بعثت مجموعة من اللاجئين السوريين، تقطعت بهم السبل في جزيرة صغيرة بنهر إيفروس في اليونان على حدود تركيا، رسالة إلى منظمة غير حكومية، الثلاثاء، 9 أغسطس/آب 2022، وأبلغوها بموت طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، بينما تعرضت شقيقتها لإصابة، وتحتاج لرعاية طبية بشكل عاجل، حسبما ذكره موقع Middle East Eye.
وكان أكثر من 40 طالب لجوء سورياً حوصروا في جزيرة صغيرة على الحدود بين اليونان وتركيا، دون توفر الطعام أو الماء أو الرعاية الطبية، بعد أن أُبعدوا عن حدود الدولة الأوروبية.
وفقاً لشبكة مراقبة العنف على الحدود، فإن اللاجئين المحاصرين حالياً في الجزيرة بينهم امرأة حامل واحدة، وسبعة قُصَّر، وامرأة مسنة مصابة بالسكري.
ويُزعم أنَّ الشرطة اليونانية والتركية دفعت المجموعة ذهاباً وإياباً على الحدود، وبعد إعادتهم إلى تركيا في المرة الأولى، انضمت مجموعة أخرى إلى المجموعة الأولى.
يُذكر أن الحق في طلب اللجوء محميٌّ بموجب القانون الدولي، ويعتبر "صد" طالبي اللجوء عبر الحدود غير قانوني ومحظوراً، وفقاً للإطار القانوني نفسه.
وتقع الجزيرة الصغيرة على الأراضي اليونانية بالقرب من الحدود التركية، وإيفروس هي منطقة حدودية عسكرية عالية التسليح، ولا يمكن لمنظمات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية الوصول إليها.
وفي 20 يوليو/حزيران الماضي، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حكماً إيجابياً بشأن التدابير المؤقتة للمجموعة، بعد طلب مشترك من المجلس اليوناني للاجئين ومنظمة المجتمع المدني HumanRights360.
وتلزم هذه التدابير المؤقتة الحكومة اليونانية قانوناً بمنح المجموعة الحق في البقاء مؤقتاً على الأراضي اليونانية وتلقي المساعدة، مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية.
نفي يوناني
وقال ممثل عن منظمة الإغاثة التركية غير الحكومية، لموقع ميدل إيست آيه، إنهم حاولوا توصيل المساعدات إلى الجزيرة، لكنهم لم يتمكنوا من دخول الأراضي اليونانية.
وتقول المنظمات الحقوقية إنَّ السلطات اليونانية زعمت أنها غير قادرة على العثور على المجموعة، وأجّلت أية عملية إنقاذ. بينما قدمت المنظمتان غير الحكوميتين طلباً في 26 يوليو/تموز إلى مكتب المدعي العام بأثينا؛ نظراً لأنَّ السلطات لم تتخذ أية خطوات عقب قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
بدوره، قال سليم فاتانداش، من منظمة International Refugee Rights Association التركية، لموقع ميدل إيست آيه Middle East Eye، إنهم وصلوا إلى كل من السلطات اليونانية والتركية التي زعمت أنهما لم يتمكنا من العثور على المجموعة في الجزيرة.
لكن المواطنين اليونانيين المحليين قالوا إنهم سمعوا صرخات طلباً للمساعدة من الجزيرة، وفي مقطع فيديو نُشِر على تويتر، يمكن سماع الشرطة اليونانية وهي تُعرِّف نفسها للمجموعة الموجودة على الجزيرة.
وقال أحد الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في الجزيرة، وفقاً لمبادرة Alarm Phone لإنقاذ المهاجرين عبر البحر: ""في البداية، كنّا 50 شخصاً، لكن الشرطة اليونانية ضربتنا وأعادتنا إلى تركيا. حجزنا الأتراك في ثكنات عسكرية، ثم ألقوا بنا إلى إحدى الجزر اليونانية للمرة الثانية، دون طعام أو ماء. بينما قُتل ثلاثة أشخاص كانوا معنا منذ ذلك الحين".
ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان، عاد الآن 33 شخصاً من المجموعة الأولى إلى الجزيرة مع مجموعة إضافية. ويُقدَّر أنَّ 40 إلى 70 شخصاً قد وُجدوا في الجزيرة في إيفروس منذ 5 أغسطس/آب الجاري.
وصرحت لويز دونوفان، من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان، لموقع ميدل إيست آيه: "المفوضية قلقة للغاية بشأن سلامة هؤلاء الأشخاص، وهي على اتصال منتظم مع المنظمات غير الحكومية التي تمثل القضية".