توصَّل العالم التركي البارز المتحصل على جائزة نوبل للكيمياء، عزيز سنجار، إلى حل يشكل بارقة أمل لمرضى سرطان الدماغ، بعد اكتشافه تأثير جُزيء يمكن أن يسهم في علاج أورام الدماغ بلا إضرار بالخلايا العصبية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام تركية، الإثنين 22 أغسطس/آب 2022.
موقع "تي ري تي عربي" أوضح أن سنجار المقيم في أمريكا عمل لسنوات في البحث عن علاج لإصلاح الخلل في الحمض النووي الذي يصيب مرضى سرطان الدماغ، فأظهرت دراسة علمية أشرف عليها أن الجزيء المسمى EdU يمكن استخدامه لعلاج أورام المخ بلا إضرار بالخلايا العصبية.
كما أشار عزيز سنجار في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن الدراسة تشكل بارقة أمل كبرى لتقديم علاج لمرضى سرطان الدماغ؛ إذ ستفتح الباب لتطوير عقاقير تقتل الورم بلا إتلاف للخلايا العصبية لدى المرضى.
تعد الدراسة المنتظر نشرها في العدد الأول من مجلة PNAS، وهي من أهم المنشورات العلمية في أمريكا، بصيص أمل مهماً لورم في المخ يسمى الورم الأرومي الدبقي الذي يصعب علاجه.
بينما لفت عزيز سنجار إلى أن جُزَيْء EdU كان يتصرف كما لو أن DNA قد تضرر في الحمض النووي السليم ويفعِّل آلية الإصلاح، معرباً عن دهشته من تأثير الجزيء على الخلايا.
تابع قائلاً: "وضعنا جُزَيْء EdU وسط خلايا سليمة جرت تغذيتها، ورأينا أنه من خلال تنشيط آلية إصلاح الخلية، فإن هذا الجزيء يُقطع من دون توقف.
عندما يجري تحرير الجزيء الذي جرت إزالته فإنه يدخل الجينوم مرة أخرى، وتقطعه الخلية مرة أخرى، وتستمر الدورة العمياء. في النهاية تموت الخلية التي لا تستطيع التعامل مع EdU (موت الخلايا المبرمج)".
كما نوَّه عزيز سنجار بأنه في السابق كان من المعروف أن جُزَيْء EdU متوسط السمية، لكن آلية تأثيره كانت لغزاً، ورغم وجود دليل على قتله الخلايا السرطانية لم يتابع أحد هذه النتائج.
تعد أورام الدماغ التي تسمى الورم الأرومي الدبقي واحداً من أكثر الأورام عدوانية، إذ إن متوسط عمر المريض المصاب بالورم الأرومي الدبقي هو 15 شهراً رغم العلاج.
حيث تبلغ نسبة الإصابة بالمرض نحو 1 من كل 100 ألف شخص، لكنها ارتفعت مؤخراً لتصل إلى 3.25 في 100 ألف، وتعد شيخوخة السكان وتلوث الهواء والتعرض للمعادن الثقيلة وتطور إمكانيات التشخيص مقارنة بالماضي عوامل مؤثرة في ارتفاع نسبة الإصابة.