أظهرت لقطاتٌ جوية مرعبة لحظةً أوشكت خلالها طائرة ذات محرك واحد من طراز "سيسينا" على الاصطدام بطائرة أخرى في الهواء تحمل ركاباً، من طراز بوينغ 757، وتابعة لشركة Delta، وذلك فوق مطار أورلاندو الدولي بأمريكا، في حادثةٍ وشيكة كادت أن تتسبب بقوع أعداد كبيرة من الضحايا حال تحطُّم الطائرتين.
مقطع الفيديو التُقط من داخل الطائرة "سيسينا" أظهر رد فعل الطيار سريع البديهة أثناء الأزمة، حيث اتخذ إجراءً سريعاً للمناورة بالارتفاع أعلى طائرة الركاب التي تقلع بسرعةٍ كبيرة، ليتجنب اصطداماً شبه مؤكد بفارق أمتار قليلة، وفقاً لما أوردته صحيفة Daily Mail البريطانية، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022.
روى الطيار مالك كلارك الواقعة المرعبة في مقابلةٍ أجراها مع قناة ABC News الأمريكية مؤخراً، حيث تحدث عن كيف اضطر لاتخاذ "إجراء مناورة" من أجل تجنب الطائرة الأضخم المحملة بالركاب، في واقعةٍ يجري التحقيق فيها بواسطة إدارة الطيران الفيدرالية.
كلار قال للقناة: "علمت أن الأمور لا تبدو صحيحة"، مشيراً إلى ملاحظته لطائرة الركاب وهي ترتفع سريعاً في الهواء باتجاه طائرته ذات المحرك الواحد يوم 17 أغسطس/آب 2022، مضيفاً: "فاتجهت يميناً على الفور وارتفعت بطائرتي بأقصى درجةٍ عمودية ممكنة، لأن معدل صعود طائرة شركة Delta أكبر بكثير من معدل صعود الطائرة التي كنت أحلق بها".
كانت سرعة بديهة كلارك نافعة؛ حيث أدت لتجنب الاصطدام بين الطائرتين بفارق نحو 150 متراً فقط، مما أنقذ حياة طاقم الطيران والركاب من اصطدام كاد أن يفتك بهم.
أضاف كلارك: "كنا سنشهد تصادماً في الهواء على الأرجح لولا المناورة المُراوِغة التي نفذتها".
كذلك أوضح كلارك أنه كان قد بدّل ترددات الراديو ولم يكن على اتصال بأبراج المراقبة الجوية عندما مرت طائرة الركاب أسفل طائرته، مما زاد الضغوطات على الطيار؛ لأن نجاة الطائرتين كانت متروكةً في يديه بنسبةٍ كبيرة.
نشر كلارك مقطع فيديو للواقعة على الشبكات الاجتماعية من داخل قُمرة قيادة الطائرة "سيسينا"، وظهرت خلاله طائرة الركاب وهي تحلق بخطورة في اتجاه الطائرة الصغيرة، التي لم تكن تحمل سوى كلارك آنذاك، وشاهد كلا الطيارين بعضهما البعض، ثم تحدثا إلى أبراج المراقبة الجوية بعد الواقعة مباشرة.
أبلغ كلاهما أنه رأى الآخر على مرمى بصره بحسب إدارة الطيران الفيدرالية، التي نشرت نسخةً من المراسلات بينهما وسط تحقيقها المستمر في أسباب الواقعة.