كشف تقرير للكونغرس الأمريكي أعده النائب مايكل ماكول، أن نحو 3 آلاف عنصر من قوات الأمن الأفغانية من بينهم ضباط مدربون على يد الولايات المتحدة؛ اضطروا للفرار إلى إيران، حسبما نقلته مجلة Foreign Policy الأمريكية، الإثنين 15 أغسطس/آب 2022.
التقرير قال إن من بين الضباط الأفغانيين الفارين إلى إيران، ضباطاً رفيعي المستوى، وعدداً من ضباط القوات الخاصة الذين دربهم الجيش الأمريكي، وهو ما قد ينتج عنه وقوع أسرار حساسة في يد "العدو اللدود" لأمريكا في الشرق الأوسط.
بعد انهيار الحكومة الأفغانية في أغسطس/آب العام الماضي، هرب آلاف الجنود الأفغان خارج البلاد التي سيطرت عليها جماعة طالبان بعد عقدين من حروب متواصلة مع القوات الأمريكية وحلفائها.
لكن هذه المعلومات ليست سوى جزء من التقرير المكون من 120 صفحة، ومن المقرر نشره كاملاً في وقت لاحق الثلاثاء.
قد يفشون معلومات حساسة للجيش الأمريكي
حسب مجلة فورين بوليسي، فإن التقرير خلص إلى أنه في الجهود الأمريكية الرامية لإجلاء الأفغان الذين ساعدوا الحكومة الأمريكية بأمان، "لم يُمنح أي فرد عسكري أفغاني سابق أي وضع أولوية خاص حتى الآن رغم المخاطر الأمنية المترتبة على ذلك التي حذرت منها وزارة خارجية بايدن نفسها".
وأكد أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين تفاصيل تقرير ماكول عن عملاء القوات الخاصة الأفغان. واتفقوا مع ما خلص إليه التقرير، من أنهم قد يفشون معلومات حساسة عن الجيش الأمريكي- مثل تكتيكات القوات الخاصة وجمع المعلومات الاستخبارية الحساسة- للحكومة الإيرانية، إما طواعية أو بالإكراه.
في السياق، قال ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع السابق وضابط المخابرات الأمريكية: "أظن أن معظم الأفغان الذين كانوا في الكوماندوز والوحدات الخاصة الأخرى كانوا قريبين جداً من الأمريكيين".
وأضاف: "لكن إذا لم تكن تملك خياراً والمكان الوحيد الذي يمكنك الذهاب إليه للهروب من طالبان هو إيران، وهي من ستتكفل بنفقاتك ورعاية أسرتك، فلن يكون أمامهم إلا اغتنام هذه الفرصة؛ لأنه ليس لديهم أي خيارات أخرى فعلياً".
إيران تمنحهم تصاريح إقامة
من جانبه، قال مير حيدر أفضالي، الرئيس السابق للجنة الدفاع في البرلمان الأفغاني، إن إيران منحت الكوماندوز الأفغان الذين فروا إليها تصاريح تأشيرة لمدة سبعة أشهر للإقامة مقابل إثبات للسلطات الإيرانية أنهم كانوا يخدمون في الجيش الأفغاني.
وأضاف أفضالي أنه يتوقع أن تجدد إيران هذه التصاريح إلى أجل غير مسمى.
بينما قال المسؤولون الحاليون والسابقون الذين تحدثوا إلى المجلة الأمريكية إنهم لم يرصدوا أي ترتيبات من جانب إيران للحصول على معلومات أمنية من الضباط الأفغان السابقين، لكنهم لفتوا إلى أنه من الصعب معرفة إن كانت طهران قد فعلت ذلك بناءً على المعلومات المتاحة للعامة.
العديد من ضباط القوات الخاصة السابقين الذين فروا إلى إيران يشتغلون على ما يبدو بالأعمال الشاقة أو يعملون في المتاجر. ففي مقطع فيديو على موقع تيك توك نُشر في مايو/أيار الماضي ومتداول على نطاق واسع بين المسؤولين الأفغان السابقين، يظهر أحد أفراد القوات الخاصة الأفغان وهو يقول إنه عثر على وظيفة في موقع بناء بإيران.
وقال في المقطع: "الإيرانيون سعداء جداً لأنه بعد سقوط الحكومة الأفغانية، حصلوا على عمال أشداء، معظمهم في الغالب من قوات خاصة وجنود أفغان سابقين. بل إن الإيرانيين يسخرون منا بقولهم: (لمِ لمَ تسقط الحكومة الأفغانية مبكراً، حتى يأتينا هؤلاء العمال المجتهدون)".