تمكنت قوات الأمن العراقية، الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، من إبعاد المتظاهرين من أنصار مقتدى الصدر عن محيط القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، بعد إطلاق نار كثيف في المنطقة.
وذكر موقع "بغداد توداي" المحلي أن قوات الأمن أطلقت الرصاص لتفريق المتظاهرين قرب القصر الحكومي (مقر الحكومة). فيما أفاد موقع قناة "الجزيرة" بأن قوات الأمن تمكنت من إخراج المتظاهرين من القصر الحكومي وسيطرت عليه بالكامل.
اشتباكات في العاصمة بغداد
يأتي ذلك بينما اندلعت اشتباكات بين أنصار مقتدى الصدر وجماعات مدعومة من إيران في العاصمة بغداد، تخللها إطلاق رصاص في الهواء، وسماع دوي إطلاق نار، وسط أنباء عن إصابات، حسب وكالة رويترز.
حسب المصدر ذاته، فإن عشرات من الشباب الموالين للصدر اشتبكوا مع أنصار جماعات مدعومة من إيران، خارج المنطقة الخضراء بوسط بغداد التي تضم مجمعات حكومية وسفارات، وتبادلوا الرشق بالحجارة.
بينما نقلت وكالة رويترز، عن مصادر في الشرطة ومسعفين، أن شخصين قُتلا، بينما أصيب 19 آخرون في الاشتباكات.
وكانت حشود من أنصار التيار الصدري قد توافدوا في وقت مبكر من الإثنين، واقتحم العشرات منهم المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد وصولاً إلى القصر الجمهوري.
مقتدى الصدر يعتزل الحياة السياسية
يأتي ذلك عقب إعلان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، الإثنين 29 أغسطس/آب، اعتزاله النهائي للحياة السياسية، وإغلاق مؤسساته وصفحاته على وسائل التواصل، إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر.
وفي وقت سابق من الإثنين، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إن "اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية يؤشران لخطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية".
وتابع: "ندعو سماحة السيد مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري)، الذي لطالما دعم الدولة وأكد الحرص على هيبتها واحترام القوى الأمنية، إلى المساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية".
وكان الكاظمي أعلن تعليق أعمال الحكومة حتى إشعار آخر، بعد اقتحام المتظاهرين القصر الجمهوري وسط بغداد، وذلك بعد إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي، حسب وسائل إعلام محلية.
حظر تجوال شامل
كما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق حظر تجوال شاملاً في العاصمة، مشيرة في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إلى أنه "تقرر فرض حظر التجول الشامل في العاصمة بغداد، ويشمل العجلات (السيارات) والمواطنين".
والسبت 27 أغسطس/آب، اقترح الصدر تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة في البلاد، حسب بيان نقله عنه صالح محمد العراقي المعروف بـ"وزير الصدر".
ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاماً ما زال متواصلاً داخل المنطقة الخضراء، رفضاً لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.