كشفت صحيفة The Financial Times البريطانية أنَّ مخترقين سيبرانيين أوكرانيين أنشأوا حسابات مزيفة لنساء جذابات لخداع الجنود الروس لإرسال صورٍ إليهم، ومن ثم استطاعوا تحديد أماكنها ونقلها إلى الجيش الأوكراني الذي قصفها بعد عدة أيام.
قال نيكيتا كنيش، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 30 عاماً من خاركيف، إنه أراد استخدام مهاراته في القرصنة السيبرانية لمساعدة بلاده عندما بدأ الهجوم الروسي في فبراير/شباط من هذا العام، وفق ما نقلته موقع Business Insider الأمريكي الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022.
كما أضاف نيكيتا كنيش لصحيفة The Financial Times البريطانية أنه جنّد مخترقين آخرين، وأسّس مجموعة تسمى Hackyourmom، التي تتكون الآن من 30 مخترقاً سيبرانياً من جميع أنحاء البلاد.
حسابات مزيفة لخداع الجنود الروس
في الشهر الماضي، قال كنيش إنهم خدعوا الجنود الروس في مدينة ميليتوبول، جنوب شرقي أوكرانيا، من خلال إنشاء حسابات مزيفة والتظاهر بأنهن نساء جذابات على العديد من الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك تيليغرام.
تابع كنيش لصحيفة The Financial Times أنَّ المخترقين تمكنوا من التعرف على الجنود الروس وإقناعهم في النهاية بإرسال صور لهم وهم على الجبهة. وقال كنيش: "الروس يرسلون الكثير من الحماقات إلى الفتيات لإثبات أنهم محاربون".
بمجرد أن أرسل الجنود الصور، عَرِف المخترقون أنها مأخوذة من قاعدة عسكرية روسية بعيدة بالقرب من ميليتوبول في جنوب أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة The Financial Times.
وفقاً لتصريحات كنيش لصحيفة The Financial Times، نقل المخترقون المعلومات عن الجنود الروس إلى الجيش الأوكراني، وبعد عدة أيام تعرضت القاعدة الروسية للهجوم.
بينما قال عضو آخر في فريق Hackyourmom، عُرِف فقط باسم مكسيم، لصحيفة The Financial Times: "كان أول ما خطر على ذهني هو أنني كفء، وأستطيع مساعدة بلدي. بعد ذلك، أدركت أنني أريد فعل المزيد من هذا؛ أريد العثور على المزيد من القواعد، مرة تلو الأخرى".
فيما ذكر موقع Pravda الأوكراني الإخباري على الإنترنت الشهر الماضي أنَّ انفجاراً وقع في قاعدة عسكرية روسية كبيرة في ميليتوبول، نقلاً عن رئيس بلدية المدينة إيفان فيدوروف.
بينما لم يتمكن موقع Business Insider من التحقق بشكل مستقل من صحة مزاعم المخترقين بأنَّ لهم يداً في الانفجار. وقالت صحيفة The Financial Times إنَّ المسؤولين الأوكرانيين رفضوا مناقشة دور المخترقين في الهجوم على تلك القاعدة العسكرية.
حرب إلكترونية غير مسبوقة
أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى اندلاع حرب إلكترونية غير مسبوقة؛ حيث شن قراصنة سيبرانيون من الجانبين هجمات.
في بداية الهجوم الروسي، طلب الوزير الرقمي الأوكراني من المدنيين ذوي "المواهب الرقمية" الانضمام إلى "جيش تكنولوجيا المعلومات" في البلاد.
خلال الاحتفالات العسكرية بيوم النصر الروسي في مايو/أيار، تعرضت القنوات التلفزيونية الروسية الكبرى للاختراق وعُرِض عليها رسائل مناهضة للحرب.
كما أوضح كنيش لصحيفة The Financial Times أنَّ فريقه شارك في عمليات اختراق أخرى، بما في ذلك تسريب قواعد بيانات المتعاقدين العسكريين الروس وخداع المحطات التلفزيونية الروسية لتشغيل مقاطع إخبارية عن الضحايا المدنيين الأوكرانيين.
كنيش قال أيضاً لصحيفة The Financial Times: "بالنسبة لي، أشعر أنني أقاتل. بدون نقود، وبدون أنظمة متطورة، وحتى بدون عمليات اختراق ذكية، يمكنك استخدام الحيل وشبكة الإنترنت المظلم ضد عدوك".