قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن "مسببات الربيع العربي قد تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، وإنه إذا لم نجد الحلول فستتكرر الأحداث التي أدت لها هذه الأسباب في المقام الأول"، وفق ما جاء في مقابلة مع مجلة "Le Point" الفرنسية نُشرت الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2022.
في المقابلة التي نشر تفاصيلها موقع الديوان الأميري القطري، قال الشيخ تميم: "للأسف، ما زالت الجذور العميقة المسببة للربيع العربي موجودة، كالفقر، والبطالة، والخريجين العاطلين عن العمل… هل وجدنا الحلول لهذه المشاكل؟ كلا، بل تفاقمت".
كما أضاف أمير قطر: "أعتقد أن الطريقة الأمثل لتفادي الاضطرابات في المستقبل هي تنفيذ الإصلاحات بشكل تدريجي. يتعين علينا أن نعطي شعوبنا أملاً حقيقياً وليس مجرد كلمات".
بخصوص علاقة دولة قطر بجماعة الإخوان المسلمين، رد أمير قطر قائلاً: "هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية".
كما أوضح في حواره مع المجلة الفرنسية: "نحن دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة، لكننا دولة ولسنا حزباً، ونتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية".
أما بخصوص تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، فأكد أمير قطر أنه يحق لكل دولة أن تقيم علاقات مع أية دولة أخرى.
الشيخ تميم استطرد قائلاً: "لكن ما هو التطبيع مع إسرائيل؟ أتكلم بكل جدية، هل الأوضاع طبيعية في إسرائيل؟ كلا، فما زال هناك أراض عربية محتلة ولاجئون لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم منذ أكثر من 70 عاماً، مسلمون ومسيحيون يعيشون تحت الحصار في قطاع غزة…".
أضاف أنه حين تم توقيع اتفاقية أوسلو، "اعتقدنا جميعاً أن السلام سيتحقق، وأقمنا علاقات رسمية مع إسرائيل، كما قمنا بافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي هنا في الدوحة، لكن الحروب لم تتوقف في قطاع غزة… يتعين علينا أن نتوصل إلى تسوية سلمية من أجل الشعب الفلسطيني، وأن نمنحه الأمل ونعيد له أرضه".
كما قال: "نحن نتحدث مع الإسرائيليين، ونقدم المساعدات لسكان غزة والضفة الغربية أيضاً. أنا أؤمن بحل الدولتين، إذ يجب أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب، لكننا بعيدون عنه للأسف".
فيما يتعلق بعودة تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية مع النظام السوري، أوضح أمير قطر قائلاً: "سبق وقلت إنه يحق لكل دولة أن تقيم علاقات مع أية دولة تختارها. لكن جامعة الدول العربية قررت استبعاد سوريا لسبب وجيه، وهذا السبب ما زال موجوداً ولم يتغير".
كما قال: "أنا مستعد للمشاركة في أي محادثات في حال كان لدينا عملية سلام حول مستقبل سوريا ومطالب شعبها، لكن هذا ليس هو الحال في هذه اللحظة. استقبل عدد من الدول الأوروبية اللاجئين بسخاء، وأتفهم أن ذلك تسبب بالمشاكل. لكن لماذا نقبل بأن يقوم قائد بارتكاب المجازر ضد شعبه وطرد ملايين اللاجئين من بلاده؟..".
حول استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، قال الشيخ تميم إن "قطر هي أول دولة عربية تنظم هذا الحدث العالمي، وهو حدث بالغ الأهمية للشباب، لا سيما في العالم العربي".
أضاف أمير قطر: "سنستقبل مئات الآلاف من المشجعين، ونرحب بالجميع أياً كانوا، بغض النظر عن أصولهم أو ثقافتهم". وتابع: "نريد من الزوار أن يتعرفوا على أوجه الاختلاف بين الثقافات، وأن يكتشفوا ثقافة دولتنا، ونأمل أن يدفعهم ذلك لزيارتنا مجدداً".