عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 23 أغسطس/آب 2022، لقاء ثنائياً مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في العاصمة أنقرة، وقال إن تركيا ترفض "أي تغيير" في وضع القدس والمسجد الأقصى، مؤكداً أن العلاقات مع إسرائيل لن تقلل من دعمنا للقضية الفلسطينية.
عقب اللقاء عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً، عبر خلاله أردوغان عن "سعادته" باستضافة عباس في أنقرة، بينما توجه الرئيس الفلسطيني بالشكر إلى تركيا ومؤسساتها على دعم فلسطين.
كان عباس قد وصل العاصمة أنقرة، الإثنين 22 أغسطس/آب، في زيارة تستمر 3 أيام، لإجراء لقاءات مع المسؤولين الأتراك، مع وفد مرافق له، كان في استقبالهم نائب والي أنقرة مراد صويلو، والسفير الفلسطيني لدى تركيا فائد مصطفى.
واستقبل أردوغان نظيره الفلسطيني بمراسم رسمية، وعقب عزف النشيد الوطني للبلدين واستعراض حرس الشرف، التقط الزعيمان صوراً تذكارية أمام علمي تركيا وفلسطين.
"لفلسطين مكانة استثنائية في قلوب الأتراك"
في السياق، أوضح أردوغان أنه بحث مع عباس والوفد المرافق "سبل تعزيز العلاقات التركية الفلسطينية بشكل أكبر"، منوهاً إلى أن "لفلسطين مكانة استثنائية في قلوب أفراد الشعب التركي، وأن تركيا مستمرة في تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعم قضيته بأقوى صورة".
ولفت أردوغان إلى أن "تركيا التي اعترفت بدولة فلسطين منذ لحظة إعلانها، تدافع عن حل الدولتين في مختلف المحافل"، مشيراً إلى تنديد تركيا بشكل صريح بالهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة مدنيين في قطاع غزة مؤخراً.
وفي السياق، ذكّر أردوغان بأن تركيا أحضرت طفلين مصابين في الهجمات الأخيرة على غزة إلى تركيا برفقة والديهما، لتلقي العلاج، عبر طائرة إسعاف، حيث تم نقلهما إلى المدينة الطبية في أنقرة.
وترحم أردوغان على الفلسطينيين الذين استشهدوا في الهجمات الأخيرة، وتقدم بالتعازي لذويهم، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وأضاف: "لا نقبل أبداً أي أعمال تهدف إلى تغيير وضع القدس والمسجد الأقصى، وأبلغنا الجانب الإسرائيلي بموقفنا الثابت وتطلعاتنا بهذا الخصوص بكل وضوح وبشكل مباشر".
وقال أردوغان: "الخطوات التي نقدم عليها في علاقاتنا مع إسرائيل لن تقلل من دعمنا للقضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال.. بل على العكس، هذه الخطوات ستسهم في حل القضية الفلسطينية وتحسين وضع الشعب الفلسطيني، وهذا ما يقوله أشقاؤنا الفلسطينيون أيضاً".
من ناحية أخرى، لفت الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تتابع عن كثب مساعي تحقيق وحدة الصف والمصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، معرباً عن استعداد أنقرة لتقديم كافة أشكال الدعم في هذا الإطار.
"صاحب خبرة وحكمة"
بدوره، أوضح عباس أنه يلتقي أردوغان مجدداً "لبحث سبل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين"، وإطلاعه على آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية.
كما وصف أردوغان بأنه "صاحب خبرة وحكمة"، مضيفاً أنه حينما يلتقيه يكون اللقاء "فرصة أيضاً للتشاور وتبادل الرأي بشكل أخوي".
وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه بحث مع نظيره التركي مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية والدور المهم الذي تقوم به تركيا في مجال الأمن الغذائي العالمي، وجهود تحقيق الاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.
وأضاف: "نسعى في كل لقاء مع فخامة الرئيس لنقل العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، لآفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات".
دعوة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
في السياق، أشار عباس إلى أنه أطلع نظيره التركي على الأوضاع الصعبة في فلسطين، وأكد له عدم القبول "باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وأضاف: "لا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي، والتوقف أيضاً عن الاستيطان، وعنف المستوطنين وجرائم القتل وهدم المنازل والمدارس والمنشآت في أرضنا الفلسطينية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة".
وتابع: "تتصورون أن إسرائيل تحتجز جثامين الفلسطينيين" متسائلاً: "هي تعاقب مَن؟ الجثامين أم أهل الشهداء؟". بينما دعا إلى "وقف الاعتداءات (الإسرائيلية) على أهلنا في مدينة القدس الشرقية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وكذلك الاعتداء على المناهج المدرسية ومحاولات تهويدها".
وأردف أن "ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع".
كذلك أكد عباس أنه "لا يمكن السكوت عن هذه الممارسات الإجرامية التي يجب أن تتوقف جميعها قبل فوات الأوان".
والخميس الماضي، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية مقار 7 مؤسسات فلسطينية في مدينتي رام الله والبيرة وأغلقتها، وزعمت أن المنظمات تعد "واجهة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وسط تنديد دولي.