طالبت السعودية السلطات اللبنانية، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، باعتقال وتسليم مواطن سعودي، هدَّد سفارة الرياض في بيروت، وتوعَّد بقتل "كل من فيها"، في حال أقدمت سلطات بلاده على فعل شيء بحق ذويه، وفق تسجيل صوتي انتشر قبل أسبوع.
وقال السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، إن المملكة تسعى إلى اعتقال مواطنها المُلاحَق وتسليمه إلى الرياض، داعياً السلطات اللبنانية المختصة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما يتعلق بالتهديدات الإرهابية.
وجاءت تصريحات البخاري عقب لقاء مع وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، والذي أمر منذ انتشار التسجيل الصوتي بفتح تحقيق في التهديدات الموجهة للسفارة السعودية.
وتقول قوات الأمن اللبنانية والسعودية، إن الشخص الذي يقف وراء التهديدات المسجلة منشق سعودي.
على صعيد آخر، دعا السفير السعودي قوات الأمن اللبنانية إلى مواصلة التصدي لعمليات تهريب المخدرات إلى السعودية، مشيراً إلى أن المملكة ضبطت 700 مليون حبة مخدرة، ومئات الكيلوغرامات من مخدر الحشيش، تم تهريبها من لبنان أو عن طريقه منذ عام 2015.
لبنان يفتح تحقيقاً
يُذكر أن تسجيلاً صوتياً انتشر الثلاثاء، 23 أغسطس/آب، لمواطن سعودي يقيم في لبنان، يُهدد سفارة بلاده في بيروت، ويتوعَّد بـ"إبادة كل من فيها"، وهو ما استدعى تحركاً لبنانياً وفتح تحقيقات.
وتوعَّد المواطن السعودي بلادَه بأنه إذا حدث أي شيء لأي فرد من عائلته "فلن يبقى أي موظف في السفارة السعودية على قيد الحياة"، مهدداً بأنه "سيُبيد كلَّ من في السفارة السعودية، وكل من له صلة بها"، حسب التسجيل.
بدورها، سارعت الداخلية اللبنانية إلى التحرك للتحقيق في الأمر، بينما قال الوزير مولوي إن الأمر الذي أصدره جاء انطلاقاً من حرصه على مصلحة لبنان وأمنه، وعلاقاته الطيبة "مع الدول الشقيقة"، خصوصاً السعودية.
في السياق، قال بيان وزارة الداخلية اللبنانية، إن الرجل "يدعى علي بن هاشم بن سلمان الحاجي، وهو سعودي ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم إرهاب".
أقل من عام على الأزمة الدبلوماسية
يأتي ذلك بعد أقل من عام على أزمة دبلوماسية عصفت بالعلاقات بين الرياض وبيروت، إثر تصريحات هاجمت موقف السعودية في اليمن والحرب الدائرة هناك، على لسان وزير الإعلام السابق جورج قرداحي.
وتدنَّت العلاقات بشدة، العام الماضي، عندما حظرت السعودية استيراد السلع اللبنانية، بسبب مخاوف من تهريب المخدرات، ثم استدعت سفيرها بعد تصريحات تتضمن انتقادات من وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، المؤيد لحزب الله.
وعاد السفير في وقت سابق من هذا العام، وتعهدت السعودية منذ ذلك الحين بتقديم دعم مالي محدود للقطاع الصحي في لبنان، جنباً إلى جنب مع فرنسا، التي قادت الجهود الدولية لإعادة التواصل السعودي مع لبنان.