ليس جديداً أن العلماء اكتشفوا أحافير حيواناتٍ مع ذيولها يعود تاريخها إلى مئات الملايين من السنين. وحينها، كانت الأسماك تستخدم ذيولها -التي تُشبه المروحة- كزعانف للسباحة في المحيطات، والهروب من الحيوانات المفترسة.
لكن، ومع تطور هذه الأسماك لاحقاً إلى كائناتٍ تعيش على البرّ، بدأت ذيولها تتغيّر وتتطوّر أيضاً. وسواء أكانت هذه الذيول تخصّ الزواحف، أو الحشرات، أو الطيور، أو الثدييات، فوجودها أساسي وضروري، وليس شكلاً فقط.
تخدم ذيول الحيوانات مجموعة متنوعة من الأغراض؛ فحيوانات العصر الحديث مثلاً تستخدم ذيولها في كل شيء، بدءاً من حفظ التوازن، وصولاً إلى التواصل وعرض التزاوج ثم الدفاع عن نفسها.
تعالوا نتعرّف، في هذا التقرير، إلى وظيفة ذيول الحيوانات المختلفة:
ذيول الحيوانات.. لحفظ التوازن والحركة
في دراسةٍ صدرت عام 2021، يعتقد العلماء أن الديناصورات -مثل التيرانوصورات- كانت تؤرجح ذيلها من جانبٍ إلى آخر لتوازن بين رأسها وجسدها الثقيل، أثناء مشيها على قدميها. وهذه الحركة كانت تمكّنها من الجري بسرعةٍ كافية، والإمساك بفريستها.
وبالمثل، يستخدم كنغر العصر الحديث ذيله للحفاظ على توازنه حين يقفز. ويُمكن القول إن الكنغر يستخدم ذيله أيضاً كرِجلٍ ثالثة تساعده في القفز، وحركته عموماً.
وغالباً ما تكون للقطط والحيوانات الأخرى المتسلقة ذيول كثيفة أو طويلة تساعدها على حفظ التوازن، فيما يُشبه الشخص الذي يمشي على حبل مشدود وهو يحمل عصا طويلة.
أما القردة فتستخدم ذيلها الطويل لحفظ توازنها أثناء تأرجحها على فروع الأشجار. والكثير من القردة تستخدم ذيلها لمساعدتها في الإمساك بالأغراض، تماماً كاليد، أو الإمساك بغصون الأشجار والتنقل فيما بينها.
وذيول القردة قوية جداً، لدرجة أنها تعتمد عليها لرفعها عن الأرض، في حال كانت يداها مشغولتين بالتهام الفاكهة أو الأوراق، أو في حال كانت تلعب.
آلية دفاعية أيضاً
سمك الراي اللاسع يستخدم ذيله للدفاع عن نفسه، حين تهاجمه سمكة مفترسة. والأفعى المجلجلة تتميز بذيلٍ يُصدر صوتاً حين تهزّه، بهدف تنبيه أي حيوانٍ يهدّدها إلى أنها تستعد للهجوم.
كثيرةٌ هي الحشرات التي تملك ذيلاً أيضاً، لكنها تطورت بشكلٍ منفصل عن الحيوانات الأخرى التي لها عمود فقري، مثل الأسماك والثدييات. ومعظم الحشرات التي لها ذيل تستخدمه لوضع البيض، أو لدغ الفريسة وشلّ حركتها. وبعض الحشرات، مثل الدبابير، يؤدي ذيلها الوظيفتين: يضع البيض ويلدغ فريسته.
وتمتلك حيوانات الرعي، مثل البيسون في أمريكا الشمالية، والنَوّ (وهي من فصيلة الأبقار)، إضافةً إلى الزرافات في إفريقيا، ذيولاً بشعيراتٍ طويلة تلوّح بها لقتل البعوض والحشرات الأخرى التي قد تزعجها.
ذيل القطة.. دليلٌ على شعورها
من جهةٍ أخرى، تستخدم الطيور ذيلها المصقول بالريش لحفظ توازنها أثناء جلوسها على أطراف الأشجار، ولزيادة أو تقليل سرعتها خلال التحليق. وبعض الطيور تستخدم ذيلها لعرض التزاوج في استعراضٍ كبير.
وهذا الاستعراض المرئي يُلاحَظ بوضوح لدى الديوك الرومية والطاووس. فذكر الديك الرومي والطاووس ينشران ريش ذيلهما الملوّن لجذب الإناث.
بدورها؛ الحيوانات التي تعيش في مجموعات، مثل الذئاب، تستخدم مجموعةً متنوعة من حركات الذيل للإشارة إلى رتبتها.
والكلاب والقطط تستخدم ذيلها للتواصل أيضاً؛ لا بدّ أنك رأيتَ كلباً أو قطة يهزّان ذيلهما حين يكونان متحمسين. ولذيل القطط دورٌ أساسي في الإعلان عن حالتها المزاجية وشعورها.
ففي حال كانت قطتك تتجوّل في المنزل رافعةً ذيلها إلى الأعلى، مع اهتزازٍ بسيط، فاعلم أنها تشعر بالثقة. وعندما تطوي ذيلها بين رجليها، فهذه إشارة إلى أنها في حالة خوفٍ شديد.
حين تكون القطة متحمسة وتريد اللعب مثلاً، فستقوم بهزّ ذيلها ذهاباً وإياباً مع دفعه بقليلٍ من القوة. وفي حال كان الذيل منفوشاً، حينها عليك ألا تقترب منها أو تداعبها لأنها ستنقضّ عليك معتقدةً أنكَ تلاعبها.