يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ، السعودية الأسبوع المقبل، حيث تجري الاستعدادات الآن بالمملكة لإقامة حفل استقبال له يشابه الحفل الذي أُقيم لاستقبال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في زيارته للسعودية، والتي كانت أول رحلة خارجية له بعد تولي الرئاسة، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
يتناقض الاستقبال الودي الذي يجري تحضيره للزعيم الصيني تناقضاً واضحاً مع الاستقبال السعودي الفاتر للرئيس الأمريكي جو بايدن في يونيو/حزيران، ما يعكس العلاقات المتوترة بين البلدين والنفور الشخصي بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
رغبة الطرفين بتعزيز العلاقات
من المتوقع أن يتلقى شي ترحيباً صافياً ينطوي على رغبة صادقة من الجانب السعودي في تعزيز العلاقات بين بكين والرياض، وتعزيز صورة التحالف بين البلدين.
قال محمد اليحيى، الزميل في معهد الشرق الأوسط، إن "الصين هي أكبر شريك تجاري للسعودية، وأكبر مشترٍ للنفط السعودي. وهي دولة مهمة جداً في المنطقة من الناحية الجغرافية السياسية. علاوة على أنها تتطلع إلى إنشاء قواعد عسكرية في إفريقيا وأماكن أخرى. لقد كانت الصين لا تهتم إلا بمصالحها التجارية في الماضي، وتركز بالكامل على التجارة، أما الآن فإن نظرتهم للأمور باتت تُعنى أكثر بالبعد الاستراتيجي".
يقول خبراء إن الصين تحاول أن تملأ الفراغ الإقليمي الناتج عن تراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة وتدهور نفوذها، خاصة أن زيارة بايدن في يونيو/حزيران لم تسفر عن كثير من المكاسب له، ولم تنجح في إقناع الأمير محمد بتعزيز إمدادات النفط، وهي الخطوة التي كان من شأنها أن تساعد في خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة قبيل انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.
هذا الاهتمام الصيني بالمنطقة انعكس في مكالمة أجراها الرئيس الصيني مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أبريل/نيسان 2022، قال خلالها الرئيس الصيني: إن "الأوضاع الدولية والإقليمية تمر في الوقت الحالي بتغيرات عميقة ومعقدة، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على الأهمية الاستراتيجية والشاملة للعلاقات الصينية السعودية"، وأفاد أنه "خلال العام الماضي، وحّدت الصين والمملكة العربية السعودية جهودهما ومضتا قدماً معاً، مما سهّل التنمية الجديدة في العلاقات الثنائية".
وذكر شي جين بينغ أنه "يتعين على الصين والمملكة العربية السعودية تعزيز التضامن، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية النظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته، والنظام الدولي المرتكز على القانون الدولي، والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية المرتكزة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعم الإنصاف والعدالة الدوليين، فضلاً عن المصالح المشتركة للدول النامية".
من المنتظر أن تتضمن رحلة الرئيس الصيني إلى السعودية زيارة الرياض وجدة ومدينة نيوم العملاقة المخطط إقامتها على الساحل الغربي للمملكة. ويجري العمل الآن في السعودية على وضع آلاف اللافتات الصينية المرحِّبة بالرئيس الصيني، والإعداد لاستقبال المئات من الشخصيات المرموقة المرافقة له.
وقال مسؤول سعودي رفيع إن "السعودية استردَّت عنفوانها. عدنا للتعامل مع أصدقائنا على قدم المساواة. فالأصدقاء [الحقيقيون] لا يأتون إلى هنا ليطالبوا بما يريدون ولا يُعطون شيئاً في مقابل ذلك".