أجبرت الفيضانات التي شهدتها باكستان الأسابيع الماضية، السكان على استخدام القوارب الخشبية للتنقل، إذ أصبحت مدينة جوهي بمقاطعة السند من أكثر المدن تضرراً، حيث غمرتها المياه بشكل كامل وغرقت في شلل تام.
ورصدت فيديوهات اعتماد أهالي جوهي على القوارب الخشبية للانتقال في مختلف أنحاء المدينة، بدلاً من الحافلات التي اعتادوا استخدامها وغابت بعدما غمرت مياه الفيضانات المدينة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، الأحد 4 سبتمبر/أيلول 2022.
إذ يصف أحد سكان المدينة الأوضاع الحالية قائلاً: "انقطعت كل الطرق التي تربط المدينة بسائر الإقليم، ولم تعد هناك أي خدمات متوافرة بعد أن حاصر الماء كل شيء"، مشيراً إلى أن مهمة الحصول على الطعام أو بعض المستلزمات الأساسية أصبح صعباً للغاية، في ظل غياب المواصلات باستثناء القوارب الصغيرة.
فيما أوضح مواطن آخر أن الانتقال بالقوارب "مكلف للغاية"، مشيراً إلى أن الرحلة الواحدة تتكلف نحو 200 روبية باكستانية (0.91 دولار أمريكي)، وهو ما يزيد من صعوبة الحصول على الاحتياجات المختلفة.
وتعاني مناطق عدة في إقليم السند من محاصرة المياه لها، مما تسبب في انقطاع السبل بالعديد من المواطنين.
من جانبه، قال رئيس وزراء إقليم السند مراد علي شاه، خلال مؤتمر صحفي السبت، إن الإقليم شهد "أسوأ فيضانات وأكثرها تدميراً منذ عام 2010".
رئيس وزراء الإقليم أوضح أن 470 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، وأصيب 1074 في إقليم السند فقط، بالإضافة إلى نفوق 45 ألف رأس من الماشية، وتلف نحو 3.17 مليون فدان من الأراضي الزراعية المتضررة.
غرق ثلث باكستان
يأتي ذلك، فيما حذرت وكالات الإغاثة الإنسانية من أن مشاكل باكستان لم تنته بعد، لا سيّما أن البلاد تحتاج إلى مساعدات طويلة الأجل مع استمرار ارتفاع عدد الوفيات من جراء الفيضانات الكارثية.
في السياق، دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف المجتمع الدولي إلى المساعدة قدر الإمكان لتجاوز الكارثة التي تسببت في أضرار تزيد على 10 مليارات دولار للبنية التحتية والمنازل والمزارع.
والأسبوع الماضي، كشفت وزيرة شؤون المناخ في باكستان شيري رحمان أن "ثلث مساحة البلاد غرق بالكامل" في أعقاب الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد.
وأوضحت أن كل شيء "تحوّل إلى محيط واحد"، حيث لا يوجد أرض جافة لسحب المياه إليها.