كشفت وكالة "Bloomberg" الأمريكية أن إيران تملك نحو 93 مليون برميل من النفط الإيراني الخام والمكثفات على متن سفن جاهزة للتصدير حال رفع العقوبات عنها، بعد التقارير الأخيرة التي تفيد بقرب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين طهران والقوى الغربية.
الوكالة الأمريكية أوضحت في تقرير نشرته الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، أن التقدم نحو التوصل إلى اتفاق نووي إيراني، سلط الضوء على مخزون كبير من النفط الخام في حوزة طهران يمكن إرساله بسرعة إلى المشترين في حالة التوصل إلى اتفاق.
النفط الإيراني جاهز للتصدير
وفقاً لشركة تتبع السفن "كبلر"، فإن الناقلات التي تحمل النفط الإيراني موجودة في الخليج العربي وقبالة سنغافورة وبالقرب من الصين.
قال جون دريسكول، كبير الاستراتيجيين في شركة "جيه تي دي" لخدمات الطاقة: "أنشأت إيران أسطولاً ضخماً من البضائع يمكن أن يضرب السوق قريباً".
مع ذلك، قد يستغرق الأمر "بعض الوقت" لتسوية مشكلات التأمين والشحن، بالإضافة إلى المبيعات الفورية والمحددة بعد العقوبات، على حد قول دريسكول.
تأتي إعادة الدخول الكاملة المحتملة لإيران إلى سوق النفط الخام العالمي، مع احتمال رفع العقوبات الأميركية في لحظة معقدة بالنسبة لتجار النفط.
بينما يتلاعب المستثمرون بالعد التنازلي نحو قيود الاتحاد الأوروبي الأكثر صرامة على تدفقات الخام الروسي اعتباراً من ديسمبر/كانون الأول المقبل كجزء من عزل روسيا عقب غزوها أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، سينتهي البيع الضخم لإدارة بايدن من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
تأثير عودة إيران على أسواق النفط
أثرت عودة النفط الإيراني المحتملة إلى أسواق النفط العالمية- سواء من أحجام التخزين العائمة أو على المدى الطويل- على أسعار العقود الآجلة في الأسابيع الأخيرة.
أتاح اتفاق العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا)، رفع عقوبات دولية كانت مفروضة على طهران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها وعدم تطويرها سلاحاً ذرياً، وهو ما نفت مراراً السعي إلى تحقيقه.
إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه في 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية على طهران.
بينما دفعت إيران اعتباراً من العام التالي، للتراجع عن التزامات أساسية في الاتفاق وتسريع وتيرة برنامجها النووي خصوصاً لجهة تخصيب اليورانيوم.
لكن جو بايدن الذي خلف ترامب في الرئاسة الأمريكية، أبدى عزمه إعادة بلاده إلى متن الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها.
يقارن مخزون النفط الخام الإيراني في الخارج بمتوسط الإمداد العالمي اليومي هذا العام بحوالي 100 مليون برميل يومياً، وفقاً لتقدير من وكالة الطاقة الدولية.
في الولايات المتحدة، أطلق الرئيس جو بايدن، حوالي 180 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي على مدى ستة أشهر.
تدفق النفط الإيراني قد يبدأ عام 2023
بعد إبرام أي صفقة، ستسعى إيران إلى إعادة بناء الإنتاج وزيادة المبيعات الخارجية بشكل سريع.
مع ذلك، قال بنك "غولدمان ساكس" إنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والقوى العالمية خلال الوقت القريب، مشيراً إلى أنه حال إقرار اتفاق فإن التدفق الإضافي للنفط في الأسواق لن يبدأ قبل عام 2023.
قال دريسكول إنه في حين أن إيران قد تهدف إلى ملء الفراغ الذي خلفته روسيا في أوروبا، وتحديداً في إسبانيا وإيطاليا واليونان وحتى تركيا، فإن طهران ستحاول أيضاً استعادة حصتها في السوق الآسيوية الثمينة، حتى لو تطلب الأمر تحسين الشروط.
كما أظهرت بيانات "كبلر" أن أوروبا استهلكت في عامي 2017 و2018 ما معدله 748 ألف برميل و528 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني على التوالي عندما كانت طهران حاضرة في الأسواق الدولية قبل إعادة ترامب العقوبات عليها، بينما استهلكت آسيا 1.2 مليون وما يقرب من مليون برميل يومياً.
أضاف دريسكول: "من الطبيعي أن ترغب إيران في إمداد أوروبا أولاً لملء الفراغ الذي خلفته عقوبات ما بعد الغزو ضد روسيا. لكن على المدى الطويل، سوف يتطلعون إلى وضع براميلهم في إطار صفقات طويلة الأجل في آسيا".