أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء 16 أغسطس/آب 2022، أنّ المعارضة السورية تثق بتركيا، وأنهم لم يخذلوها أبداً، وأنّ التفاهم شرط لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في سوريا.
أشار تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي بأنقرة، إلى أنّ البعض داخل سوريا وتركيا سعى لإخراج التصريحات التي أدلى بها سابقاً حول سوريا في اجتماعات المؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك، عن سياقها، وأنهم يعلمون الجهات التي تقف وراء ذلك.
كما أكد وزير الخارجية التركي أنّ التصريحات، التي أدلى بها حول سوريا سابقاً، تعبّر تماماً عن الجهود الحثيثة التي تبذلها تركيا لوقف الحرب في سوريا.
وزير الخارجية التركي يوضح تصريحاته
بعد تذكيره بالقرار رقم 2252، الذي أجمع عليه أعضاء مجلس الأمن الدولي عام 2015، أوضح تشاووش أن القرار ينص على بدء مرحلة انتقالية بمشاركة كافة الأطراف في سوريا، وكتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات عادلة وشفافة بإشراف الأمم المتحدة.
فيما بيّن أنّ الجهود التي بذلت من أجل حل الأزمة في سوريا، كتشكيل مجموعة أصدقاء سوريا ومجموعة الدول ذات الرؤى المشتركة حول الأزمة السورية، باءت بالفشل؛ بسبب تعنت النظام السوري، وعدم إيمانه بالحل السياسي، ولجوئه للحل العسكري.
كما قال تشاووش أوغلو: "الحل الدائم هو الحل السياسي. نقول هذا منذ البداية. وقرار مجلس الأمن رقم 2254 يؤكد على وحدة الأراضي السورية، تماماً كما نؤكد عليه في كل تصريحاتنا، نحن نولي أهمية لوحدة الأراضي السورية".
بعد فشل الجهود الدبلوماسية وبالتحديد بعد إخراج المدنيين من حلب، بدأت تركيا، بحسب وزير الخارجية التركي، مرحلة العمل مع روسيا، التي أتت بمباحثات أستانة، إلى جانب إحياء مباحثات جنيف.
كما قال الوزير التركي: "اللجنة الدستورية اجتمعت 8 مرات، حضرها 150 شخصاً، 50 من النظام و50 من المعارضة و50 من منظمات المجتمع المدني، ما الهدف؟ الهدف كتابة دستور جديد أو تعديل الدستور الحالي".
وزير الخارجية التركي أردف بأنّ هدف كتابة دستور جديد أو تعديله هو إجراء تعديلات قانونية، وبالوقت نفسه الذهاب إلى انتخابات.
"تفاهم" المعارضة السورية مع النظام
كما أوضح تشاووش أوغلو أنّ تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 يستوجب "تفاهماً" بين النظام والمعارضة، قائلاً: "أليس كذلك؟ ما صرحت به سابقاً كان هذا بالتحديد، هل قلت شيئاً مختلفاً؟".
تابع وزير الخارجية التركي: "ما الهدف من تشكيل المعارضة لهيئة تفاوض؟ نحن والمعارضة دعمنا هيئة التفاوض في إطار هذا القرار (رقم 2254)".
وتساءل وزير الخارجية التركي قائلاً: "ما هدف هذه الهيئة؟ هدفها هو التفاوض مع النظام من أجل المرحلة الانتقالية وكتابة الدستور. ما أعنيه أنها لم تكن المرة الأولى التي نجمع فيها المعارضة مع النظام في هذا الإطار. ونحن ساهمنا بشكل مهم جداً في هذا. لماذا؟ لأنّ المعارضة تثق بتركيا، ونحن لم نتخلَّ عنها في منتصف الطريق أبداً".
كما أوضح: "إن هذا التفاهم (بين المعارضة والنظام) شرط من أجل تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في سوريا".
حول لقائه المقتضب بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد؛ أوضح تشاووش أوغلو أنّ اللقاء تم أثناء لقائه مع وزراء دول أخرى قبل موعد الطعام.
فيما أكد خلال اللقاء لوزير النظام على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة، من بينها ما يتعلق باللجنة الدستورية لتحقيق سلام دائم في سوريا، إلى جانب دعم تركيا الكبير لوحدة الأراضي السورية.