التهاب الغدد الليمفاوية هو عدوى تصيب العقد الليمفية وتؤدي للشعور بالألم الشديد والتورُّم الملحوظ في الغدد.
وعادةً ما تحدث عدوى الغدد الليمفاوية بسبب بكتيريا أو فيروس أو فطريات في مكان آخر من الجسم، وتتفاقم إلى أن تصيب الغدد المتمركزة في العنق والرقبة.
يمكن أن ينتشر التهاب العقد الليمفاوية بسرعة إلى الغدد الأخرى في جميع أنحاء الجسم، ما يتطلب علاجاً سريعاً بالمضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات أو الأدوية المضادة للفطريات الموصوفة من الطبيب المتخصص.
أنواع التهاب العقد الليمفاوية
العقد الليمفاوية عبارة عن غدد على شكل الكلى، وهي جزء من الجهاز اللمفاوي في الجسم، وتُعد عبارة عن شبكة معقدة من الأعضاء والأوعية والغدد التي تمتد في جميع أنحاء الجسم.
تنتشر نحو 600 عقدة ليمفاوية في مجموعات بجميع أنحاء الجسم، وضمن ذلك تحت الذراعين بالإبطين، وفي الفخذ أو الأربية، وحول العنق والفك، وداخل الصدر وتجويف البطن.
أعراض التهاب الغدد الليمفاوية
يمكن أن تختلف أعراض التهاب العقد الليمفاوية اعتماداً على السبب الكامن وراء حدوث الالتهاب، ونسبة لنوع العقد المعنية التي أصيبت بالعدوى، وهي كما يلي بحسب موقع Hopkins Medicine للطب والأبحاث:
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- الشعور بالألم عند لمس الغدد.
- تغير نسيج الجلد المصاب، مثلما يحدث في حالة العقد المتصلبة أو العقد اللينة أو المتشابكة.
- كما قد تعاني الاحمرار أو الخطوط في الجلد الذي يغطي العقد المصابة.
- تصريف السوائل على الجلد، والصديد.
- الحُمى والارتفاع المستمر لدرجة حرارة الجسم.
- إذا تطور الأمر لخُرَّاج، فقد تشعر الغدة بأنها مطاطية أو طرية من القيح.
وعلى الرغم من وضوح تلك الأعراض فإن المصاب بالالتهاب في الغدد الليمفاوية قد يخلط بينها وبين الأمراض الأخرى، مثل التهابات اللوزتين الحادة، أو التهابات الحلق والبلعوم المصحوبة بالحمى.
لذلك من الضروري- إذا استمرت الأعراض لأكثر من 3 أيام متصلة- أن يتم استشارة الطبيب المتخصص؛ لمعرفة أسباب المرض الأصلي ووصف المضادات الحيوية اللازمة لعلاج المشكلة.
أسباب الإصابة بالتهاب الغدد الليمفاوية
تعتبر الغدد الليمفاوية جزءاً مهماً من جهاز المناعة، الذي يعمل على مكافحة مسببات الأمراض، حتى تتمكن خلايا الدم البيضاء المتخصصة (الخلايا الليمفاوية) من تدميرها.
تؤدي الالتهابات البكتيرية والفيروسية والفطرية إلى استجابة التهابية داخل العقدة الليمفاوية، مما يؤدي إلى اعتلال العقد الليمفاوية.
وبحسب موقع Very Well Health للصحة والطب، يمكن بعد ذلك أن تصاب الغدة نفسها بالعدوى وتنشر العدوى بجميع أنحاء الجهاز اللمفاوي في غضون ساعات.
تعد بكتيريا المكورات العقدية والمكورات العنقودية أكثر الأسباب شيوعاً لالتهاب الغدد الليمفاوية، على الرغم من أنها يمكن أن تحدث أيضاً بسبب الالتهابات الفيروسية مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والأمراض النادرة وضمن ذلك السل وحمى خدش القط (بارتونيلا).
كيف يتم تشخيص التهاب الغدد الليمفاوية؟
عادةً ما يقوم الطبيب بتشخيص التهاب العقد الليمفاوية من خلال الفحص البدني. إذ يلمس الطبيب المنطقة حول موقع العقد الليمفاوية المختلفة للتحقق من إصابتها بالتورم أو الحساسية.
قد يسألك أيضاً عن أي أعراض مرتبطة، مثل تلك المذكورة أعلاه.
قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء اختبارات الدم للتحقق من وجود عدوى. كما قد يطلب أيضاً اختبارات مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للبحث عن الأورام أو مصادر العدوى.
ونظراً إلى أن مجموعة كبيرة من الحالات يمكن أن تسبب التهاب العقد الليمفاوية، فقد يطلب طبيبك أخذ خزعة.
وخزعة العقدة الليمفاوية هي إجراء بسيط يقوم فيه الطبيب بإزالة عينة من النسيج الليمفاوي ليختبره أخصائي علم الأمراض ويفسر بنتائج المختبر الأسباب التي أدت إلى حدوث الالتهاب في المقام الأول.
غالباً ما تكون الخزعة هي الطريقة الأكثر ثقة لتحديد سبب حدوث التهاب العقد الليمفاوية.
كيف يتم علاج التهاب العقد الليمفاوية؟
يعتمد علاج التهاب العقد الليمفاوية على السبب الأصلي للحالة. في بعض الحالات، قد لا يكون العلاج ضرورياً.
على سبيل المثال، يشير موقع Healthline للصحة والطب إلى أنه من غير المرجح أن يوصى بالعلاج في الحالات التالية:
- للبالغين الأصحاء الذين بدأت أجسامهم بالفعل في التغلب على العدوى.
- للأطفال الذين يمكن أن تؤدي أجهزتهم المناعية النشطة إلى تورم متكرر.
أما إذا كان العلاج مطلوباً، فيمكن أن يختلف من العلاج الذاتي إلى الجراحة والعلاجات الأخرى.
العلاج الذاتي
من المرجح أن ينصح الطبيب باستخدام مسكن للألم لخفض الحمى، مثل عقاقير إيبوبروفين (بينها دواء أدفيل، وموترين)، جنباً إلى جنب مع استخدام الكمادات الدافئة.
المضادات الحيوية
في حالات أخرى، يمكن استخدام دورة من المضادات الحيوية؛ لمساعدة الجسم على مقاومة العدوى التي تسبب تورم الغدد الليمفاوية.
تصريف الخراج
إذا أصيبت العقدة الليمفاوية نفسها بالالتهاب الحاد المؤدي للصديد، فقد يتشكل خراج فيها. وعادةً ما ينخفض التورم بسرعة عندما يتم تصريف الخراج.
للقيام بذلك، سيقوم طبيبك أولاً بتخدير المنطقة. ثم يقوم بعمل قطع صغير يسمح بتصريف الصديد.
وبشكل عام، من الضروري مراجعة العيادات والمشافي المتخصصة في حال استمرت الأعراض الشديدة لمدة تزيد على 5 أيام على التوالي دون تحسُّن؛ منعاً لحدوث تداعيات أكثر خطورة على سلامة الجسم.