أُقيل 3 مرات من منتخبات أوصلها بنفسه لكأس العالم! عن وحيد خليلوزيتش الذي أطلق الرصاص على نفسه

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/12 الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/12 الساعة 20:44 بتوقيت غرينتش
وحيد خليلوزيتش مدرب منتخب المغرب السابق - gettyimages

يتمتع البوسني وحيد خليلوزيتش، ذو الشخصية العنيدة، بتاريخ استثنائي كمدرب للمنتخبات الوطنية، إذ قاد أربعة منها للتأهل إلى نهائيات كأس العالم.

خليلوزيتش، المولود في مدينة يابلانيتشا البوسنية يوم 15 مايو/أيار 1952، بدأ خطواته الأولى مع كرة القدم في ملعب يبعد عن منزل عائلته مسافة 100 متر فقط، لكنه كان يركّز أكثر على دراسته، ولم تكن اللعبة الشعبية الأولى ضمن أولوياته.

من هو وحيد خليلوزيتش؟

في الرابعة عشرة من عمره وصل إلى مدينة موستار، كي يلتحق بإحدى المدارس الصناعية فيها، من أجل دراسة الهندسة الكهربائية، وهناك انتسب إلى أكاديمية فيليز موستار.

انضم خليلوزيتش إلى الأكاديمية تحت ضغط رهيب من شقيقه سالم، الذي كان مهاجم الفريق الأول حينها، وما هما إلا سنتان حتى لحِق به وحيد الذي وقّع أول عقد احترافي له بمسيرته في صيف 1971.

انتقل وحيد خليلوزيتش بعدها إلى نادي نيريتفا ميتكوفيتش، المنافس في دوري الدرجة الثانية بكرواتيا، على سبيل الإعارة لمدة سنة، كي يكسب دقائق أكثر مع الفريق، قبل أن يعود مجدداً إلى موستار.

شكّل وحيد ثنائياً رائعاً مع زميله دوشان باييفيتش في موسم 1972-1973، ليقودا الفريق إلى احتلال وصافة مسابقة الدوري، قبل أن يصعدا منصة التتويج كأبطال للكأس عام 1981.

وفي سبتمبر/أيلول 1981، وقّع خليلوزيتش عقد انتقاله إلى نانت الفرنسي، الذي تُوِّج معه بلقب "الليغ ون" مرة وحيدة في موسم 1982-1983.

وقبيل اعتزاله، دافع خليلوزتش عن ألوان نادي باريس سان جيرمان لموسم واحد فقط، كان ذلك في الفترة ما بين 1 يوليو/تموز 1986 حتى اليوم نفسه ولكن من عام 1987.

اتجه خليلوزيتش إلى عالم التدريب، وكان فريقه الأم موستار أولى محطاته، وبقي معه لمدة سنتين في الفترة ما بين عامي 1990 و1992.

خليلوزيتش أطلق النار على نفسه!

وتعرض المدرب البوسني لإصابة عندما أطلق الرصاص على نفسه عن طريق الخطأ في عام 1992، خلال حرب البوسنة والهرسك، تلقى على أثرها العلاج لأشهر، قبل أن يضطر إلى الرحيل عن موستار في مايو/أيار 1993، بعد تلقيه تهديدات بالقتل من الجيش الكرواتي.

عاد خليلوزيتش إلى عالم التدريب من بوابة الرجاء المغربي، الذي حقق معه بطولة الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا، خلال الفترة ما بين يوليو/تموز 1997 ويونيو/حزيران 1998.

انتقل بعدها للعمل مع الأندية الفرنسية، حيث أشرف على تدريب ليل وستاد رين وباريس سان جيرمان، ليتوَّج بكأس فرنسا مع الأخير، قبل أن يسافر إلى تركيا للعمل مع طرابزون سبور، ثم إلى السعودية لتدريب اتحاد جدة.

بعد تجربة اتحاد جدة، وقّع خليلوزيتش أول عقد له مع المنتخبات الوطنية، حيث تسلم مهمة تدريب ساحل العاج.

قاد البوسني منتخب الأفيال في 23 مباراة، فاز في 11 وتعادل 10 مرات وخسر اثنتين فقط، ليصل بهم إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، لكنه أقيل في فبراير/شباط 2010، أي قبل 4 أشهر من المونديال الإفريقي.

وبعد ستة أشهر من تلك الإقالة، أشرف خليلوزيتش على تدريب دينامو زغرب، ليحقق معه الفريق ثنائية الدوري والكأس في كرواتيا لموسم 2010-2011.

تجربة خليلوزيتش مع منتخب الجزائر

عاد خليلوزيتش مرة أخرى إلى تدريب المنتخبات الوطنية وهذه المرة مع منتخب الجزائر، الذي قاده في 30 مباراة، فاز في 18 وتعادل 5 مرات وهُزم في 7 لقاءات، وبلغ معه نهائيات كأس العالم في البرازيل.

وصل خليلوزيتش مع "محاربي الصحراء" إلى الدور ثمن النهائي، وودَّع المونديال بعد مباراة ملحمية ضد منتخب ألمانيا (الذي تُوج باللقب لاحقاً وسحق البرازيل 7-1)، التي احتاجت إلى شوطين إضافيين من أجل كسر عناد الجزائريين.

عاد خليلوزيتش إلى طرابزون سبور من جديد، لكن الفترة الثانية لم تدم إلا 3 أشهر، ليتفق مع الاتحاد الياباني لكرة القدم على تدريب منتخب الساموراي.

وكما كان الحال مع ساحل العاج والجزائر، وصل خليلوزيتش باليابانيين إلى كأس العالم "روسيا 2018″، لكنه أُقيل أيضاً قبل انطلاق المنافسات بشهرين، بالتحديد في أبريل/نيسان من ذلك العام.

عمِل خليلوزيتش بعدها لموسم ونصف الموسم مع نانت، ثم سافر إلى المغرب من أجل تدريب "أسود الأطلس" وذلك يوم 15 أغسطس/آب 2019.

وحمل خليلوزيتش على عتقه مسؤولية بلوغ منتخب المغرب إلى مونديال قطر، وهو ما تحقق بالفعل بعد الفوز على الكونغو الديمقراطية في الدور الفاصل بنتيجة 5-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

استمر خليلوزيتش على رأس عمله رغم الخلافات الكبيرة التي هزت علاقته بالإعلام المحلي وبنجوم المنتخب المغربي وفي مقدمتهم حكيم زياش.

ولكن الاتحاد المغربي قرر وضع حد لكل الأزمات التي صاحبت فترة خليلوزيتش مع المنتخب، وقرر إقالته يوم 11 أغسطس/آب 2022، لتستمر لعنة المونديال تطارد المدرب البوسني؛ لكونه سيُحرم من الوجود فيه للمرة الثالثة.

وأوضح الاتحاد المغربي في بيان رسمي، أنه اتخذ هذا القرار بسبب صعوبة استمرار الطرفين في علاقتهما، لوجود خلافات واختلاف كبير في وجهات النظر بين الطرفين.

علامات:
تحميل المزيد