعوض.

يحدث هذا المرض بسبب فيروس يحمل نفس الاسم "شيكونغونيا"، اُشتق اسم "شيكونغونيا" من كلمة في لغة كيماكوندي، التي تستخدمها مجموعات عرقية في تنزانيا وموزمبيق، وتعني "الإصابة بالانحناء".

تشمل أعراض الإصابة بعدوى فيروس "شيكونغونيا" الصداع والطفح الجلدي والإرهاق والحمى وآلام المفاصل والعضلات.

Shutter Stock/ أمراض تسببها لدغات البعوض
Shutter Stock/ أمراض تسببها لدغات البعوض

أعراض الشيكونغونيا

تبدأ أعراض المرض في الظهور بوضوح في غضون أسبوع من الإصابة بالعدوى، في بعض الأحيان، قد تؤدي العدوى إلى حمى وآلام شديدة في المفاصل قد تستمر لأشهر أو سنوات، ما يجعل الشخص يبدو منحني الظهر. لسوء الحظ، لا تتوفر علاجات مضادة للفيروسات أو لقاحات لفيروس "شيكونغونيا".

نادراً ما تؤدي الإصابة بفيروس "شيكونغونيا" إلى الوفاة، ما لم يكن الشخص المصاب يعاني من مشكلات صحية كامنة أخرى.

حمى الضنك

صَنفت منظمة الصحة العالمية فيروس "حمى الضنك" باعتباره واحداً من أكبر 10 تهديدات للصحة العالمية. فهو أحد أسرع الأمراض المنقولة بالبعوض انتشاراً، بالإضافة إلى أنَّ ما لا يقل عن نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة به.

على غرار فيروس "شيكونغونيا"، ينتشر داء "حمى الضنك" عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية وبعوضة الزاعجة المنقطة بالأبيض. يؤدي كلا الفيروسين إلى حدوث نفس الأعراض غير المحددة، مثل الصداع والطفح الجلدي والحمى وآلام المفاصل والعضلات، لذا غالباً ما يُشخّص خطأ.

أعراض حمى الضنك

تكون معظم حالات الإصابة البشرية بـ"حمى الضنك" بدون أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة تستمر لمدة يومين إلى 7 أيام.

يتطور فيروس "حمى الضنك" عند بعض الأشخاص إلى مرض شديد مصحوب بأعراض أكثر حدة، مثل القيء المستمر ونزيف اللثة أو الأنف وتضخم الكبد.

يجب التعامل مع هذه المرحلة المرضية باعتبارها حالة طبية طارئة؛ لأن هذه المضاعفات قد تودي بحياة الشخص المصاب.

يمكن التحقّق من الإصابة بـ"حمى الضنك" من خلال إجراء اختبار تشخيصي سريع أو اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).

على الرغم من عدم التوصل إلى علاج نهائي، استطاع العلماء تطوير لقاح فعال واُعتمد استخدامه في عدد قليل من البلدان- لكنه غير متوفر على نطاق واسع في إفريقيا حالياً.

فيروس زيكا

فيروس زيكا هو أحد أفراد عائلة فيروسات تسمى الفيروسات المُصفِّرة، وينتشر عبر بعوض الزاعجة الذي يجوب الأجواء في أثناء النهار.

سُمِّيَ هذا الفيروس على اسم غابة زيكا في أوغندا، حيث ظهرت أول حالة مصابة به هناك عام 1947.

وتشبه أعراض الفيروس الحمى الصفراء وحمى الضنك، وقد تسبب في حدوث وباء من قبلُ عام 2015. تصاحب هذا الفيروس أعراضٌ خفيفة للغاية، وحتى الآن لم يطوَّر لقاح مضاد له.

وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي الأمريكي ينتشر فيروس زيكا غالباً بين الأشخاص بواسطة لدغات البعوض، ولا سيما في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بجميع أنحاء العالم. ولا تظهر أي مؤشرات للمرض أو أعراض على معظم الأشخاص المصابين بفيروس زيكا. بينما يشعر الأشخاص الآخرون بحمى خفيفة وطفح جلدي وآلام في العضلات. وفي حالات نادرة، قد يتسبب فيروس زيكا في حدوث مضاعفات في الدماغ أو الجهاز العصبي، مثل متلازمة غيلان باريه، حتى لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض للعدوى. تُعرف أيضاً عدوى فيروس زيكا باسم زيكا أو حمى زيكا أو مرض فيروس زيكا.

تُعد النساء المصابات بفيروس زيكا خلال الحمل أكثر عرضة لمخاطر الإجهاض التلقائي. وتؤدي أيضاً عدوى فيروس زيكا خلال الحمل إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتشوهات الخلقية الخطيرة لدى الأطفال، بما في ذلك حالة مرضية تصيب الدماغ قد تكون مميتة تُسمى صغر الرأس.

