"الغيوم التي انقشعت بعد نهاية الحرب الباردة بدأت تتلبد مرة أخرى"
لقد ظل الحظ يحالفنا بصورة استثنائية حتى الآن، لكن الحظ ليس استراتيجية".
"الحظ ليس درعاً واقياً من التوترات الجيوسياسية التي قد تتحول إلى صراع نووي".
"هذا العالم تفصله عن الإبادة النووية خطوة واحدة غير محسوبة".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان يلقي بهذه التحذيرات في مؤتمر افتراضي لأطراف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بداية شهر أغسطس/آب 2022.
الدبلوماسي البرتغالي الذي يتحدث 5 لغات، اختار الفرنسية ليحذر بها الضمير الإنساني من نسيان الدروس المستفادة من حرائق الرعب في هيروشيما وناغازاكي.
ما الذي جعل غوتيريش يطلق هذا "النداء الأخير" لإنقاذ العالم؟
إنها التوترات الجيوسياسية التي وصلت مستويات عالية جديدة. والمنافسة التي تتفوق على التعاون والتعاضد.
ها هي الدول تسعى للحصول على أمن زائف من خلال تخزين وإنفاق مئات المليارات من الدولارات على أسلحة الفناء النووي المنذرة بنهاية العالم، والتي لا مكان لها على كوكبنا.
ها هو العالم ينام وفي أحضانه ما يقرب من 13 ألف سلاح نووي تنتظر ضغطة الزر المجنونة لتدمير كل شيء.
هل الحروب الكبيرة قدر محتوم لا يمكن تفاديه؟
بعد كارثة الحرب العالمية الثانية توقفت الدول قليلاً عن الغزوات الدامية لاحتلال أراضي دولة أخرى، باستثناءات قليلة مثل غزو الكويت.
هذا المبدأ الراسخ يتعرض لاختبار عنيف الآن مع الحرب الروسية في أوكرانيا، خاصة إذا كانت روسيا تنوي ابتلاع أوكرانيا كاملة، فإن دولاً أخرى ستسير على الدرب نفسه وتبدأ في استخدام القوة لتغيير الحدود الدولية.
وستنشب حروب.
وتسعى إمبراطوريات سابقة إلى استعادة مجدها.
وسيزيد عدد الدول التي تواجه خطر المحو من الخارطة كما نعرفها اليوم.