قالت وكالة رويترز، الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول 2022، إن الولايات المتحدة تدرس فرض حزمة عقوبات على الصين لردعها عن غزو تايوان، في حين يتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط دبلوماسية من تايبيه لفعل الشيء ذاته.
مصادر مطلعة كشفت للوكالة الأمريكية أن المداولات في واشنطن وضغط تايبيه المنفصل على مبعوثي الاتحاد الأوروبي لا يزال كلاهما في مرحلة مبكرة، وهما رد فعل على مخاوف متزايدة من غزو صيني مع تصاعد التوتر العسكري في مضيق تايوان.
تتمثل الفكرة في اتخاذ عقوبات تتجاوز الإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل في الغرب لتقييد التجارة والاستثمار مع الصين في تقنيات حساسة مثل رقائق الكمبيوتر ومعدات الاتصالات.
فيما لم تقدم المصادر أي تفاصيل عما يجري النظر فيه، لكن فكرة فرض عقوبات على ثاني أكبر اقتصاد في العالم وإحدى أكبر نقاط اتصال سلاسل التوريد العالمية تثير تساؤلات حول جدواها.
خيارات معقدة
من جانبها، قالت نازاك نيكاختار المسؤولة الكبيرة السابقة بوزارة التجارة الأمريكية "فرض عقوبات محتملة على الصين هو عمل أكثر تعقيداً بكثير من العقوبات المفروضة على روسيا، نظراً لارتباط الولايات المتحدة وحلفائها الشديد بالاقتصاد الصيني".
وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بإعادة توحيد تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي مع البر الرئيسي ولم يستبعد استخدام القوة.
وقال مسؤول أمريكي ومسؤول من دولة تنسق عن كثب مع واشنطن إن المسؤولين في واشنطن يدرسون خيارات حزمة محتملة من العقوبات على الصين لردع شي عن محاولة غزو تايوان.
فيما قال المصدران إن المحادثات الأمريكية حول العقوبات بدأت بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لكنها صارت ملحة من جديد بعد رد الفعل الصيني على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
واتخذت الولايات المتحدة، بدعم من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي، نهجاً مماثلاً تجاه روسيا في يناير/كانون الثاني بتهديدها بفرض عقوبات غير محددة، لكن ذلك لم يُثنِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شن غزوه على أوكرانيا.
وقال المسؤول غير الأمريكي إن البيت الأبيض يركز على التوصل لاتفاق بين الدول، بما في ذلك التنسيق بين أوروبا وآسيا، وتجنب استفزاز بكين.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق.
فيما قالت وزارة الخارجية التايوانية إنها ناقشت المناورات الحربية الصينية الأخيرة "والتحديات الكبرى" التي تشكلها الصين لتايوان والمنطقة مع الولايات المتحدة وأوروبا وشركاء آخرين يتفقون معها في التفكير، لكنها لم تستطع الكشف عن التفاصيل.
ضغوط على أوروبا
فيما قالت ستة مصادر مطلعة على المناقشات بين تايوان وأوروبا لرويترز إن تايوان طرحت بالفعل فرض العقوبات مع مسؤولين أوروبيين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين في الآونة الأخيرة جعلت موقف تايوان أكثر تشدداً.
تكثفت دعوات كبار المسؤولين التايوانيين للاستعداد لفرض عقوبات في الأسابيع الماضية. ودفع تقرير حديث صدر من الحكومة الصينية وسحب تعهداً بعدم إرسال قوات أو إداريين إلى تايوان إذا سيطرت بكين على الجزيرة، إلى بذل تايوان جهوداً مضاعفة مع أوروبا.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن تايوان لم تطلب أي شيء محدد، وطلبت من أوروبا التخطيط للإجراءات التي قد تتخذها إذا نفذت الصين هجومها على تايوان، كما طلبت من أوروبا تحذير الصين، لكن ليس في العلن، من أنها ستواجه عواقب.
تتطلب العقوبات الأوروبية موافقة جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27، وهو أمر يُعد بعيد المنال في كثير من الأحيان. وكان الإجماع صعباً حتى في عزل روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أهمية الغاز الروسي الكبيرة بالنسبة لألمانيا.