أكدت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين 8 أغسطس/آب 2022، عزمها على "محاربة الإسلام الراديكالي"، قائلة إنها مستعدة لتغيير القانون لطرد إمام مغربي متهم بـ"معاداة السامية".
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان وصف الإمام المغربي، حسن إكويوسن، بأنه "عدو لفرنسا"، بحسب تعبيره، مضيفاً: "لا مكان له" في البلاد، وفقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 8 أغسطس/آب 2022.
دارمانان أشار إلى أنه لن يمنعه شيء من طرد الإمام إكويوسن (58 عاماً) الذي يحمل الجنسية المغربية، والذي عاش طوال حياته في فرنسا، ولديه خمسة أبناء و15 حفيداً.
كان دارمانان قد أعلن عن طرد إكويوسن الأسبوع الماضي، بعد تسليم المغرب جواز مرور يسمح له بالسفر، واتهمت باريس الإمام بـ"الإدلاء بتصريحات مُعادية للسامية والمثليين، ومعادية للمرأة، خلال خطب أو مؤتمرات نظم بعضها قبل نحو 20 عاماً"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن إكويوسن حصل على أمر قضائي بوقف طرده من قبل محكمة باريس الإدارية، التي اعتبرت في حكمها أن "السبب الوحيد القائم على وجود أعمال تحريض صريح ومتعمد على التمييز ضد المرأة لا يمكنه أن يبرر إجراء الطرد دون المساس بشكل خطير وغير متناسب بحقه في عيش حياة خاصة وعائلية عادية"، وبحسب وكالة رويترز.
قدّم دارمانان استئنافاً للطعن في الأمر القضائي أمام مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في فرنسا، وقال إنه إذا رُفض قرار الطرد مرةً أخرى، فسوف يغير القانون لطرد إكويوسن في كل الأحوال.
اتهامات للإمام المغربي
أشار دارمانان أيضاً إلى أن طرد الإمام أصبح ممكناً بفضل قانون جديد هدفه محاربة ما تسميه الحكومة "الانفصالية" الإسلامية، لكن محامي إيكويوسن رفضوا هذا الادعاء، قائلين إنه كان من الممكن طرد موكلهم بموجب تشريع سابق.
أضاف محامو الإمام أن قرار طرده الحالي خطوة سياسية يرغب ماكرون من خلالها في إرسال إشارة إلى قاعدة مؤيدي اليمين المتنامية.
أكد دارمانان أيضاً التقارير الإعلامية بأن وكالات المخابرات وضعت إكويوسن على قائمة "مراقبة المتطرفين الخطرين" منذ 18 شهراً، وقال: "هذا الإمام.. يستخدم لغة معادية للسامية. وينكر المساواة بين الرجل والمرأة. ويروّج لاعتبار الهجمات الإرهابية في فرنسا مؤامرات. ولا مكان لأعداء الجمهورية في الجمهورية".
كان المدعون العامون خلال جلسة استماع أمام محكمة باريس الإدارية، قد أشاروا الأسبوع الماضي إلى تصريحات أدلى بها إكويوسن عامي 2003 و2004، وصف فيها اليهود بأنهم "مرابون بخلاء" وزعم أن الصهاينة "تواطئوا مع هتلر.. لدفع اليهود لمغادرة ألمانيا".
أشار المدعون أيضاً إلى مؤتمر انعقد عام 2012 وصف فيه إكويوسن الهجمات الإرهابية في الغرب بأنها "هجمات زائفة هدفها ترهيب غير المسلمين حتى يخافوا من الإسلام والمسلمين".
بحسب الصحيفة البريطانية، فمن مآخذ دارمانان الأخرى على الإمام مداخلته العلنية التي نصح فيها أتباعه بتجنب الخلوة مع النساء. وقال: "تركب سيارتك وتقول لها: "اركبي، سأوصلك". لا، لا توصلها. اتركها تأخذ الحافلة".
وفي منشور على صفحته على فيسبوك، "اعترض إكويوسن بشدة" على مزاعم استخدامه "لغة عنصرية أو عنيفة".
من جانبهم، يقول مؤيدوه إن التصريحات التي يستشهد بها دارمانان قديمة واقتطعت من سياقها. وأشاروا إلى تصريحات أخرى، مثل قوله: "لم نحمل ضغينة لليهود يوماً؛ لأن الإسلام دين العدل".