قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره السبت، 27 أغسطس/آب 2022، إن أكثر من 700 طالب لجوء يعيشون في العراء منذ عدة أيام خارج مركز اللجوء الرئيسي في هولندا، حيث دفعت الظروف القاسية منظمة أطباء بلا حدود إلى الانتشار في الموقع لأول مرة.
فعند الوصول إلى المرفق الواقع في بلدة تير أبيل الشمالية، يقابل طالبو اللجوء طوابير طويلة من الأشخاص الذين ينتظرون النظر في طلباتهم، بينما يكافح الموظفون للتعامل مع عدد المتقدمين.
النوم في أرض موحلة
يقول الناس إنهم أُجبِروا على النوم على أرض موحلة، لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مأوى آمن بسبب الاكتظاظ. وتأتي مجموعة طالبي اللجوء هذه من سوريا ونيجيريا وفلسطين والمغرب وإريتريا وتونس من بين دول أخرى.
في حين وصفت منظمة أطباء بلا حدود الظروف التي يعانيها طالبو اللجوء بأنها "غير إنسانية"، مضيفة أنه لم تكن هناك حمامات ولا مراحيض نظيفة.
حيث قالت مديرة منظمة أطباء بلا حدود، جوديث سارغنتيني، يوم الجمعة، 26 أغسطس/آب 2022: "الأشخاص الأصحاء سيصبحون غير أصحاء هنا".
كذلك فقد دعا أحد طالبي اللجوء السلطات الهولندية بالسماح لمن لديهم عائلات في البلاد بالبقاء معهم أثناء النظر في طلبات اللجوء الخاصة بهم.
حيث قال أحد طالبي اللجوء: "ليس لدينا مساحة للنوم… لماذا لا يأخذون عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف الخاصة بنا، ويتصلون بنا عندما يكونون مستعدين لاستكمال الإجراءات؟".
دعاوى قضائية
يُذكر أنه في 1 أغسطس/آب 2022، رفع المجلس الهولندي للاجئين دعوى قضائية ضد الحكومة، قائلاً إنَّ الظروف اللاإنسانية في الملجأ ترقى إلى حد انتهاك القانون الأوروبي.
في حين يطالب المجلس، الذي من المقرر النظر في قضيته، في 15 سبتمبر/أيلول 2022، بتحسين الظروف بحلول 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بما في ذلك الوصول إلى المياه النظيفة، والاستحمام، والخصوصية، والغذاء الكافي، والرعاية الصحية.
قال أحد طالبي اللجوء لموقع Middle East Eye البريطاني: "بعضنا مكتئب، لا نتوقع من النساء والأطفال التكيف مع مثل هذا الوضع، هذا غير مقبول".
من جانبها قالت الحكومة الهولندية، يوم الجمعة 26 أغسطس/آب 2022، إنها ستعالج الوضع في ملجأ تير أبيل، من خلال زيادة السعة، وأمر السلطات الإقليمية بقبول المزيد من اللاجئين.
جاء هذا الإعلان بعد يوم من فتح الحكومة تحقيقاً في وفاة رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر "لأسباب غير معروفة"، في صالة للألعاب الرياضية، تُستخدَم كمأوى مؤقت للقادمين الجدد الذين ليس لديهم مكان آخر للنوم.
نفاد أدوية اللاجئين
في حين قالت الممرضة والقابلة في منظمة أطباء بلا حدود، روث كوفمان، لموقع Middle East Eye، إنَّ العديد من الأشخاص في تير أبيل نفدت لديهم الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.
فيما كشفت كوفمان: "اضطررنا إلى إرسال ثلاثة أشخاص إلى المستشفى بواسطة سيارات الإسعاف بسبب أمراض القلب والسكري". وأضافت: "لدينا الكثير من الأشخاص الذين أُصيبوا بالتهابات جلدية جرّاء التواجد في الخارج، بجانب الجروح الملوثة، والتهاب الجهاز التنفسي، ومشكلات الجهاز الهضمي".
كذلك فقد سبق أن قال طالبو اللجوء لموقع Middle East Eye، إنَّ الظروف تزداد سوءاً، لأنَّ الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء، التي تشرف على الملاجئ، قد أخّرت بدء إجراءات طلبات اللجوء الخاصة بهم، وتركتهم في العراء.
من ناحية أخرى، قال متحدث باسم الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء، إنَّ النظام كان غارقاً تحت وطأة عدد الوافدين. بينما قال أحد طالبي اللجوء: "لم يكن هناك شخص واحد لم يستغلنا طوال العملية". وأضاف اللاجئ: "لا نريد أموالاً، نريد فقط النوم".