دعت مصر والجزائر والجامعة العربية، الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، العراقيين إلى تغليب لغة الحوار من أجل تجاوز الأزمة السياسية الراهنة، مع تحذير من انزلاق البلاد إلى "مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء".
يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر في العاصمة بغداد، بسبب احتجاجات أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، واقتحامهم المنطقة الخضراء في وقت سابق من الإثنين، وصولاً إلى القصر الجمهوري.
تزامن ذلك مع اشتباكات اندلعت بين أنصار مقتدى الصدر وجماعات مدعومة من إيران في العاصمة بغداد، تخللها إطلاق رصاص في الهواء، وسماع دوي إطلاق نار كثيف من قلب عناصر الأمن، حسب وكالة رويترز.
السيسي يهاتف برهم صالح
من جانبه، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره العراقي برهم صالح، أكد فيه "دعم جمهورية مصر العربية لأمن واستقرار وسلامة الشعب العراقي"، بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وأعرب السيسي عن "أمله في تجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار وبما يحقق الاستقرار والأمن والرخاء للعراقيين".
فيما قالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان: "نتابع ببالغ القلق تطورات الأوضاع في هذا البلد الشقيق (العراق) في ضوء مستجدات الأزمة السياسية وما انجر عنها مؤخراً من مظاهر خطيرة للعنف".
ودعت الخارجية الجزائرية جميع الأطراف إلى "تفضيل لغة الحوار وتغليب المصلحة العليا للبلاد؛ حفاظاً على الأرواح والممتلكات"، معربة عن أملها "أن يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز المرحلة الراهنة واستعادة أمنه واستقراره بتضافر وتوحد جهود جميع أبنائه".
الكويت تدعو مواطنيها لمغادرة العراق
في السياق، قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية (تضم 22 دولة) جمال رشدي، في بيان، إن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، "يدعو جميع الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة الوطنية على أية اعتبارات أخرى، لتجاوز الوضع الراهن الذي يمثل خطورة على استقرار البلاد".
كما حذّر أبو الغيط من "انزلاق الوضع في العراق إلى مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء"، مشدداً على "ضرورة ضبط النفس وتوجيه جموع المتظاهرين من مختلف المجموعات بالابتعاد عن كافة المظاهر المسلحة، وتفادي إراقة الدماء"، وفق البيان.
من جانب آخر، دعت سفارة الكويت في بغداد مواطنيها الراغبين في السفر للعراق إلى تأجيل سفرهم؛ نظراً إلى الأوضاع التي يشهدها حالياً. وحثت السفارة المواطنين الكويتيين الموجودين حالياً في العراق على مغادرته والتواصل معها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.
تحذيرات دولية
على الصعيد الدولي، حذّرت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأمم المتحدة، الإثنين، من خطورة التطورات الراهنة في العراق، ودعت المحتجين إلى احترام مؤسسات الدولة وحثت القوى السياسية على التهدئة والحوار لحل الخلافات، بحسب بيانات.
في السياق ذاته، قالت السفارة الإيرانية في بغداد، عبر تويتر، إنها "تطلب من جميع الزوار والمواطنين الإيرانيين الموجودين في مدن العتبات المقدسة، منها كربلاء المعلى والنجف الأشرف، الامتناع عن التنقل والسفر، خاصة إلى بغداد والكاظمية والسامراء حتى إشعار آخر، بسبب حظر التجول الشامل في جميع محافظات العراق".
ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاماً ما زال متواصلاً داخل المنطقة الخضراء، رفضاً لترشيح "الإطار التنسيقي" محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لاسيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
مقتدى الصدر يعتزل العمل السياسي
يشار إلى أن مقتدى الصدر اقترح، السبت 27 أغسطس/آب الحالي، تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة السياسية الممتدة منذ 10 أشهر، لكن دون استجابة من بقية القوى العراقية.
والإثنين، أعلن الصدر اعتزاله العمل السياسي، ورفضاً لهذا الإعلان اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد، ثم أطلقت قوات الأمن النار بكثافة وأبعدتهم عن محيط القصر.
كما أفاد شهود عيان بتبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري (شيعي) وخصومهم في تحالف قوى "الإطار التنسيقي" (شيعي) الموالي لإيران، حسب الأناضول.
ولاحقاً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، فرض حظر تجوال شامل بجميع المحافظات اعتباراً من الساعة السابعة مساء الإثنين (17:00 ت.غ) إلى إشعار آخر.