أعراض فيروس زيكا

لا تظهر أي مؤشرات مرض أو أعراض على أربعة من بين كل خمسة أشخاص مصابين بفيروس زيكا. وعندما تظهر الأعراض، فعادةً ما تبدأ بعد يومين إلى 14 يوماً من التعرض للدغة البعوض المُعدي. وتستمر الأعراض عادةً لمدة أسبوع، ويتعافى معظم الأشخاص تماماً.

فيما يلي المؤشرات والأعراض الأكثر شيوعاً لفيروس زيكا:

الحُمَّى الخفيفة.

الطفح الجلدي.

ألم المفاصل، خاصة في اليدين أو القدمين.

احمرار العين (التهاب الملتحِمة).

قد تشمل المؤشرات والأعراض الأخرى ما يلي:

الألم العضلي.

الصداع.

ألم العين.

الإرهاق أو الشعور العام بالانزعاج.

ألم البطن.

الحمى الصفراء

هي عدوى فيروسية تنتشر بواسطة بعوضة الزاعجة المصرية وبعوضة الزاعجة المنقطة بالأبيض، وهي العدوى الأكثر شيوعاً في مناطق من إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وتؤثر على سكان هذه المناطق إلى جانب المسافرين إليها.

في الحالات الخفيفة تُسبِّب الحُمَّى الصفراء الحُمَّى، والصداع، والغثيان والقيء. قد تُصبِح الحُمَّى الصفراء أكثر خطورة، فتُسبِّب مشاكل في القلب والكبد والكُلى، بالإضافة إلى نزيف حاد. يتوفى ما يصل إلى 50% من الأشخاص الذين يعانون نوعاً أشد من الحمى الصفراء بسبب المرض.

ليس هناك علاج محدد للحمى الصفراء. ومع ذلك فإن تناول لقاح الحمى الصفراء قبل السفر إلى أي من المناطق التي ينتشر فيها الفيروس يمكن أن يساعدك على الوقاية من هذا المرض.

أعراض الحمى الصفراء

خلال أول ثلاثة أيام إلى ستة أيام بعد إصابتك بحمَّى الصفر- فترة الحضانة- لن تظهر عليك أي مؤشرات أو أعراض.

بعد ذلك، تدخل العدوى مرحلة حادة ثم مرحلة سامةـ في بعض الحالاتـ والتي يمكن أن تهدد الحياة.

بمجرد أن تصل العدوى إلى المرحلة الحادة، قد تظهر عليك مؤشرات وأعراض تشمل:

الحُمَّى.

الصداع.

ألماً في العضلات، خاصةً في ظهرك وركبتيك.

حساسية تجاه الضوء.

الغثيان أو القَيء أو كِلَيهما.

فقدان الشهية.

الدوار.

احمرار العين أو الوجه أو اللسان.

وعادةً ما تتحسن هذه المؤشرات والأعراض وتختفي في غضون عدة أيام.

فيروس غرب النيل

ظهر فيروس "غرب النيل" لأول مرة في منطقة غرب النيل في أوغندا.

ينتقل الفيروس عن طريق لدغات بعوض الكوليكس الحامل لهذا الفيروس. يكتسب البعوض عدوى "غرب النيل" عندما يتغذى على الطيور البرية الحاملة للفيروس في دمها. ومع ذلك، قد ينتقل الفيروس إلى كائنات فقارية مختلفة، من ضمنها البشر، من خلال لدغة بعوضة مصابة.

أعراض فيروس غرب النيل

ما يقرب من 80% من المصابين بفيروس "غرب النيل" إما لا تظهر عليهم أية أعراض أو يعانون فقط من أعراض خفيفة غير محددة تشمل الصداع والحمى والتعب وآلاماً بالجسم والغثيان والقيء وأحياناً الطفح الجلدي. ومع ذلك، ثمة عدد قليل من المرضى، الذين تظهر عليهم أعراض، يطورون حالة مرضية مهددة للحياة، غالباً ما تكون مرتبطة باضطرابات في الجهاز العصبي. 

يستطيع المصابون تشخيص عدوى فيروس "غرب النيل" باستخدام اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) أو مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA)، مع تلقي علاج داعم لمشكلات الجهاز العصبي. أشارت دراسات إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى شديدة.

ثمة حاجة إلى نهج متكامل لمواجهة عدوى "غرب النيل" يشمل إدارة الموارد المائية جنباً إلى جنب مع التدخلات الكيميائية والبيولوجية للسيطرة على انتشار نواقل المرض.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد