“صرنا نخاف على أنفسنا من وطننا”.. تضامن واسع مع كاتب أردني اعتقل على خلفية انتقاده الملك ورحلاته

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/28 الساعة 17:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/29 الساعة 19:17 بتوقيت غرينتش
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني - رويترز

تداول ناشطون في الأردن وسم "الحرية للكاتب عدنان الروسان" بشكل كثيف يوم الأحد 28 أغسطس/آب 2022، وذلك في حملة تضامنية مع الكاتب الذي اعتقلته السلطات الأردنية قبل أسبوعين، على خلفية مقالات كتبها ونشرها على "فيسبوك". 

حيث طالب عدد من الناشطين والصحافيين بالإفراج عن الروسان، مؤكدين أن "الكلمة ليست جريمة" وأن "من حق الجميع التعبير عن رأيه". 

من جانبه، قال الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي: "منذ 18 عاماً وأنا كاتب صحافي، لم أشعر بالخطر أو الخوف أو التضييق كما أشعر به هذه الأيام، لست خائفاً على نفسي بل على وطني، وحزين على  مكتسباتنا من الحرية التي كنا نتغنى بها". 

كما أضاف الزعبي في تغريدة لاحقة: "من يخاف على البلد يعتقل، من يسدي النصيحة يعتقل.. من يصرخ ألماً يعتقل.. في الدول الراسخة، يبحثون عمن هو مثل أ.عدنان الروسان، صوت حكمة، غيرة وطنية، رؤية سديدة ليقيموا المسيرة والمسار".  

أما الصحافي باسل الرفايعة فكتب "لدى السلطة نزقٌ عالٍ جداً في اعتقال أصحاب الرأي، والتضييق عليهم في السفر والعمل والحياة. النزق نفسه يتحوّل إلى "طولة بال" حينما يتعلق الأمر باللصوص والفاسدين والهَمَل".  

وقال المغرد فراس صمدي في التضامن مع الروسان إن " سياسة حجز الحرية بالاعتقال أو التوقيف تحت أي مبرر كان، مرفوضة ما لم يكن السبب جُرمياً، أو إرهابياً يهدد السلم المجتمعي".  

وتصدر وسم التضامن مع الكاتب عدنان الروسان بين أكثر الوسوم تصدراً في الأردن خلال مساء السبت والأحد. 

اعتقال الكاتب الروسان 

وأوقفت السلطات الأردنية الكاتب السياسي عدنان الروسان، الإثنين، لمدة أسبوع، وذلك بتهمة "مخالفته" قانون الجرائم الإلكترونية، بحسب ما قالت مواقع أردنية محلية

والروسان كاتب سياسي معارض، نشط على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، وينتقد النظام ونهج الحكومة السياسي والاقتصادي في إدارة البلاد. 

ذكر مصدر رسمي لمواقع محلية أن السبب القانوني وراء توقيف الكاتب السياسي عدنان الروسان هو "مقالاته التي ينشرها"، واصفاً المقالات بأنها "مسيئة للنهج والنسيج الوطني ولمؤسسات الدولة، وتماسك المجتمع الأردني".

عقدت محكمة صلح جزاء عمان، الأحد، جلسة للنظر في الدعوى التي حركتها النيابة العامة ضد الكاتب عدنان الروسان واتهمته بذم هيئة رسمية، وإذاعة أنباء كاذبة ومبالغ فيها؛ من شأنها النيل من هيبة الدولة أو مكانتها، جنحة الكتابة التي يقصد منها إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية. 

وقدم فريق الدفاع للمحكمة طلباً لإخلاء سبيل الكاتب الروسان ولكن المحكمة قررت رفض الطلب.

مقالات تسببت باعتقاله 

يحاكم الروسان، بحسب محاميه، على خلفية مقالين: الأول نشر في 23 يوليو/تموز 2022، على صفحته في موقع فيسبوك بعنوان "كثير النط قليل الصيد.. اقعد في بلدك فالرطل بمحله قنطار". وانتقد فيه رحلات الملك عبد الله الثاني، قائلاً إن "هذه النطنطة السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي لا تفيد أحداً، وزيارات الملك عبد الله الثاني المكوكية التي لا تنتهي لدول العالم باتت مدعاة للسخرية".

الروسان نشر المقال الثاني في 30 يوليو/تموز، بعنوان "عشائر أردنية تستعد لإعلان موقفها مما يجري في الوطن". 

قال فيه:  "الأولى أن يقيم الملك عبد الله الثاني في الأردن سنة واحدة دون سفرات ومهرجانات ومؤتمرات.. اقعد يا زلمة ببلدك وانتبه لمشاكل الوطن والعشائر التي استقبلتكم وآوتكم ونصرتكم".

وأشار إلى أن العشائر "اليوم تذبح من الوريد إلى الوريد جوعاً وعطشاً.. هذه العشائر ستتحرك لأخذ حقوقها بيدها وقريباً إن شاء الله، إذا لم تجد منك أذناً مصغية".

أضاف أن "الملك عبد الله الثاني يعرف أنه يوظف أبناء تلك الشلة وبناتهم وأحفادهم ويغدق عليهم من الخيرات والأموال من جيوبنا وليس من جيبه، بينما أولادنا لا يجدون عملاً ووظيفة".

كان الروسان يتوقع أمر اعتقاله، فقد كتب في أحد منشوراته على فيسبوك الشهر الماضي: "يتصل الكثير من الأصدقاء والمحبين منبهين إلى أن مقالاتي سقفها عال وقد تزعج المسؤولين والمتلقين في النظام السياسي، وقد يدبرون لي أمراً بليل، وأعلم أن من يتصل إما صديق عزيز أو خائف عليّ من غوائل الدهر نتيجة هذه الكتابات".

أضاف: "يفزعني أمر إلى أين وصلنا، صرنا نخاف على أنفسنا من وطننا، ونظن أن علينا أن نقبل من الغنيمة بالإياب، علينا أن نسكت حتى لا نسجن أو نموت بطريقة غامضة أو يحدث لنا ما لا نقدر عليه، وهنا أريد أن أوضح أموراً في غاية الأهمية للأصدقاء والأحباب الخائفين علي مما أكتب".

تحميل المزيد