قال وكيل أعمال سلمان رشدي ونجله، الأحد 14 أغسطس/آب 2022، إن الأطباء أزالوا عن الروائي جهاز التنفس الصناعي، وإن حالته تتحسن، في أعقاب تلقيه عدة طعنات خلال محاضرة في ولاية نيويورك الأمريكية، بعد 33 عاماً من إصدار المرشد الأعلى السابق لإيران فتوى بإهدار دمه.
حيث كتب وكيل أعماله آندرو وايلي في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى رويترز: "أزالوا عنه جهاز التنفس الصناعي، وبدأ الطريق إلى التعافي… سيكون (الطريق إلى التعافي) طويلاً، فالإصابات خطيرة، لكن حالته تسير في الاتجاه الصحيح".
كان سلمان رشدي الذي يبلغ من العمر 75 عاماً يستعد لإلقاء محاضرة في مؤسسة تشاوتاكوا في غرب ولاية نيويورك عن حرية الإبداع، عندما هرع رجل (24 عاماً) إلى خشبة المسرح وطعن الكاتب، بحسب الشرطة.
يعيش الكاتب، المولود في الهند، تحت التهديد، بعد رصد مكافأة لمن يقضي عليه بسبب روايته "آيات شيطانية" الصادرة في عام 1988 والتي يرى مسلمون أنها تحتوي على فقرات تعد إلحاداً. وفي عام 1989 أصدر المرشد الأعلى الإيراني آنذاك آية الله روح الله الخميني فتوى بإهدار دمه.
بينما أدان الكتاب والسياسيون في جميع أنحاء العالم الهجوم. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إن مؤسسات الدولة الإيرانية حرضت على العنف ضد رشدي على مدى أجيال، وإن وسائل الإعلام التابعة للدولة قد ابتهجت بمحاولة اغتياله.
أضاف بلينكن في بيان: "هذا أمر حقير.. الولايات المتحدة وشركاؤها لن يترددوا في تصميمنا على مواجهة هذه التهديدات باستخدام كل أداة مناسبة في حوزتنا".
تصريحات المتهم في المحكمة
دفع المشتبه به هادي مطر، وهو من فيرفيو بولاية نيوجيرسي، أمام محكمة، السبت 13 أغسطس/آب، بأنه غير مذنب بتهمتي الشروع في القتل والاعتداء، كما قال محاميه ناثانيال بارون الذي تحدث إلى رويترز.
فيما لم تقدم أي من السلطات المحلية أو الاتحادية أي تفاصيل إضافية عن التحقيق، ومنها ما يتعلق بالدافع المحتمل.
بينما ذكرت شبكة "إن.بي.سي نيويورك" أن مراجعة أولية أجرتها أجهزة إنفاذ القانون لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن لديه ميولاً شيعية متطرفة، وأنه أبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني على الرغم من عدم العثور على صلات محددة بينهما.
قال وايلي، في تصريحات سابقة عن حالة سلمان رشدي، إن الأطباء وضعوه على جهاز التنفس الصناعي بعد جراحة استمرت ساعات، وإنه لم يكن قادراً على الكلام حتى مساء يوم الجمعة، مضيفاً أن من المرجح أن يفقد إحدى عينيه، وأن الأعصاب في ذراعه لحق بها الضرر، كما تعرض لإصابات في الكبد.
كما قال أحد أبناء سلمان رشدي إن والده كان قادراً على نطق ببعض الكلمات بعد إزالة جهاز التنفس الصناعي. وكتب ظفر رشدي على تويتر: "على الرغم من أن إصاباته الخطيرة ستترك أثراً في حياته، فإن روح الدعابة التي يتمتع بها عادة ما زالت حية وشجاعة".
جائزة بالملايين لقتل سلمان رشدي
رصدت منظمات إيرانية، بعضها مرتبط بالحكومة، مكافأة بملايين الدولارات لقتل سلمان رشدي. وقال خليفة الخميني، آية الله علي خامنئي، في عام 2019، إن الفتوى لا تزال "نهائية".
وُلد مطر في كاليفورنيا، وانتقل في الآونة الأخيرة إلى نيوجيرسي، بحسب تقرير لشبكة إن.بي.سي نيويورك، مضيفاً أن لديه رخصة قيادة مزورة. وتم اعتقاله في مكان الحادث من قِبل فرد من قوات الأمن بعد أن طرحه بعض الحضور أرضاً.
كما قال الشهود إنه لم يتكلم في أثناء هجومه على رشدي. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قال ممثلو الادعاء خلال محاكمة مطر إن رشدي تعرض للطعن عشر مرات.
بينما أفاد ممثلو الادعاء في المحكمة بأن مطر سافر بالحافلة إلى معهد تشوتوكوا، وهو مؤسسة تعليمية تبعد نحو 19 كيلومتراً عن ساحل بحيرة إيري، واشترى تذكرة لحضور محاضرة سلمان رشدي، حسبما ذكرت صحيفة ذا تايمز. وقال الحاضرون إنه لم يكن هناك تفتيش أمني واضح.
قال علي تحفة، رئيس بلدية يارون في جنوب لبنان، إن هادي هو نجل رجل من البلدة. وأضاف أن والدَي المشتبه به هاجرا إلى الولايات المتحدة، ووُلد ونشأ هناك، وأنه ليس لديه معلومات عن آرائهم السياسية.
أفاد تحفة لرويترز، الأحد، بأن والد هادي عاد إلى لبنان منذ عدة سنوات، وأنه بعد انتشار الأنباء عن حادث طعن رشدي، حبس نفسه في منزله في يارون، ورفض التحدث إلى أي شخص.