نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، قوله إن طهران لن تقبل المطالب "المفرطة" للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
حسب الوكالة الإيرانية، نقلاً عن كمالوندي، فإن طهران تعتبر مطالب الوكالة الدولية مفرطة؛ لأن تنفيذها مستحيل بسبب العقوبات. "إذا رفعوا العقوبات، فإن إيران سترد بالمثل".
ولم يتضح ما إذا كان كمالوندي يشير إلى تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب رويترز.
تخصيب اليورانيوم بمحطة "نطنز" النووية
تأتي تصريحات المسؤول الإيراني، بعد يوم من تقرير "سري" صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الدول الأعضاء، الإثنين 29 أغسطس/آب، قال إن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بمحطة نطنز النووية، في وقت لا يزال فيه مصير إحياء الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى مبهماً.
وقال التقرير "السري" الذي نقلته "رويترز"، إن إيران استخدمت خلال التخصيب واحدة من 3 مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-6) التي ركبتها طهران في الآونة الأخيرة بمحطة التخصيب تحت الأرض في مدينة نطنز.
كما كشف أن إيران تستخدم سلسلة تضم ما يصل إلى 174 جهازاً لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء تصل إلى 5%.
وأضاف أنه من بين سلسلتي أجهزة (آي.آر-6) الأخريين في المحطة تحت الأرض، كانت إحداهما تخضع لـ"التخميل"، وهي عملية تسبق التخصيب، والأخرى لم تُغذَّ بعد بالمادة النووية.
إيران تخصب اليورانيوم
وفي 10 يوليو/تموز الماضي، أعلنت طهران رسمياً بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20%، وذلك باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في محطة "فوردو" النووية، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
في حين قال المتحدث الرسمي لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوند، إن اليورانيوم المخصب تم جمعه "لأول مرة" من أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز IR-6، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ذلك الحين، أنها تحققت من استخدام إيران نظاماً سمح لها بالتبديل "بسرعة وسهولة" بين مستويات التخصيب. كما وصف رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، نظام "الرؤوس الفرعية المعدلة" بأنه يسمح لإيران بضخ الغاز المخصب بنسبة تصل إلى 5% في جهاز طرد مركزي من طراز IR-6، لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة نقاء تصل إلى 20%.
وكانت إيران عطلت، مطلع يونيو/حزيران الماضي، عدداً من كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إحدى المنشآت لتخصيب اليورانيوم، ما أدى لردود فعل من قبل الوكالة الأممية.
مفاوضات إحياء الاتفاق النووي
من جانب آخر، تسعى إيران والولايات المتحدة للتوصل إلى حل يفضي إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بعد شهور من المحادثات التي نظمها الاتحاد الأوروبي، الذي قدَّم صيغة عرض "نهائي" للحل المتوقع الذي يشمل مطالب أمريكية وإيرانية.
ومنذ شهور يتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى، في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/أيار 2018.
في وقت سابق من أغسطس/آب 2022، قدّم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية "نهائياً"، داعياً طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر، إلى الرد عليه؛ أملاً في تتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف العام.
كانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت، الأربعاء 24 أغسطس/آب، تسلم الرد الأمريكي على مقترحاتها لحل القضايا العالقة في المفاوضات النووية، وقالت إن طهران بدأت "دراسة تفصيلية لملاحظات واشنطن".