يعتبر جوزيف ميثني واحداً من بين أخطر السفاحين الذين مروا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يكن مغتصباً وقاتلاً متسلسلاً فقط، إنما كان آكلاً للحوم البشر.
كان ميثني يختار ضحاياه بعناية، ويقتلهم بطريقة بشعة بدم بارد، ووصل به الأمر أنه كان يبيع لحوم ضحاياه في سندوتشات برجر من أجل التخلص منها.
إدمانه على المخدرات قاده للتشرد
وُلد جوزيف ميثني سنة 1955 في ولاية ماريلاند الأمريكية، داخل أسرة بسيطة، تتكون من أب وأم وستة إخوة، وكان دائماً ما يتعرض للتعنيف من طرف والده عندما كان طفلاً.
توفي والده في حادث سير عندما كان في السادسة من عمره، وأصبحت والدته المعيل الوحيد للعائلة، إذ تنقلت للعمل في عدد كبير من المهن، فكانت غائبة بشكل مستمر عن المنزل.
انظم ميثني إلى الجيش الأمريكي سنة 1973، عندما كان يبلغ من العمر 18 سنة، وخلال فترة خدمته في الجيش بدأ ينجرف لإدمان الكحول والمخدرات.
وبعد انتهاء فترة خدمته في الجيش الأمريكي، عاش في مخيمات للمشترين، وكان ينفق جميع أمواله التي يجنيها خلال عمله في مصنع للرافعات الخشبية على الكحول والمخدرات.
قاتل متسلسل وآكل للحوم البشر
في بداية التسعينيات تحول ميثني من المدمن الذي هو عليه، إلى قاتل متسلسل، يختار ضحاياه من المشردين، والبغايا، اعتقاداً منه أن هذه الفئة من الناس ليس لها من يسأل عنها أو يهتم لغيابها، ولن يتم فتح تحقيق حول حالة اختفائها.
ففي سنة 1994 قتل سيدة أمريكية بطريقة بشعة، عن طريق فصل رأسها عن جسدها، ودفن جثتها في مكان عمله، ووضع رأسها في صندوق وألقاه في سلة مهملات بعد أن مارس عليه الجنس.
في السنة التي بعدها، اقترف ميثني عدداً أكبر من الجرائم، كان أولها قتل رجلين مشردين بفأس، كانا في شجار بين مجموعتين من المشردين، كما قام باستدراج اثنين من البغايا إلى المكان الذي يعيش فيه، وقتلهما خنقاً وطعناً، ثم قام بتقطيع جسديهما، وأكل لحميهما.
استمر ميثني في جرائمه البشعة، وقام باستدراج عدة نساء لاغتصابهن وقتلهن، ثم أكل لحومهن، فيما كان يقدم بقية لحوم ضحايا كوجبات عشاء لضيوفه، دون علمهم، أو في شطائر برجر كان يبيعها كأنها لحم خنزير، في عربة خاصة بالوجبات السريعة، التي افتتحها خصيصاً من أجل التخلص من لحوم ضحاياه.
حاول قتلها لكنها أدخلته السجن
بعد نفاد كمية اللحوم البشرية التي كان يبيعها لزبائنه، وفي سنة 1997 قام جوزيف ميثني باختطاف امرأة أخرى، وحاول قتلها بعد أن اعتدى عليها جنسياً، لكنها تمكنت من الهرب في غفلة منه، ولم يتمكن من اللحاق بها بسبب حجمه الضخم، ثم توجهت إلى الشرطة وأبلغت عنه.
تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على هذا المجرم المتسلسل، إذ حُكم عليه في البداية بالسجن 50 سنة، بتهمة الاختطاف والاعتداء الجنسي، فيما تمت تبرئته من تهمة محاولة القتل.
لكن الغريب أنه خلال جلسة النطق بالحكم، اعترف على نفسه بقتل عشر سيدات، وأنه كان مستمتعاً عند قيامه بهذه الجرائم البشعة، وأنه ليس نادماً على ما اقترفه، كما أنه لم يقدم أي عذر يبرر السبب وراء اقترافه هذه الجرائم.
بعد اعترافه، صدر في حقه الحكم بالإعدام سنة 1998، لكنه ألغي سنة 2000، وتم تعويضه بالسجن مدى الحياة، دون الحصول على حق الإفراج المشروط، بسبب عدم وجود أدلة كافية تفيد بارتكابه كل تلك الجرائم، وتم إثبات إرتكابه ثلاث جرائم فقط من أصل 10.
أخطر السفاحين
بعد انتشار خبر القبض عليه، والكشف عن بشاعة الجرائم التي ارتكبها في حق ضحاياه من النساء، أطلق الناس على ميثني لقب "The cannibal"، بمعنى آكل لحوم البشر، ووصفوه بأخطر السفاحين والقتلة المتسلسلين الذين عرفتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الخامس من أغسطس/آب سنة 2017، تم العثور على جوزيف ميثني ميتاً في زنزانته، عن عمر يناهز 62 سنة، وتم الإعلان عن أن وفاته كانت طبيعية.